في عيد استقلاله الـ 75، الأردن السند الدائم للشقيقة فلسطين

الصورة
المصدر
آخر تحديث

في مشهد مهيب، في الخامس والعشرين من أيار عام 1946 التأم المجلس التشريعي الأردني لإعلان استقلال المملكة تالياً النص التالي:

تحقيقاً للأماني القومية وعملاً بالرغبة العامة التي أعربت عنها المجالس البلدية الأردنية ، واستناداً إلى حقوق البلاد الشرعية والطبيعية وجهادها المديد وما حصلت عليه من وعود وعهود دولية رسمية ،فقد بحث المجلس التشريعي النائب عن الشعب الأردني أمر إعلان استقلال البلاد الأردنية استقلالاً تاماً على أساس النظام الملكي النيابي.

الصورة

 

كان إعلاناً رسمياً شقت بعده الأردن طريقها بين الدول والمجتمع الدولي.

خمسةٌ وسبعون عاماً وضعت فيه المملكة خطوطاً ثابتة كان أعرضها أن تكون سنداً لشقيقتها " فلسطين " ، فما لبث عامٌ من الأعوام الخمسة والسبعين إلا وكان للأردن موقفٌ مدافع، أو جيشٌ مقاتل، أو خطاب دبلوماسي في المحافل ، عنوانه الرئيس "الحق الفلسطيني ".

الدفاع العسكري عن الأراضي الفلسطينية

كانت باكورة الدعم الأردني للفلسطينيين مساندة القبائل الأردنية للشعب الفلسطيني في مهاجمة المستعمرات اليهودية عام 1920م وهو أول صدام مسلح رئيسي مع اليهود، وكان كايد المفلح عبيدات من كفر سوم أول شهيد أردني على ثرى فلسطين.

وعندما أقرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة تقسيم فلسطين بين العرب واليهود في التاسع والعشرين من تشرين الثاني عام 1947م رفض الفلسطينيون ذلك، وكان الأردنيون في طليعة المتطوعين العرب الذين لبوا نداء الواجب لنصرة الفلسطينيين لمنع تقسيم بلادهم حيث اندلعت حرب ال  1948م وشارك الجيش العربي الأردني في صد الهجمات الصهيونية على فلسطين، فحافظ على الغور الأردني ومدن القدس ورام الله واللد والرملة.

فمن جبل المكبر إلى تل الذخيرة , ومن حي الشيخ جراح إلى تلة الرادار , يرقد شهداء الجيش العربي الأردني في القدس, وسائر أرجاء الضفة الغربية , أولئك الأردنيون الذين خاضوا أيضاً حرب حزيران عام  1967 برجولة مقبلين غير مدبرين بعقيدة وإيمان أن فلسطين أرضٌ عربية لا تنازل أو تراجع عن الدفاع عنها .

وكان قرار الأردن عام 88 بفك الارتباط القانوني والإداري بين الأردن والضفة الغربية مبنيٌ على أساس واضح وهو بناء دولة فلسطينية عاصمتها القدس وعدم تشريد أو تهجير مزيد من الفلسطينيين عن أراضيهم.

الصورة

 

الدفاع عن الشخصيات الفلسطينية

في 25 من أيلول عام 1997 استهدف الموساد الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ،  محاولاً اغتياله بتوجيهات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكان مشعل حاملًا للجنسية الأردنية ومقيماً في عمان آنذاك، وتم حقنه بمادة سامة أثناء سيره في شارع وصفي التل  ، حيث هبَّ الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال  وقد استشاط غضباً ، ووضع معاهدة السلام مقابل  المصل المضاد للسم المستعمل ، حيث انصاعت "إسرائيل" للأردن وأرسلت المصل .

الصورة

 

الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى

ارتبط الهاشميون تاريخياً، بعقد شرعي مع المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مستندين إلى إرث ديني وتاريخي، وارتباط بالنبي العربي الهاشمي محمد صلى الله عليه وسلم، ففي عام 1924، تكرست الرعاية والوصاية الهاشمية حين انعقدت البيعة والوصاية للشريف الحسين بن علي من أهل فلسطين والقدس.

وحتى حين الإعلان عن قرار فك الارتباط عام 88 تم استثناء المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من القرار وبقيت تحت الوصاية الهاشمية.

وفي اتفاق تاريخي، وقعه الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان في آذار 2013م، أعيد التأكيد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة.

الصورة

 

الإعمار الهاشمي للمسجد الأقصى

كما حرص الأردن على الحفاظ على المسجد الأقصى وما حوله بإطلاق أربع مراحل إعمار هاشمي كان أولها عام 1924 وآخرها عام 1999 وما زالت مستمرة حتى الآن ، كما صدر قانون الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة  بهدف توفير التمويل اللازم والدائم لرعاية المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدس.

تشرف وزارة الأوقاف الأردنية ممثلةً بدائرة أوقاف القدس على شؤون المسجد بشكل مباشر حيث بلغ عدد موظفيها في المقدسات الاسلامية والمسيحية أكثر من 800 موظفاً.

وتصدّرت الأحداث الأخيرة التي شهدتها القدس وحي الشيخ جراح، والعدوان الإسرائيلي على غزة، اهتمام الشعب والقيادة الأردنية التي قادت  سلسلة فعاليات شعبية واسعة واتصالات وحراكات دبلوماسية مكثّفة في سبيل رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، وحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته .

الأردن المدافع الدائم  عن فلسطين في المحافل الدولية

قد كان الأردن على الدوام المظلة القانونية للدفاع عن الحق الفلسطيني في كل المحافل الدولية وعلى المنابر الأممية وفي الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات العالمية انطلاقا من موقفه الثابت والأخلاقي الداعم في اتجاه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على حدود الرابع من 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وذلك تطبيقا لقرارات الشرعيّة الدوليّة، ومبدأ حلّ الدولتين.

ولطالما قاد الأردن قرارات أممية وجلسات طارئة تخص القضية الفلسطينية وعمل وكالة الغوث " الاونروا" واستنكاره للاحتلال والاستيطان الصهيوني ، وما تعلق بحقوق الفلسطيني على موارده الطبيعية في أرضه المحتلة.

وقد كان الموقف الأردني واضح وثابت مؤخراً عند طرح صفقة القرن ، فقد رفع الملك اللاءات الثلاث في وجهها قائلاً لا للتوطين, لا للوطن البديل, لا لصفقة القرن .

الصورة

 

ليس لِـ 75 عاماً فقط

الأردن وفلسطين تؤمان منذ التاريخ ، فعلى الخريطة الجغرافية لا يفصل بينهما إلا مياه جارية ما انقطعت يوماً .

اليوم،، والأردن يستذكر عامه ال 75 للاستقلال يؤكد أنه لن يقف عن دوره الداعم والمساند ولن يتخلى عن فلسطين شعباً وأرضاً حتى تحقيق السلام والاستقرار المرجو.

الصورة
00:00:00