أكد مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء د. نزار مهيدات توفر المخزون الدوائي واستقراره، وأنه يغطي احتياجات السوق المحلي الأردني، ومن مختلف
غذاء الأطفال ضحية الطبقية بين الدول الفقيرة والغنية.. نستله مثالا
تعرضت شركة نستله السويسرية لانتقادات واسعة بعد تقرير أجرته منظمة "Public Eye" التي تدافع عن التزام الشركات السويسرية بحقوق الإنسان، وكشف التقرير عن إضافة الشركة مادة السكر لأغذية الأطفال التي تباع في الدول النامية تحديدا، وهو ما يتعارض مع المبادئ التوجيهية الدولية التي تهدف إلى الوقاية من السمنة والأمراض المزمنة.
ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيه الشركة السويسرية للانتقادات فقد سبق وأن تمت الدعوة لمقاطعتها بعد اتهامها بدعم الاحتلال الإسرائيلي والذي يرتكب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، إذ إن شركة نستله اشترت نسبة 51% من أسهم شركة استثمارية إسرائيلية متخصصة في مجال تصنيع وتوزيع منتجات غذائية في الأسواق المحلية والعالمية.
نستله تجعل الأطفال مدمني سكر
وبين التقرير الذي أعدته منظمة "Public Eye" السويسرية مؤخرا أن نستله تضيف مادة السكر إلى منتجات الأطفال التي توردها للدول النامية والناشئة، فيما لا تفعل هذا الأمر في المنتجات المخصصة للدول الغربية والأوروبية، حيث لم يتم العثور على سكر مضاف في المنتجات المخصصة للأطفال الصغار في أسواق تلك الدول.
وقال التقرير:
"إن شركة نستله تجعل الرضع والأطفال الصغار في الدول ذات الدخل المنخفض مدمنين على السكر".
وفقا للتحليلات المخبرية التي أجرتها المنظمة، لم تحتوِ عينات من بعض منتجات الحليب للأطفال الرضع من "ألمانيا وفرنسا وبريطانيا" على أي سكر مضاف، في المقابل احتوت عينات من دول مثل "بنغلاديش والهند وباكستان وجنوب إفريقيا وإثيوبيا وتايلند" على نسبة تصل إلى 6 غرامات من السكر المضاف لكل وجبة، الأمر الذي لم تنفِه الشركة عند توجيه الاستفسارات لها حول هذا الموضوع، حيث قالت نستله ردا على ذلك:
"الاختلافات الطفيفة في الوصفات بين البلدان تعتمد على عدة عوامل، منها اللوائح واتجاهات المستهلك وتوافر المكونات المحلية".
مطالب بوقف ازدواجية المعايير
ونتيجة لهذا التقرير، أطلقت سلطات الهند وبنغلاديش ومصر تحقيقا في أغذية الأطفال التي تنتجها شركة نستله في أسواقها، كما أطلقت منظمة "Public Eye" عريضة تطالب الشركة بوضع حد لمعاييرها المزدوجة في التعامل بين الدول المتقدمة والنامية.
ويقول أصحاب الاختصاص وخبراء التغذية إنه إذا اعتاد الأطفال على طعم السكر في سن مبكرة، فإنهم يميلون إلى تناول مزيد من المنتجات السكرية في وقت لاحق من الحياة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إصابتهم بالسمنة أو يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل السكري.
وتنص إرشادات منظمة الصحة العالمية -الخاصة بأوروبا- على أنه لا ينبغي السماح بإضافة السكريات أو مواد التحلية إلى أي طعام خاص بالأطفال دون سن الثالثة، في حين لم تصدر المنظمة إرشادات مماثلة لمناطق أخرى في العالم، وذلك ضمن سياسة ازدواجية المعايير في كل مناحي الحياة والتي تنتهجها الدول الغربية تجاه بقية دول العالم.
الموقف الأردني تجاه هذا التقرير
ووجهت حسنى سؤالا للمؤسسة العامة الغذاء والدواء حول سلامة الحليب والمنتجات التابعة لشركة نستله في الأسواق الأردنية؛ حيث جاء في رد المؤسسة العامة للغذاء والدواء:
"أن تركيبة منتجات حليب الرضع المجازة لدى المؤسسة للفئة العمرية أقل من 12 شهرا مطابقة للمواصفة القياسية الأردنية الخاصة بذلك وحسب الأسس والتعليمات المعتمدة في المؤسسة والتي تتوافق مع تعليمات الهيئات العالمية لأغذية الرضع، وحسب المسموح فإنها تحتوي على سكر حليب الأبقار اللاكتوز ضمن الحدود المسموح بها عالميا ولا تحتوي على سكريات أخرى مضافة".
سوابق نستله في هذه المخالفات
وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها نستله لهذه الانتقادات، حيث تورطت الشركة في عام 1974 بمشكلة مماثلة لحليب الأطفال عرفت باسم "قاتل الأطفال"، والتي أدت إلى إنشاء المدونة الدولية لمنظمة الصحة العالمية في عام 1981، حيث تسببت الشركة حينذاك بمرض ووفيات الرضع في المجتمعات الفقيرة في دول العالم الثالث من خلال الترويج لمنتجاتها من حليب الأطفال على حساب الرضاعة الطبيعية.