200 يوم من العدوان على غزة.. جرائم إبادة وحصيلة مرعبة

الصورة
رجل يسير بين المباني التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي في خانيونس 22/4/2024 | المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
رجل يسير بين المباني التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي في خانيونس 22/4/2024 | المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
المصدر

أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان "منظمة دولية مستقلة" بأن عواقب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 200 يوم مرعبة من حيث ضخامتها واستهدافها المباشر بشكل متعمد للمدنيين الفلسطينيين، وسط فشل دولي مخجل في إلزام الاحتلال بقواعد القانون الدولي الإنساني وأوامر محكمة العدل الدولية. 

وفي البيان الذي نشره المرصد اليوم الثلاثاء؛ استعرض فيه بالأرقام نتائج جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال، وبين فيه أن "إسرائيل" تواصل هجومها بالوتيرة والممارسات المروعة ذاتها، متجاهلة مطالبات وقف إطلاق النار، ومتسلحة بحماية أمريكية وأوروبية.

ثمن غير مسبوق من دم الفلسطينيين

وبين المرصد الأورومتوسطي أن المدنيين الفلسطينيين دفعوا ثمنا باهظا وغير مسبوق باستهدافهم وبشكل ممنهج ومتعمد في إطار عملية عقاب جماعي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، تهدف بحسب المرصد إلى إنهاء الوجود الفلسطيني بالقتل والتشريد، مستخدمة شتى أنواع الأسلحة بما فيها ذخائر أمريكية أرسلتها الإدارة الأمريكية لمخازن جيش الاحتلال الإسرائيلي. 

وبحسب بيان المرصد فإن قوات الاحتلال قتلت خلال 200 يوم من العدوان 42 ألفا و510 من الفلسطينيين، منهم 38 ألفا و621 مدنيا، بينهم 15 ألفا و780 طفلا، و10 آلاف و91 امرأة. وما يزال آلاف من الشهداء تحت الأنقاض، فيما هناك آلاف من المفقودين

معدل القتل اليومي 212 فلسطينيا

ووفق هذه الأرقام، فإن معدل القتل اليومي بلغ 212 فلسطينيا، وبين المرصد بأن "إسرائيل" تقتل يوميا 79 طفلا و50 امرأة، وهي أرقام تعد مرعبة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وفي سياق الحروب المعاصرة. 

وقال الأورومتوسطي إن جيش الاحتلال حول المدنيين إلى أهداف مشروعة كما قصف منازل ومراكز إيواء على رؤوس قاطنيها، ونفذ عمليات إعدام خارج نطاق القانون، واعتمد على القصف العشوائي بهدف الترهيب. 

كما وثق المرصد آلاف الجرائم المحددة التي استهدف فيها جيش الاحتلال مدنيين فلسطينيين دون ضرورة أو تناسب، وأضاف أن بين الشهداء 137 صحفيا، و356 من الطواقم الطبية، و42 من طواقم الدفاع المدني. 

كما أدى العدوان إلى إصابة 79 ألفا و240 فلسطينيا، غالبيتهم العظمى من المدنيين، و70% منهم من الأطفال والنساء، وما لا يقل عن 11 ألف منهم حالته خطيرة تتطلب السفر لتلقي العلاج المنقذ للحياة، فيما تعرض أكثر من 1200 لبتر أطراف أو إعاقات دائمة.

اقرأ المزيد.. ارتقاء شهيد في أريحا خلال اليوم 200 من طوفان الأقصى

غزة غير قابلة للحياة و60% من مبانيها مدمرة

وبحسب بيان المرصد الأورومتوسطي فقد أصبح قطاع غزة فعليا "غير قابل للحياة" نتيجة حجم التدمير الهائل الذي نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنازل والبنى التحتية، والذي طال أكثر من 60% من مباني قطاع غزة بفعل القصف الجوي ونسف المربعات السكنية، وسط تقديرات بإسقاط جيش الاحتلال أكثر من 70 ألف طن من المتفجرات على القطاع فضلا عن عمليات التجريف، بما في ذلك عمليات التدمير التي طالت جميع المباني بعمق يصل إلى كيلومتر واحد شرقي وشمالي القطاع بهدف إقامة منطقة عازلة، والتدمير الذي تسبب به الجيش بعد شق طريق يربط شرق القطاع بغربه جنوبي مدينة غزة؛ جاء بهدف فصل مدينة غزة وشمالها عن وسط القطاع وجنوبه. 

وتشير الحصيلة الأولية إلى تدمير 131.200 وحدة سكنية كليا، وإلحاق دمار جزئي بـ 281.000 وحدة أخرى. 

كما دمر جيش الاحتلال مئات المعالم الحضارية والمباني الخدماتية وآبار المياه، و445 من المدارس والمؤسسات التعليمية بين تدمير كلي وجزئي، كما دمر جميع جامعات غزة تقريبا، و651 مسجدا بشكل كلي أو جزئي، إلى جانب 3 كنائس.

أكبر عملية تهجير قسري

ونفذت سلطات الاحتلال في غزة أكبر وأوسع عملية تهجير قسري في التاريخ الحديث، حيث أجبرت تحت وطأة القصف والقتل مليوني فلسطيني على النزوح والعيش في مراكز إيواء وخيام، ويتركز أكثر من نصفهم في مدينة رفح جنوبي القطاع. 

وأكد الأورومتوسطي أن "إسرائيل" استخدمت منذ اليوم الأول من العدوان التجويع كسلاح ضد الفلسطينيين من خلال إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات ومن ثم عرقلة إدخالها، كما تعمدت قتل مئات الجياع خلال انتظار قوافل المساعدات. 

واستهدفت هذه السياسة بشكل خاص سكان محافظة غزة وشمالها، حيث ما يزال هناك 300 ألف فلسطيني عانوا وما يزالون من مجاعة حقيقية تسببت بوفاة 30 منهم، أغلبهم من الأطفال، إضافة إلى فقدان جميع السكان آلاف الأرطال من أوزانهم نتيجة عدم توفر الغذاء، مع انعكاسات ذلك الخطيرة على صحتهم العامة.

واقع صحي متدهور

وتسببت حالة النزوح الجماعي مع غياب الرعاية الصحية بتفش خطير للأمراض، حيث وثقت وزارة الصحة ما يلي:

  • أكثر من مليون مصاب بأمراض معدية نتيجة النزوح.

  • 8 آلاف حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي بسبب النزوح.

  • 350 ألف شخص مصابين بأمراض مزمنة معرضين للخطر بسبب عدم إدخال الأدوية.

  • 60 ألف سيدة حامل معرضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية.

كما قتل جيش الاحتلال ما لا يقل عن 408 من النازحين وتسبب بإصابة ألف و406 آخرين في 349 حادثة أطلقت فيها الذخائر تجاه مراكز إيواء، وذلك وفقا لتقرير صدر عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في الـ16 من نيسان فضلا عن قتل جيش الاحتلال 178 من موظفي الأونروا في قطاع غزة. 

وبشكل ممنهج، عمل جيش الاحتلال على تدمير النظام الصحي، فأخرج 32 مستشفى من أصل 36 عن الخدمة، بما فيها أكبر مستشفيين؛ مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ومجمع ناصر الطبي في خانيونس، وأخرجت 53 مركزا صحيا عن الخدمة، فيما استهدفت 159 مؤسسة صحية.

5 آلاف معتقل بينهم مئات النساء

واعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 5 آلاف فلسطيني بينهم مئات النساء، من منازل ومراكز إيواء وأثناء التنقل على الطرق خلال عملية النزوح القسري، بينما تواصل إخفاءهم قسرا، وتعرضهم لأصناف قاسية من التعذيب وصل إلى حد القتل. 

وقال المرصد الأورومتوسطي إنه تلقى عشرات الإفادات من معتقلين مفرج عنهم والتي تبين تعرض المعتقلين، بمن فيهم أطفال ونساء، لأصناف غير مسبوقة من الانتهاكات والضرب والتي تشمل التعذيب المفضي إلى الموت والحرمان من العلاج وترك ندوب فارقة، والتعرية الجسدية والتحرش والعنف الجنسي.

المقابر الجماعية سمة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

وأشار المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأنه خلال العدوان المستمر على قطاع غزة، برزت ظاهرة المقابر الجماعية لأول مرة في تاريخ الصراع بهذا الحجم والشكل، حيث تم توثيق أكثر من 140 مقبرة جماعية أو عشوائية أو مؤقتة، وفي حالات عديدة تم توثيق حالات دفن نفذتها قوات الاحتلال لأشخاص أعدمتهم ميدانيا. 

وأضاف المرصد أن المقابر الجماعية المكتشفة في المستشفيات، خاصة في مجمعي الشفاء وناصر تثير شبهات بأن الجيش الإسرائيلي نفذ إعدامات خارج نطاق القانون بحق أشخاص معتقلين ومحتجزين ثم أقدم على دفنهم، حيث عثر على أشخاص مقيدين وأشخاص يبدو أنهم كانوا يتلقون علاجات، ما يستوجب فتح تحقيق دولي في هذه الجرائم. 

كما أشار إلى أن القوات الإسرائيلية نبشت عشرات المقابر وانتشلت مئات القتلى وأخضعتهم لتحليل DNA وأخفت جثامين وسلمت أخرى دون تقديم أي معلومات عن الضحايا، وسط مخاوف من تعرضهم للتشويه. 

ونبه الأورومتوسطي أنه بعد مرور 200 يوم تستعد قوات الاحتلال لتنفيذ هجوم آخر واسع في مدينة رفح دون أن تلتفت إلى حياة نحو 1.2 مليون إنسان من السكان والنازحين الذين لجؤوا إليها ما ينذر بمذبحة كبرى، وسط مخاوف حقيقية من سيناريو تهجيرهم قسرا إلى خارج قطاع غزة. 

اقرأ المزيد.. طوفان الأقصى في يومها الـ200 غارات وقصف على مناطق متفرقة من القطاع

00:00:00