محرر ومذيع أخبار
تنديد عربي وإسلامي واسع لحرق المصحف الشريف في ستوكهولم
ليست هذه المرة الأولى، فمنذ عام 2017 يقوم المتطرف اليميني (الدنماركي الأصل) راسموس بالودان بـ "حرق المصحف الشريف" في كل عام مستهترا بكل المسلمين حول العالم، واستمرارا لنهجه في معاداة الإسلام والمسلمين والإساءة المقصودة للمصحف الشريف، قام هذا العام باختيار السفارة التركية في ستوكهولم لحرق المصحف أمامها مستفيدا من توتر العلاقات السويدية التركية.
حرق المصحف الشريف على يد متطرف يميني
ويجد بالودان حجة في كل مرة يقوم بها بـ "حرق المصحف الشريف"، حيث جاء تصرفه هذه المرة عقب احتجاجات منددة بوقوف رجب طيب أردوغان عائقا أمام انضمام السويد لحلف الناتو، حيث ترفض تركيا منذ أيار الماضي دخول السويد وفنلندا إلى حلف الناتو متهمة البلدين بإيواء نشطاء أكراد وإرهابيين.
وكانت السويد قد سمحت منتصف الأسبوع الماضي بفعالية لمجموعة كردية قامت خلالها بتعليق دمية مشنوقة على شكل الرئيس أردوغان في رسالة مبطنة لتوعده بالموت، ما دعا تركيا لاستدعاء السفير السويدي لديها وتبليغه برسالة احتجاج، وإلغائها أيضا زيارة كانت مرتقبة لرئيس البرلمان السويدي لأنقرة كانت تهدف لإقناع أردوغان بالتوقف عن معارضة انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
السويد: لدينا حرية بعيدة المدى
وعقّب وزير الخارجية السويدي في تغريدة على (توتير) على ما قام به بالودان قائلا أنه يتعاطف مع من اعتبروا إحراق المصحف إساءة، مضيفا أن السويد لديها حرية تعبير بعيدة المدى، لكن هذا لا يعني أن الحكومة تدعم الآراء التي يتم التعبير عنها.
أما عن الرد التركي حيال الفعل المشين لبالودان فقد استدعت الرئاسة التركية السفير السويدي لديها وَأبلغته بِاحتجاجها، وطالبت السلطات السويدية بـ "التصرف فورا" لمنع ما وصفته بـ "الاستفزازات المدفوعة بالكراهية تحت غطاء حرية التعبير" ضد تركيا والإسلام.
استنكار عربي وإسلامي واسع
كما استنكرت عدة دول عربية ومنظمات إسلامية، الحادثة في مقدمتها الأردن، حيث دانت وزارتي الأوقاف والخارجية حرق المصحف الشريف، واعتبرته بمثابة جريمة وإهانة للشعور الديني للمسلمين، ومن شأنه أن يؤجج الكراهية والعنف.
كما طالب الأزهر الشريف من جهته بفتح تحقيق عاجل حول تكرار حوادث الإساءة للمقدسات الدينية، والسماح لما وصفهم بالمجرمين بتكرار هذه الاستفزازات تحت شعار "حرية التعبير".
كما أدان الحادثة كل من: اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، والبرلمان العربي ، الذي طالب بسن قوانين وتشريعات دولية تجرم الإساءة للمقدسات الدينية وتوفر الحماية اللازمة للمسلمين على مسافة واحدة مع جميع الأديان الأخرى.
كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات الحادثة وقال عبر تويتر: "إن حرية التعبير لا يجب أن تكون شماعة للمتطرفين لإشعال نار الكراهية بين أتباع الديانات المختلفة".
من جهتها أكدت دول مجلس التعاون الخليجي على رأسها وزارة الخارجية الكويتية أن هذه الخطوة تؤجج مشاعر المسلمين حول العالم، وأدان الأمين العام للمجلس الخليجي حرق المصحف داعيا المجتمع الدولي إلى تحمّل المسؤوليات لوقف مثل هذه الأعمال المرفوضة.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان رفضها الحادثة والتأكيد أن موقفها ثابت تجاه أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش ونبذ الكراهية والتطرف.
كما أدان المغرب هذا العمل واصفا إياه بالخطير، وبيّنت وزارة الخارجية المغربية أنها تستغرب سماح السلطات السويدية بهذا العمل غير المقبول وطالبتها بالتدخل لعدم السماح بالمس بالقرآن الكريم.
وأعربت مصر عن إدانتها لما وصفته بـ "التصرف المشين" الذي يستفز مشاعر مئات الملايين من المسلمين في كافة أنحاء العالم.
ناشطون عبر مواقع التواصل: التنديد لا يكفي
وطالب نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي الحكومات العربية عدم الاكتفاء بالتنديد والشجب، واتخاذ خطوات أكثر جدية تجاه التصرف السويدي بما فيها طرد سفراء السويد من الدول العربية.