استفاق قطاع غزة اليوم على وقع مجزرتين مروعتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرتا عن استشهاد 88 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة
مفترق نتساريم محور صفقة الهدنة المرتقبة في غزة.. فماذا تعرف عنه؟
تشترط حركة حماس ضمن صفقة الهدنة المرتقبة لوقف العدوان على غزة بأن ينسحب جيش الاحتلال بشكل كامل من ما يسمى بمفترق نتساريم فأين يقع هذا المفترق وما هي أهميته العسكرية؟
مفترق نتساريم
يقع هذا المفترق في منتصف قطاع غزة وهو أكثر قربا لشماله، ويحده من الشمال شارع الرشيد وشارع صلاح الدين وحي الزيتون، فيما تحده من الجنوب منطقة الزهراء والمغراقة وجحر الديك.
ويقسم هذا المفترق القطاع إلى قسمين عرضا، بما يمكّن الاحتلال من منع التنقل من شماله إلى وسطه أو جنوبه وبالعكس، وتعد مستوطنات راعيم وناحال عوز المستوطنات المحاذية لهذا المفترق خارج حدود القطاع.
سبب التسمية
وتعود تسمية هذا المفترق إلى اسم المستوطنة التي كانت مقامة فيه قبل عام 2005، حيث أقيمت مستوطنة نتساريم عام 72 ككتلة استيطانية وواحدة من مستوطنات ناحال عوز، وتعد منطقة هذا المفترق منطقة زراعية وتمتاز تربتها بالخصوبة حيث كان المستوطنون يعملون على زراعة المانجو والعنب والبطاطا والبندورة والكرز وغيرها، وقبل خروجهم منها حوّل الجيش جميع أراضي هذا المفترق إلى صحراء بحرقها كاملة وسرقة ترابها بحرمان أهالي القطاع من زراعتها والاستفادة منها.
ومنذ الهجوم البري الذي شنه جيش الاحتلال على القطاع في تشرين أول 2023، بدأت آليات الاحتلال بالاستيلاء على هذا الطريق بل وتعبيده وصولا إلى شاطئ البحر، مستهدفا الغزيين الذين يحاولون العودة إلى شمال القطاع.
وقررت السلطة الفلسطينية في عام 1998 -عندما كان قطاع غزة يقع تحت إدارتها- بناء مدينة الزهراء جنوب مستوطنة "نتساريم"، وذلك بهدف إيقاف زحف المستوطنة التي كانت تتوسع للاستيلاء على المناطق المحيطة بها، خاصة إلى الضفة الشمالية من وادي غزة ومخيم النصيرات الواقع وسط القطاع، كما هو الحال في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة في وقتنا الحالي.
وتمهيدا لإعادة احتلال المنطقة قام جيش الاحتلال خلال عدوانه على القطاع بتفجير جامعة الإسراء ذات الموقع الاستراتيجي لقربها الشديد من مفترق "نتساريم"، بهدف تسهيل حركته وبناء بؤر استيطانية جديدة في المنطقة.
بؤر استيطانية جديدة عقب 17 عاما من انسحاب الاحتلال من غزة
وبحسب صور للأقمار الصناعية فإن الاحتلال استولى على طريق نتساريم وبدأ ببناء بؤرتين استيطانيتين على طول هذا الطريق بهدف تمكين الجيش من السيطرة على حركة الفلسطينيين وشن عمليات في أجزاء مختلفة من القطاع، بحسب تقرير لصحيفة إسرائيلية.
وبدت عملية بناء المستوطنتين واضحة في صور الأقمار الصناعية التي التُقطت في أوقات مختلفة أثناء العدوان، حيث أظهرت الصور أن "نتساريم" رُصِفت لتكون امتدادا للطريق الموجود أصلا، كما جرى تمهيد أراضيها لإقامة المستوطنتين، ونقل الجيش معداته إليها بعد ذلك، بحسب الصحيفة.
الأهمية العسكرية
أما أهميته العسكرية، فيعد هذا المفترق هدفا واضحا للمقاومة الفلسطينية منذ سبعينات القرن الماضي، حيث تم استهدافه عام 2003 بعملية واسعة مشتركة من قبل المقاومة، واستهدف من قبل ذلك خلال أعوام 95 و2001 و2002، كما تم استهدافه في عملية واسعة عام 2004، حيث خسر الاحتلال عشرات الجنود إثر هذه العمليات.
كما أن كمين المغراقة الذي نفذته كتائب القسام قبل يومين استهدف المفترق بشكل رئيسي حيث قتل وجرح أكثر من 14 من جيش الاحتلال خلال هذا الكمين.
محمد الدرة استشهد في مفترق نتساريم
ومن الجدير بالذكر أن مفترق نتساريم شهد الجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال بحق الطفل محمد الدرة عام 2000 عند مفترق نتساريم، حيث استهدفه جيش الاحتلال مختبئا في حضن والده، وما زال الصوت الذي يقول: "مات الولد" شاهدا على واحدة من أبشع جرائم الاحتلال.
تصر المقاومة على خروج الاحتلال من هذا المفترق، مؤكدة من خلال ذلك على إفشال خطط الاستيطان أو شق القطاع إلى نصفين، ومؤكدة حق الغزي في جميع أنحاء أرضه.
اقرأ المزيد.. "قناع بلون السماء" للأسير باسم خندقجي تفوز بجائزة البوكر العالمية