بعد يومين على سقوط نظام بشار الأسد المخلوع، توعد قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع في بيان له اليوم بمحاسبة معذبي الشعب السوري، فيما ما زالت "إسرائيل" تستغل الأوضاع الأمنية في سوريا متوغلة في داخل العمق السوري في ظل سماع دوي انفجارات في دمشق واللاذقية أمس. 

سياسيا، كلف الشرع محمد البشير لإدارة المرحلة الانتقالية والتحضير لتشكيل حكومة سورية جديدة. 

ميدانيا، أعلنت فرق الدفاع السوري تمشيط معتقل صيدنايا كاملا وعدم وجود أي معتقلين آخرين غير أولئك الذيم تم إطلاق سراحهم.

الشرع يعد بمحاسبة معذبي الشعب السوري

أصدر قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع صباح اليوم بيانا أكد فيه على سعيه لمحاسبة المجرمين والقتلة وضباط الأمن والجيش المتورطين في تعذيب الشعب السوري.

وشدد الشرع على ملاحقة مجرمي الحرب حتى أولئك الذين فروا إلى دول أخرى حتى ينالوا جزاءهم العادل، لافتا إلى أنه سيتم الإعلان عن أولى القوائم التي تتضمن أسماء كبار المتورطين في تعذيب الشعب السوري.

اقرأ المزيد.. من هو رئيس الحكومة السورية المتوقع محمد البشير؟

وكان الشرع قد اجتمع أمس مع رئيس وزراء نظام بشار الأسد المخلوع محمد الجلالي لتسلم السلطات منه وتكليف محمد البشير بإدارة العملية الانتقالية، وأكد الشرع في فيديو ظهر فيه برفقة الجلالي والبشير على أهمية تبادل الخبرات بين السلطات.

"إسرائيل" تستمر في توغلها في سوريا

بعد أن استولت على جبل الشيخ، ما زالت "إسرائيل" مستمرة منذ أول أمس بالتوغل في مناطق حدودية مع سوريا واحتلالها، حيث نقلت وكالة "أستوشييتد برس" عن مسؤول عسكري تابع لجيش الاحتلال قوله إن تل أبيب تخطط للاستيلاء على منطقة عازلة في العمق داخل الأراضي السورية وبعض النقاط ذات الأهمية الاستراتيجية. 

يأتي ذلك في وقت قصفت فيه طائرات الاحتلال عشرات الأهداف العسكرية السورية، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني كبير إنه تم تدمير مقدرات الجيش السوري في أكبر عملية جوية قامت بها تل أبيب على مر التاريخ، حيث تم تدمير طائرات وسفن حربية ومنشآت استراتيجية حتى لا تقع في يد المعارضة. 

وتداول سوريون فيديوهات تظهر قصفا إسرائيليا في دمشق واللاذقية وغيرها من المحافظات، والتي نقل الاحتلال لاحقا أنها مستودعات وأماكن عسكرية استراتيجية.

الدفاع المدني السوري: إخراج كافة معتقلي صيدنايا

أعلن الدفاع المدني السوري في بيان له مساء أمس الانتهاء من أعمال البحث عن معتقلين محتملين في أقبية سرية في سجن صيدنايا دون العثور على أي منهم، مؤكدا أنه لم يعثر على أي أدلة حول وجود أقبية سرية أو ممرات أو سراديب غير مكتشفة في صيدنايا. 

وكان الدفاع المدني قد أعلن عن مكافأة مجزية لمن يكشف عن السجون السرية الموجودة في صيدنايا. 

وكان ناشطون قد تداولوا وجود أقبية سرية وسجون داخل سجن صيدنايا لا يمكن الوصول إليها، فيما يقدر عدد من كان معتقلا في أقبية صيدنايا بنحو 30 ألف معتقل، وتؤكد شهادات وثقتها منظمة العفو الدولية أن قوات الأسد كانت تعدم نحو 30 إلى 50 شخصا يوميا في صيدنايا إعداما ميدانيا دون محاكمة. 

ويوصف معتقل صيدنايا بأنه مسلخ بشري بحسب رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، إذ كان النظام يستخدم فيه أسوأ طرق التعذيب وأشنعها بحق المدنيين.

العثور على جثث معارضين سوريين منهم المعارض مازن حمادة

وفي السياق ذاته، وجدت جثة المعارض السوري مازن حمادة في معتقل صيدنايا، حيث كان حمادة قد اعتقل مرارا في أقبية الأسد، ليهاجر إلى هولندا ويوثق شهادته في التعذيب الوحشي الذي تعرض له على أيدي قوات الأسد، ليعود عام 2020 في ظروف غامضة إلى سوريا ويتم اعتقاله هناك في مصير مجهول، ليكتشف لاحقا أنه استشهد تحت التعذيب.