محرر و مذيع أخبار
توقف مشروع ناقل البحرين..والناقل الوطني البديل الاستراتيجي
"أصبح الآن في خبر كان" بهذه العبارات وصف وزير المياه الحالي محمد النجار وضع مشروع "ناقل البحرين" الأردني الإسرائيلي الفلسطيني والذي كان يتوقع بأن يكون مشروعًا استراتيجيًا لتحلية مياه البحر الأحمر وتوليد الطاقة وإنقاذ البحر الميت من الانحسار.
حديث النجار جاء بعد إعلان البنك الدولي حذف مشروع قناة البحرين من قائمة المشاريع التي كان من المقرر تنفيذها؛ معللة ذلك بعدم اتفاق الأطراف على معايير المشروع.
فرغم أن الأردن و"إسرائيل" وقعتا في شباط عام 2015 اتفاقية تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع إلا أن الأخيرة نقضت العهد لرؤيتها عدم جدوى هذا المشروع لها، رغم حصولها على ضعف الحصة المخصصة للأردن في المرحلة الأولى خاصة لمنطقة وادي عربة والمستوطنات هناك.
ما هو مشروع "ناقل البحرين"؟
صورة من الانترنت توضح شكل مشروع ناقل البحرين
يهدف مشروع ناقل البحرين إلى تحلية مياه البحر الأحمر وضخ جزء منها إلى البحر الميت، ويتضمن المشروع مدّ أربعة أنابيب بين البحرين يصل طولها إلى 180 كيلومترا، وتنقل هذه الأنابيب 100 مليون متر مكعب من المياه سنويًا من البحر الأحمر إلى البحر الميت.
كما يقضي بإقامة محطة تحلية عملاقة للمياه في مدينة العقبة بالأردن لتوزيع المياه المحلاة على الدول الثلاث.
ويشمل المشروع في مرحلته الأولى إنشاء قناة تنقل مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت، حيث تنقل نحو ملياري متر مكعب من المياه وبكلفة قد تصل إلى ملياري دولار في هذه المرحلة.
أما المرحلة الثانية فتشمل الاستفادة من فرق منسوب المياه في إنشاء محطة تحلية مياه لتوفير أكثر من 800 مليون متر مكعب من المياه العذبة سنويا، فضلًا عن توليد 500 مليون ميغاوات من الكهرباء.
خبير مائي: الأردن قرر الانسحاب بعد مماطلة الاحتلال
يقول الخبير المائي د.لؤي الفروخ إن مشروع ناقل البحرين كان مشروعًا مشتركًا بين الحكومة الأردنية وحكومة الاحتلال على أن تدخل الحكومة الفلسطينية في المراحل اللاحقة، بغية توزيع التمويل بين الأطراف.
ويرى الفروخ أن الإسرائيليين عرقلوا المشروع وحاولوا الانسحاب منه لأسباب سياسية أو داخلية أخرى ما أدى إلى أخذ الجانب الأردني قرارًا بعدم المضي في هذا المشروع.
ما هي أسباب جعل ناقل البحرين مشترك مع الجانب المحتل؟
وزير المياه الأسبق حازم الناصر أثناء توقيعه مذكرة تفاهم للمرحلة الأولى من المشروع مع الجانب المحتل
يبين د. لؤي الفروخ لـ حسنى أن الأردن سعى إلى الاشتراك مع الجانب المحتل في مشروع ناقل البحرين بغية الحصول على المعلومات والبيانات المتعلقة بمنطقة البحر الميت كأحد الأسباب، حيث أن الأردن لا يملك أي معلومات حول طبيعة المياه وتغيرها على خلاف الجانب المحتل.
يشير الفروخ إلى أن الأردن كان بإمكانه المضي في ناقل البحرين دون الاشتراك مع أي طرف لوقوع كامل المشروع على الأراضي الأردنية، إلا أنه فضل الاشتراك لتقسيم التمويل بين الأطراف كون المشروع مكلف جدًا.
ويظن د. الفروخ أن الجانب الدولي لن يتشجع لتمويل مشروع ناقل البحرين مرة أخرى.
سفيان التل: ناقل البحرين أصبح مسلسل
يقول د. سفيان التل و هو عضو سابق في لجنة تقييم مشروع ناقل البحرين إن هذا المشروع هو مشروع إسرائيلي قديم، حاول الاحتلال
التسويق له بغية الاستفادة من الأردن في عملية التمويل، مبينًا أن الاحتلال حاول أكثر من مرة طرح مشاريع مائية مشتركة مع الأردن لتحلية البحر الأحمر وصبه في البحر الميت.
يضيف د. التل لـ حسنى أن باكورة المشاريع المائية التي طرحها الاحتلال في الثمانينيات كان مشروع "المتوسط الميت" الذي وقف الأردن ضده لتضرره المباشر منه، حتى أوقف الاحتلال المشروع عام 1985 عندما ثبت له عدم وجود جدوى اقتصادية منه.
يشير د. التل إلى أن الاحتلال قدم بديلًا للمشروع في حينه تحت اسم "ناقل البحرين" أو "قناة الأحمر الميت".
"الكيان الصهيوني يطرح دائمًا مثل هذه المشاريع لإيقاع الأطراف الدولية والعربية في مشاريع مشتركة للاستفادة من التمويل ليقطف هو النتائج"، وفق د. سفيان التل.
مشروع الناقل الوطني الأردني بديلٌ يسد الحاجة
في أواخر عام 2020 أطلقت وزارة المياه والري المرحلة الأولى من مشروع الناقل الوطني للمياه بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، معلنةً أنه أضخم مشروع لِتزويد المياه في تاريخ الأردن.
يهدف المشروع إلى تحلية ونقل 250-300 مليون متر مكعب من المياه المحلاة من خليج العقبة على البحر الأحمر إلى جميع مناطق المملكة لتأمين كميات مياه إضافية مستدامة.
يتكون المشروع من نظامِ نقل مياه البحر، ومنشأة لتحلية مياه البحر في العقبة، ونظام نقل المياه العذبة إلى باقي المناطق، وستُؤمن المرحلة الأولى 130 مليون م3 من المياه سيتم خلطها بمياه الآبار من حقل وادي رم لتأمين المياه العذبة لأغراض الشرب.
صورة توضح شكل مشروع الناقل الوطني
الناقل الوطني: البديل الاستراتيجي
وزير المياه الأسبق حازم الناصر وهو الموقع لاتفاقية ناقل البحرين، يقول في تصريحات صحفية العام الماضي إن مشروع الناقل الوطني هو البديل الاستراتيجي للأردن وإن "إسرائيل" هي التي عطلت مشروع ناقل البحرين فهي لا تريده ولا مصلحة أو فائدة لها فيه، وفق قوله.
مشروع يسير ببطءٍ شديد
يسير مشروع الناقل الوطني ببطء شديد وتعلل وزارة المياه هذا البطء بأنه نتيجة جائحة كورونا، حيث أن الوزارة لا زالت تقول إنها ستقوم بتأهيل الائتلافات المشاركة في المشروع والبالغ عددها (13) ائتلاف حيث سيتم تأهيل أفضل (5) ائتلافات للبدء بتقديم عروضها الفنية والمالية لتنفيذ هذا المشروع.