يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الـ424، في ظل تصعيد ميداني عنيف شمالي القطاع أدى إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى، واستمرار معاناة
هل فعلا إمداد شبكة إنترنت إلى غزة خارج عن قدرة إيلون ماسك؟
ماسك: ستارلينك ستدعم الاتصال للمنظمات الإغاثية فقط
منذ أن توالت أنباء عن قطع الاحتلال لشبكة الإنترنت والاتصالات في غزة، حاول ناشطون على منصة إكس الوصول إلى إيلون ماسك عبر وسم Starlinkforgaza# لحثه على إيصال خدمات الإنترنت إلى القطاع عبر قمر ستارلينك الذي يملكه ماسك، حيث أنه سبق وقدّم هذه الخدمة إلى أوكرانيا عقب قطع روسيا خدمات الإنترنت والاتصالات عن بعض المناطق. إلا أن ماسك رد على هذه الدعوات بأنه بحاجة إلى معرفة السلطة التي تملك الخطوط في غزة، فهل يتذرع ماسك بعدم تزويده غزة بالإنترنت بالسلطة التي صنفت على قوائم "الإرهاب"؟ أم أن مسألة دخول الإنترنت إلى غزة لن تتم إلا بموافقة دولة الاحتلال؟
ماسك مستعد لتزويد خدمة الإنترنت للقطاع بشروط
وفي ردود أخرى أيضا، قال ماسك أن شركة SpaceX المالكة لقمر ستارلينك ستدعم روابط الاتصال مع منظمات المساعدة والإغاثة المعترف بها دوليًا فقط.
ورغم الاستجابة الخجولة لماسك إلا أن وزير الاتصالات في دولة الاحتلال "شلومو كارهي" هاجم ماسك مهددا بأن إسرائيل ستستخدم كل الوسائل المتاحة لها لمحاربة ذلك، مدعيا أن حماس ستسخدم هذه الخدمة في أنشطتها "الإرهابية". كما هدد بقطع مكتبه أي علاقات مع ستارلينك.
ماسك رد مطمئنا أن شركته ستقوم بإجراء تدقيق أمني مع الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية قبل تشغيل أي محطة تدعم خدمة الإنترنت في غزة، وأنهم سيحرصون على أن يتم استخدام الخدمة لأساب إنسانية بحتة "فقط".
كيف يزود قمر ستارلنك خدمات الإنترنت؟
خلال الحرب الروسية الأوكرانية، قطعت روسيا خدمات الإنترنت عن عدة مناطق في أوكرانيا، إلا أن شركة SpaceX التابعة لإيلون ماسك أرسلت محطات ستارلينك إلى أوكرانيا. وشكلت هذه الأقمار الصناعية عالية السرعة العمود الفقري للاتصالات الرقمية للجيش الأوكراني، حسبما قالت صحيفة الواشنطن بوست.
وحسب موقع ستارلينك، فإن تزويد خدمة الإنترنت عبر القمر الصناعي يتم من خلال مجموعة من الهوائيات الأرضية والأقمار الصناعية، حيث يتم توجيه هوائيات المحطة نحو السماء، وعندما يمر القمر الصناعي في الأعلى، يتم تثبيت الهوائي على القمر الصناعي وإنشاء الاتصال.
ما الذي يقف عائقا أمام تزويد ستارلينك خدمات الإنترنت في غزة؟
استطاعت أوكرانيا إدخال هذه الهوائيات لإجراء الاتصال، إلا أن الأمر في غزة مختلف. فحسب ماسك نفسه في ردود له على دعوات لتزويد غزة بخدمة الإنترنت، قال أنهم لا يعرفون من هي الجهة "المالكة" للخطوط الأرضية، بالتالي إن لم يصل طلب من داخل القطاع للأقمار الصناعية وتمت الموافقة عليه، فلا تستطيع الشركة تزويد الخدمة، بحسب قوله.
خبراء ردوا على مزاعم ماسك بشأن حاجته لمعرفة "ملاك" الخطوط الأرضية، حيث أن الأقمار الصناعية هذه لا تحتاج إلى "خطوط أرضية" أصلا، وهذا ما تؤكده المعلومات الواردة على موقع ستارلينك.
يبين الموقع مراحل الاتصال بالقمر الصناعي ستارلينك، ويوضح كذلك تفاصيل الطرد الذي يجيء على شكل صندوق يحتوي على الأجهزة اللازمة للقيام بعملية الاتصال. حيث يتم وصل الجهاز بالكهرباء ثم توجيهه إلى السماء بزاوية معينة مرفق تفاصيلها مع كل طرد.
إذن، فإن مسألة إمداد غزة بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية ليست مسألة متعلقة بمن يملك الخطوط الأرضية كما تذرع ماسك، بل متعلقة بإرسال طلب من داخل قطاع غزة عبر موقع ستارلينك الرسمي، ثم الموافقة على هذا الطلب، وأخيرا إرسال صندوق المعدات اللازمة للاتصال بالقمر الصناعي إلى داخل غزة. إلا أن هذه المسألة بالتحديد، مرتبطة بسماح سلطات الاحتلال بدخول الطرود والمساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر كرم سالم، والتي من المرجح أن تمنع وصول هذه التقنيات إلى القطاع من خلال حجج أمنية، كالتي ذكرها وزير الاتصال الإسرائيلي مروجا أن حماس ستستخدم هذه التقنيات لأغراض "إرهابية".
وحتى وإن سمحت سلطات الاحتلال بدخول خدمات الإنترنت من قبل ستارلينك إلى القطاع المحاصر، فإن مسألة ربط الهوائيات بالكهرباء شبه مستحيلة في ظل قصف إسرائيلي مكثف وقطع للكهرباء وتدمير للبنى التحتية.
إيلون ماسك ادّعى في البداية أن لا طلب وصلهم من داخل قطاع غزة بشأن تزويد القطاع بخدمات الإنترنت، ليقوم بعدها بالتأكيد على أن ستارلينك لن تزود القطاع بأي خدمات ما لم يتم تنسيق ذلك مع السلطات في الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال وأن هذه الخدمة ستصل فقط للمنظمات الإغاثية الدولية.
هل كان ينوي ماسك تزويد غزة بالإنترنت قبل الحرب؟
لكن، ما إن تضع المؤشر على الخريطة التي تبين المناطق التي يغطيها قمر ستارلينك، وبالتحديد على منطقة الشرق الأوسط بما فيها مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي، تظهر رسالة صغيرة تقول: "ستبدأ في 2024"، إلا أن المؤشر يظهر رسالة أخرى عند وضعه على غزة والضفة الغربية: "وقت الخدمة غير معروف في هذا الوقت". ما يترك سؤالا مفتوحا حول جدية نية ماسك بإمداد حتى المنظمات الإغاثية في غزة بالإنترنت، وإن قبلت إسرائيل بذلك.
من الجدير بالذكر أن قطاع غزة يخضع لحصار إسرائيلي منذ عام 2007. وتسيطر إسرائيل على المجال الجوي والمياه الإقليمية لغزة، وتنظم جميع السلع والخدمات التي تدخل وتخرج عبر معبرين من المعابر الحدودية الثلاث في غزة. أما المعبر الثالث فيقع تحت الإدارة المصرية.
اقرأ أيضا..لمن السيادة على معبر رفح وكيف تمنع إسرائيل دخول المساعدات؟