دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يومه الـ62، بينما تتواصل الأزمة الإنسانية في القطاع وسط ظروف جوية قاسية زادت من معاناة النازحين، وبين
خروقات إسرائيلية متواصلة في غزة.. ومسلحون يغتالون مسؤولا أمنيا من حماس
في يومه الـ65، يواصل اتفاق وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة التعرض للخروقات المتواصلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط واقع إنساني مأساوي يتقاطع فيه أثر الإبادة المستمرة مع الظروف الجوية الصعبة، ما زاد من هشاشة البنية التحتية واستنزف قدرة المواطنين على الصمود.
تصعيد عسكري مستمر في غزة
شهدت المناطق الشرقية لمدينة غزة قصفا مدفعيا متزامنا مع انفجارات في حي الشجاعية، حيث فجر جيش الاحتلال مدرعة مفخخة داخل منطقة سكنية، وأقدم على نسف عدد من المنازل، ما تسبب في دوي أصوات التفجيرات في أنحاء المدينة.
وفي سياق التصعيد نفسه، شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات جوية عنيفة على المناطق الشرقية لمدينة خانيونس، في استمرار للعمليات العسكرية التي تطال عدة مناطق في القطاع.
مسلحون يغتالون مسؤولا أمنيا من حماس
أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، اغتيال الضابط في جهاز الأمن الداخلي أحمد زمزم بإطلاق نار من قبل مسلحين في مخيم المغازي بالمحافظة الوسطى صباح اليوم، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على أحد المشتبهين، وتجري التحقيق في الحادث.
اغتيال القيادي الفلسطيني رائد سعد
أفادت مراسلتنا إسراء العرعير من قطاع غزة بأن القيادي الفلسطيني رائد سعد ومرافقيه استشهدوا غرب المدينة في عملية وصفها جيش الاحتلال بأنها "إنجاز كبير" ضمن ما يسميه القضاء على "رؤوس الإرهاب".
وأشارت مراسلتنا إلى أن تشييع جثمانه ومواراته الثرى سيقام بعد ظهر اليوم، مؤكدة أن رائد سعد شخصية بارزة في المقاومة الفلسطينية، وُلد في مخيم الشاطئ للاجئين، وأسس وحدات قتالية أسهمت في الدفاع عن القطاع.
وأعلن جيش الاحتلال وجهاز "الأمن العام الشاباك" مساء السبت اغتياله في غارة استهدفت مركبته على شارع الرشيد غرب غزة، فيما أكد نتنياهو ووزير أمنه أن العملية جاءت "ردا على تفجير عبوة ناسفة ضد قواتهم".
ردود الفعل الفلسطينية
لم يصدر أي إعلان رسمي من جانب حماس أو كتائب القسام بشأن صحة اغتيال رائد سعد، فيما أكدت حماس في بيان أن تصعيد الاحتلال يمثل خرقا إجراميا لاتفاق وقف إطلاق النار، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن تداعيات جرائمها وخروقاتها الممنهجة، وداعية الوسطاء والدول الضامنة للاتفاق إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات.
الأزمة الإنسانية المتفاقمة
واجه القطاع خلال الأيام الماضية منخفضا جويا عميقا كشف عن التدهور الكبير في البنية العمرانية والخدماتية، ما أدى إلى استشهاد 11 فلسطينيا جراء انهيار بنايات تضررت بالقصف السابق وتعرضت للأمطار والرياح، فيما لا يزال البحث جاريا عن مفقود واحد على الأقل. ويعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في ظروف قاسية مع تدهور البنى التحتية ونقص المأوى الآمن، ما يعكس ضعف قدرة المؤسسات المحلية على الاستجابة.
القطاع الصحي في غزة
تشير بيانات وزارة الصحة إلى أن إجمالي الشهداء منذ وقف إطلاق النار وصل إلى 386، فيما بلغ عدد الإصابات 1018، مع استمرار ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة منذ أكتوبر 2023 لتصل إلى 70.654 شهيدا و171.095 مصابا.
وأكد ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية، وفاة نحو 1.092 مريضا خلال فترة انتظار الإجلاء الطبي بين تموز 2024 ونهاية وتشرين ثاني 2025، ما يعكس انهيار منظومة الرعاية الصحية وعدم قدرتها على إنقاذ المرضى في الوقت المناسب.
اقرأ المزيد.. استشهاد فتى واعتقالات واسعة خلال اقتحامات لقوات الاحتلال في الضفة والقدس