في اليوم الـ58 من بدء وقف إطلاق النار في غزة تتضح هشاشة التفاهمات الميدانية في ظل استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عمليات قصف داخل
تصاعد الخروقات في غزة.. والاحتلال يعلن الخط الأصفر حدودا جديدة
في اليوم الـ59 من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تتصاعد الخروقات الإسرائيلية في مختلف مناطق القطاع، بالتوازي مع تحركات سياسية إقليمية ودولية مرتبطة بالمرحلة الثانية من اتفاق غزة، وسط مواقف متباينة بين واشنطن وتل أبيب، وتحذيرات عربية ودولية من انفجار الأوضاع مجددا.
وفي ظل هذا المشهد المتوتر، يواصل الفلسطينيون دفع ثمن العدوان، بينما تتداخل الميدانيات مع المواقف السياسية.
خروقات ميدانية للاتفاق
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار عبر غارات جوية وقصف مدفعي استهدف شرقي رفح وشرقي خانيونس، تزامنا مع قيام الجيش بنسف مبان سكنية شمال غربي رفح. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق شرقي خانيونس، في وقت سُجل فيه إطلاق نار كثيف من الطيران المروحي شرقي رفح وخانيونس.
ارتفاع عدد شهداء حرب الإبادة في غزة
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الشهداء منذ بدء وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2025 بلغت 373 شهيدا و970 مصابا، إضافة إلى انتشال 624 جثمانا.
أما إجمالي حصيلة العدوان منذ 7 أكتوبر 2023 فقد ارتفعت إلى 70.360 شهيدا و171.047 مصابا.
تطورات داخلية في القطاع
أفادت وزارة الداخلية بأن عددا من مسلحي مليشيات عملية لجيش الاحتلال الإسرائيلي سلموا أنفسهم أخيرا للأجهزة الأمنية في غزة، وتأتي هذه الخطوة بعد الإعلان مؤخرا عن مقتل ياسر أبو شباب زعيم مليشيا مسلحة في رفح، ما يعكس هشاشة تلك المجموعات.
الخط الأصفر والمرحلة الثانية من الاتفاق
خلال جولة ميدانية، صرح رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير بأن ما يعرف بـ"الخط الأصفر" الذي يقسم غزة بات يشكل "حدودا جديدة وخط دفاع متقدما" للاحتلال، مخالفا البنود الواردة في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بمرحلة الانسحاب وانتشار قوة الاستقرار الدولية.
نتنياهو ينتقد القوة الدولية المقترحة
وجه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات مباشرة للمساعي الأمريكية الرامية إلى إنشاء قوة دولية مؤقتة في غزة وفق قرار مجلس الأمن الصادر في 18 تشرين ثاني الماضي، معتبرا أن هذه القوة "قد لا تستطيع تنفيذ الهدف الأهم" من وجهة نظره، في إشارة إلى تجريد حركة حماس من سلاحها. وأكد نيته لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية الشهر الجاري.
تحذيرات قطرية وموقف الدول الإسلامية
من جانبه حذر رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من خطورة استمرار الوضع الراهن في القطاع، منبها إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية تهدد بانهيار الاتفاق القائم، وأكد رفض بلاده أي مخططات لتهجير سكان غزة.
وفي السياق ذاته، جدد وزراء خارجية ثماني دول إسلامية رفضهم لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين، مشددين على ضرورة الالتزام بخطة ترامب، وضمان حرية حركة السكان وفتح معبر رفح في الاتجاهين.
مشهد إنساني يوازي القصف
بينما تابع الغزيون أمسية كروية حماسية مع تأهل المنتخب الفلسطيني إلى ربع نهائي كأس العرب في قطر، استمرت المدفعية الإسرائيلية في قصف المناطق الشرقية لمدينة غزة، وأصيب شاب برصاص الاحتلال في منطقة المواصي بمدينة رفح.
اقرأ المزيد.. دعوات للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار