يتواصل المشهد المأساوي في قطاع غزة على وقع خروقات متكررة لاتفاق وقف إطلاق النار لليوم الـ69 على التوالي، وسط تصعيد ميداني متزامن مع كارثة
غزة.. خروقات متواصلة للهدنة وانهيار إنساني يهدد حياة المدنيين
في ظل هدنة هشة تتآكل يوما بعد يوم، يعيش قطاع غزة فصلا جديدا من المأساة الإنسانية، حيث تتقاطع الخروقات العسكرية المتواصلة مع انهيار الأوضاع المعيشية والصحية، وتتعاظم معاناة المدنيين تحت وطأة القصف والبرد وغياب الحد الأدنى من مقومات الحياة، وسط تحذيرات متزايدة من انهيار كامل للمنظومة الإغاثية.
خروقات ميدانية متواصلة لوقف إطلاق النار في غزة
لليوم الـ72 على التوالي، تتواصل خروقات الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول الماضي، وأفادت مصادر ميدانية بإطلاق نار من آليات الاحتلال شرقي مدينة خانيونس جنوب القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعي واستهدافات متفرقة شرقي مدينة غزة.
استشهد فلسطيني إثر إلقاء طائرة مسيرة إسرائيلية قنبلة على مجموعة من الفلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، في وقت يستمر فيه القصف المدفعي على مناطق شرق المدينة، ما يفاقم من حالة الرعب وعدم الاستقرار بين السكان المدنيين.
انهيار منازل وعمليات إنقاذ تحت الخطر
تواصل طواقم الدفاع المدني في قطاع غزة انتشال مصابين والبحث عن مفقودين وعالقين عقب انهيار منزل في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، وسط ظروف ميدانية وأمنية بالغة الخطورة، ونقص حاد في المعدات والإمكانات اللازمة لعمليات الإنقاذ.
انتشال جثامين شهداء دفنوا عشوائيا
أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، السبت، انتشال جثامين 94 شهيدا كانوا قد دفنوا بشكل عشوائي في أحد شوارع مدينة غزة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية، تمهيدا لنقلهم إلى مقابر رسمية.
وأوضح الدفاع المدني أن عملية النقل جرت بالتعاون مع الأهالي، حيث سلمت الجثامين إلى قسم الطب الشرعي في مجمع الشفاء الطبي، تمهيدا لدفنها في مقبرة الشهداء بمدينة دير البلح وسط القطاع.
دفن اضطراري في زمن الإبادة
وخلال عامين من العدوان، اضطر آلاف الفلسطينيين إلى دفن ذويهم في مقابر مؤقتة وجماعية، وفي ساحات المدارس والمستشفيات وحتى الشوارع، نتيجة الاستهداف المكثف وصعوبة الوصول إلى المقابر الرسمية.
وأشار الدفاع المدني إلى أن جزءا من الجثامين التي جرى نقلها لم تعرف هويات أصحابها، في مشهد يعكس عمق الكارثة الإنسانية.
أكد الدفاع المدني أن طواقمه تعمل منذ بداية حرب الإبادة في بيئة صحية شديدة الخطورة، بسبب انتشار الجثامين في أماكن مكشوفة، وغياب معدات الوقاية الشخصية وأدوات الفحص البيولوجي، ما يعرض العاملين لمخاطر صحية جسيمة.
تدهور خطير في القطاع الصحي
إنسانيا، أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس إيقاف جميع العمليات الجراحية المجدولة والطارئة، بسبب العجز الحاد في المستلزمات الطبية الأساسية.
وقالت إدارة المستشفى إن مئات المرضى والجرحى باتوا عالقين على قوائم الانتظار، محذرة من خروج المستشفى عن الخدمة بشكل كامل في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال الأدوية والمعدات الطبية.
حصيلة دامية رغم الهدنة
ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، انسحب جيش الاحتلال جزئيا إلى ما يعرف بـ"الخط الأصفر" داخل القطاع، إلا أن استهداف الفلسطينيين قرب هذه المناطق أسفر عن نحو 400 شهيد، وفق مصادر رسمية في غزة، ما يؤكد هشاشة الاتفاق وغياب أي ضمانات حقيقية لحماية المدنيين.
تعثر سياسي ومشاورات دولية
سياسيا، تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي المماطلة في الدخول بمفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، بذريعة وجود جثة أسير إسرائيلي داخل القطاع.
وفي هذا السياق، أعلن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف عقد اجتماع ضم ممثلين عن الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا في مدينة ميامي، لمراجعة الخطوات المقبلة، مؤكدا أن المشاورات ستتواصل خلال الأسابيع القادمة لدفع تنفيذ المرحلة الثانية.
موقف تركي ينتقد الانتهاكات
من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لوقف إطلاق النار تجعل العملية السياسية أكثر صعوبة، مشيرا إلى أن النقاشات الجارية، رغم تعقيدها، تبعث على قدر من الأمل بإمكانية إحراز تقدم.