7 دول عربية ترفض منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي

الصورة
مقر الاتحادي الافريقي -أديس أبابا- اثيوبيا
مقر الاتحادي الافريقي -أديس أبابا- اثيوبيا

الاتحاد الإفريقي بوابة تل أبيب للتوغل في القارة السمراء

المصدر
آخر تحديث

​رفضت سبع دول عربية إفريقية القرار الأخير الصادر عن مفوضية الاتحاد الإفريقي بمنح الكيان المحتل صفة مراقب في الهيئة القارية.

وبعثت سفارات الجزائر ومصر وجزر القمر وتونس وجيبوتي وموريتانيا وليبيا في إثيوبيا رسالة احتجاج إلى موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.

وقالوا: إن قرار منح "إسرائيل" صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي يتناقض مع دعم الكتلة الإفريقية للقضية الفلسطينية ومبادئها الأخرى.

وأدانت الدول الخطوة ووصفتها بأنها "غير مقبولة" وعملاً من أعمال الانتهاك السياسي من قبل رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي لسلطته التنفيذية.

كما طلبت الدول العربية الإفريقية السبع طرح القضية للمناقشة في الاجتماع الوزاري القادم للاتحاد الإفريقي، المقرر عقده في تشرين أول / أكتوبر 2021.

الجزائر تبدأ بتشكيل لوبي معارض لدخول تل أبيب الاتحاد الإفريقي

وأفادت تقارير صحفية أن الجزائر بدأت رسمياً عملية تشكيل مجموعة من الدول الإفريقية لمعارضة عضوية تل أبيب في الاتحاد الإفريقي حفاظاً على مبادئ الاتحاد ودعمًا لفلسطين.

وبحسب التقارير، فإن جنوب إفريقيا وتونس وإريتريا والسنغال وتنزانيا والنيجر وجزر القمر والجابون ونيجيريا وزيمبابوي وليبيريا ومالي وسيشل هي الدول التي وافقت على طرد "إسرائيل" من الاتحاد الإفريقي المكون من 55 دولة.

وأكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تحرك الاتحاد الإفريقي الذي تم اتخاذه دون أي تشاور مع دوله الأعضاء.

انضمت ناميبيا إلى جنوب إفريقيا والعديد من منظمات المجتمع المدني القارية في 29 تموز/ يوليو لرفض قرار مفوضية الاتحاد الإفريقي الأخير بمنح "إسرائيل" صفة مراقب في الهيئة الإقليمية.

وقال بيندا ناندا، المدير التنفيذي لوزارة العلاقات الدولية والتعاون في ناميبيا، في بيان: "منح صفة مراقب لقوة احتلال يتعارض مع مبادئ وأهداف القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي".

وقال ناندا إنه من الخطأ منح "إسرائيل" صفة مراقب، خاصة في وقت يزيد فيه النظام من أعمال القمع في انتهاك كامل للقانون الدولي واستخفاف بحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني.

وقال أيضا إن قرار مفوضية الاتحاد الإفريقي يتعارض مع الالتزامات الصارمة والصلبة المعتادة التي تعهد بها العديد من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية الذين يدعمون القضية الفلسطينية بشكل لا لبس فيه.

وأضافت أن ناميبيا تنأى بنفسها بالتالي عن منح وضع مراقب "لإسرائيل".

وقالت الدولة الواقعة في جنوب إفريقيا إن "إسرائيل" لا يمكن منحها صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي إلا بشرط أن تتوقف عن احتلال فلسطين ومنح الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير.

وفي 22 تموز/ يوليو، حصلت الكيان المحتل على صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي بعد ما يقرب من 20 عامًا من الضغط.

وسبق للاحتلال أن حصل على صفة مراقب في منظمة الوحدة الإفريقية حتى عام 2002، عندما تم حل المنظمة واستبدالها بالاتحاد الإفريقي.

وتتمتع فلسطين بوضع مراقب في الاتحاد الإفريقي.

جنوب إفريقيا في صدمة من القرار غير المبرر للاتحاد الإفريقي

وقالت حكومة جنوب إفريقيا الأربعاء إنها "مصدومة من القرار الجائر وغير المبرر" لمفوضية الاتحاد الإفريقي بمنح "إسرائيل" صفة مراقب.

وقالت إدارة العلاقات الدولية والتعاون بجنوب إفريقيا "DIRCO" في بيان: "اتخذت مفوضية الاتحاد الإفريقي هذا القرار من جانب واحد دون مشاورات مع أعضائها".

وقالت إن قرار منح "إسرائيل" صفة مراقب هو أكثر إثارة للصدمة في عام تعرض فيه الشعب الفلسطيني المضطهد للقصف المدمر واستمرار بناء المستوطنات غير القانونية على أرضه.

انتهاك صارخ لجميع القيم

من جانبه انتقد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" إسماعيل هنية قرار الاتحاد الإفريقي الأسبوع الماضي منح "إسرائيل" صفة مراقب، قائلا إن الخطوة تتعارض مع جميع القيم والمبادئ التي تقوم عليها الكتلة الإفريقية.

وقال هنية "إنها ضربة قاسية للأمة الفلسطينية وحقوقها الوطنية المشروعة وهي تكافح للتخلص من الاحتلال الإسرائيلي".

وثمن إسماعيل هنية، في رسالة وجهها إلى موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، المواقف التاريخية للاتحاد الإفريقي الداعمة لحقوق الفلسطينيين ونضالهم لتحقيق الحرية والاستقلال. 

وأشار هنية إلى أن المنظمة المكونة من 55 عضوا هي هيئة مرموقة دافعت منذ فترة طويلة عن حقوق الدول الإفريقية في تقرير المصير والحرية والاستقلال، وتقف مع الفلسطينيين وقضيتهم العادلة ضد عدوان وإرهاب نظام تل أبيب.

الاتحاد الإفريقي بوابة تل أبيب للتوغل في القارة السمراء

لدى تل أبيب - علاقات مع أكثر من 40 دولة من أعضاء في الاتحاد الإفريقي قبل تطبيع العلاقات مع المغرب والسودان مؤخرا.

وبلغ ذروة نشاط الكيان المحتل بالقارة السمراء عام 1967، حيث ارتفع عدد بعثاتها من 6 إلى 23 بعثة بحلول عام 1962، ما شكل قوة داعمة للكيان المحتل في مواجهة العرب بالأمم المتحدة.

بعد حرب حزيران/ يونيو عام 1967 دخلت العلاقات الإسرائيلية الإفريقية في حالة برود إلا إن اندلاع حرب 1973 أدت إلى قطع جميع دول أعضاء منظمة الوحدة الإفريقية علاقاته بالكيان المحتل عدا أربعة دول لكن العلاقات التجارية بقيت مستمرة.

 توقيع القاهرة اتفاقية كامب ديفيد مع تل أبيب عام 1979 خلق ظروفا مناسبة لكسر عزلة الكيان المحتل إفريقيا و مثَّل مؤتمر مدريد لإحياء السلام عام 1991، نقطة تحول في العلاقات الإسرائيلية الإفريقية حيث هرولت الأخيرة إليها دون تحفظ.

عام 2002 تمكنت تل أبيب من إعادة العلاقات مع 45  دولة إفريقية على مستويات دبلوماسية مختلفة.

وحاول الكيان المحتل مرار اكتساب صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي إلا أنها باءت بالفشل، بعد عام 2002 شهدت العلاقات الإسرائيلية الإفريقية تطورا على الصعيدين السياسي والعسكري دون أن تحقق أي تقدم على المستوى الشعبي.

 استطاعت تل أبيب استغلال حاجة الأفارقة إلى التقنيات الزراعية المتطورة لخلق أسواق جديدة لها في مضمار تكنولوجيا الزراعة والخبرات الأمنية واستطاع الاحتلال من خلال استغلال علاقته المتقدمة مع الدول الإفريقية لتحسين صورتها في منظمات دولية عدة أبرزها مجلس الأمن.

 شكل عام 2016 انعطافة جديدة في العلاقات الإسرائيلية الإفريقية عبّرت عنها زيارات أجراها رئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو وبشكل مكوكي.

وفي أواخر العام نفسه استضاف الكيان المحتل مؤتمرا زراعيا، بمشاركة أعضاء من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.

اقرأ المزيد :لقاء سري بين مسؤول سوداني والموساد في الخرطوم

 

الخرطوم والرباط أحدث محطات قطار العلاقات الإسرائيلية الإفريقية

وفي تشرين أول/ أكتوبر 2020 أعلنت السودان تطبيع علاقاتها مع الكيان المحتل، واستطاعت تل أبيب أن تحقق تقدما في ملف التطبيع مع الخرطوم من خلال التواصل مع شخصيات كبيرة من مجلس السيادة العسكري في السودان حيث كشف تقارير صحفية عدة عن لقاءات سرية جمعت شخصيات عسكرية، بدءًا من اللقاء الذي جمع رئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان في أوغندا في شباط/ فبراير 2020.

كما أن مسؤولين في الموساد التقوا بالجنرال محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي" نائب البرهان.

 توقيع اتفاق التطبيع بين المغرب والكيان المحتل - الرباط 23 كانون أول 2020 -AFP

وفي العاشر من كانون الأول/ ديسمبر 2020 اعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن اتفاق لتطبيع العلاقات الثنائية بين المغرب والكيان المحتل.

وفي الثالث والعشرين من الشهر نفسه أعلنت الرباط وتل أبيب عن توقيع أربع اتفاقيات على هامش توقيع اتفاق استئناف العلاقات بينهما وتبادل الرحلات الجوية المباشرة وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة، والتعاون الاقتصادي في مجالات التجارة والاستثمار بين الجانبين.

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00