في اليوم الـ256 من العدوان الإسرائيلي على غزة واصل جيش الاحتلال قصف مناطق عدة من القطاع مخلفا عشرات الشهداء والجرحى وسط اشتداد حدة المجاعة في مناطق شمالي القطاع.

غزة تواجه شبح المجاعة.. مطالب بتدخل دولي عاجل

أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القطاع يتجه نحو المجاعة بشكل متسارع، وفي بيان صحفي صدر اليوم الثلاثاء، أشار المكتب إلى إصرار الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية على ترك 2.4 مليون مدني في قطاع غزة يعانون من المجاعة، وذلك عبر سياسة التجويع ضد الأطفال والمرضى ومنع إدخال الغذاء والدواء. ووصف هذه السياسة بأنها "خطيرة وغير إنسانية"، وتأتي ضمن "حرب الإبادة الجماعية" التي تنفذ ضد المدنيين في القطاع.

وأضاف البيان:

"إن جريمة منع إدخال المساعدات والغذاء كأداة للضغط السياسي من قبل الاحتلال والإدارة الأمريكية، زادت من معاناة سكان غزة بشكل ملحوظ، حيث تعاني الأسواق والمحلات التجارية من نقص حاد في البضائع بسبب الإغلاق التام للمعابر منذ 40 يوما".

وحذر المكتب من أن شبح المجاعة يهدد حياة المواطنين بشكل مباشر، ما ينذر بارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع، خاصة بين الأطفال. وأوضح أن 3.500 طفل يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية والتطعيمات. 

وأدان البيان استمرار منع إدخال المساعدات والبضائع إلى غزة، داعيا المجتمع الدولي لإدانة هذه الجريمة، كما حمل البيان الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن التداعيات الخطيرة لهذه الجريمة. 

واختتم المكتب الإعلامي بيانه بمطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بتحمل مسؤولياتهم، ودعا إلى اتخاذ موقف شجاع بفرض تدخل دولي فوري لوقف هذه الجريمة. كما طالب بفتح معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم، مع إدخال المساعدات والبضائع، وإنهاء حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ تسعة أشهر.

سلسلة غارات إسرائيلية على غزة 

استشهد فلسطيني وأصيب آخرون إثر استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية لشارع الصحابة وسط مدينة غزة. وفي هجوم آخر، وتسبب قصف إسرائيلي على بلدة القرارة شرقي خانيونس جنوب القطاع باستشهاد فلسطينيين اثنين. 

كما استشهد فلسطينيان آخران جراء قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين قرب وادي غزة غرب النصيرات. وشنت الطائرات الإسرائيلية غارة عنيفة على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية بارتفاع عدد الشهداء إلى 17 شخصا وسط القطاع بعد قصف الاحتلال منزلين في مخيم النصيرات تعودان لعائلتي الراعي والمدهون، ومنزل آخر لعائلة حرب في مخيم البريج فجر اليوم.

وفي الوقت نفسه، اندلعت اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال وسط قصف مدفعي في وسط وغرب رفح. ونسفت قوات الاحتلال عددا من المباني في حي تل السلطان غرب مدينة رفح.

ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 37 ألفا و372

أفادت وزارة الصحة في غزة اليوم الثلاثاء، بأن الاحتلال ارتكب 3 مجازر في القطاع وصل منها إلى المستشفيات 25 شهيدا و80 مصابا خلال الساعة الأربع والعشرين الماضية. ليرتفع عدد الشهداء إلى 37 ألفا و372 شهيدا و85 ألفا و452 من المصابين منذ الـ7 من تشرين الأول الماضي.

اشتباكات عنيفة في رفح

تتواصل الاشتباكات الضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغلة في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة. وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها قصفت تلك القوات بقذائف الهاون. 

كما نشرت كتائب القسام مشاهد توثق إيقاع مقاتليها مساء السبت الماضي، يوم عرفة، قوة صهيونية مدرعة في حقل ألغام أعد مسبقا على مفترق النابلسي جنوب غرب مدينة غزة وجاءت هذه العملية بعد ساعات من كمين مركب للقسام في رفح دمر خلاله ناقلة جند من طراز "النمر" أسفرت عن مقتل 8 ضباط وجنود كانوا داخلها.

من جانب آخر، ذكرت القناة الـ12 العبرية أن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين بأن العمليات العسكرية في رفح شارفت على الانتهاء، وأن "إسرائيل" تقترب من لحظة الحسم، حسب زعمها. 

كما أكدت القناة أن انتهاء العمليات العسكرية في رفح سيكون له تأثير كبير على المنطقة بأكملها، وعلى جبهة لبنان بشكل خاص.