القابلية للاستعمار نظرية للمفكر الجزائري المعروف الراحل مالك بن نبي رحمه الله، والذي يرى فيها أن الشعوب التي خضعت للاستعمار يتكون لديها جيل
بريطانيا: نفذنا هجوما على داعش في العراق آذار الماضي
قالت وزارة الدفاع البريطانية (الخميس) إن بريطانيا نفذت عدة ضربات جوية استهدفت تنظيم داعش في شمال العراق الشهر الماضي في إطار عملية منسقة مع قوات برية عراقية استغرقت عشرة أيام.
وأضافت الوزارة أن قوات الأمن العراقية طردت قوات التنظيم من منطقة جبال مخمور إلى الجنوب الغربي من أربيل في حين نفذت طائرات تابعة للقوات الجوية الملكية وطائرات أخرى للتحالف هجوما جويا خلال العملية.
واتُخذ قرار الهجوم في 22 آذار/ مارس 2021 آذار عندما تم التأكد من تمركز قوات التنظيم في شبكة من الكهوف في جبال مخمور. ونفذت ثلاث مقاتلات لسلاح الجو الملكي البريطاني من طراز تايفون هجوما باستخدام صواريخ ستورم شادو.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن المتابعة اللاحقة أكدت نجاح الضربة. وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس "تواصل القوات المسلحة البريطانية إلى جانب شركائنا العراقيين وقوات التحالف اجتثاث إرهابيي داعش من المناطق التي يختبئون بها".
وأضاف "المملكة المتحدة ملتزمة بهزيمة داعش. هذه العملية ستمنع الجماعة الإرهابية وأيدلوجيتها السامة من استعادة موطئ قدم لها في العراق وتقلص قدرتها على تنسيق هجمات في أنحاء العالم".
وقالت وزارة الدفاع إنه في إطار عملية منفصلة في الرابع من أبريل/ نيسان نجحت طائرة بدون طيار تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني مسلحة بصواريخ هيلفاير في استهداف مجموعة صغيرة من عناصر تنظيم داعش في شمال سوريا على بعد حوالي 80 كيلومترا غربي الحسكة.
تنظيم داعش
انبثق تنظيم داعش من الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، وازدهر في العراق اعتبارًا من عام 2006، ثم في سورية بفعل حالة الفوضى الناجمة عن القمع الذي لم ينفك النظام السوري يمارسه منذ عام 2011. ثم سعى التنظيم إلى نشر نظام الرعب الذي يتّبعه خارج المشرق العربي وصولًا إلى ليبيا ومصر و أفغانستان وجنوب شرق آسيا.
ويتّبع أفراد تنظيم داعش ممارسات وحشية منحرفة عن الدين الذي يجاهرون به كالإعدام بقطع الرؤوس والاسترقاق و القتل الجماعي.
والحقيقة أن المسلمين، شيعة و سنّة، يمثّلون النسبة الكبرى من ضحايا تنظيم داعش، إذ يفرض عليهم سياسة رعب لا ترحم ، كما يمارس اضطهادًا منهجيًا على أبناء الأقليات العرقية والدينية. وإضافةً إلى ذلك، خطط التنظيم ونفّذ عدّة اعتداءات إجرامية .
وتعمّد تنظيم داعش تدمير التراث العالمي للبشرية، كما يتضح من ممارساته في مدن تدمر و نمرود و الحضر التاريخية، ومن تدمير متحف الموصل.
ومنذ العام 2014 نجح التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في انتزاع جميع الأراضي التي كان التنظيم يسيطر عليها في العراق و سورية. ما انعكس سلباً على قدرات التنظيم على التخطيط للاعتداءات و اجتذاب المقاتلين الأجانب و الحصول على التمويل تراجعًا ملحوظًا.
ما هي النتائج التي حققها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش؟
قاد التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، الذي تشكّل في أيلول/سبتمبر 2014 والذي يضم 79 دولة إضافةً إلى منظمة حلف شمال الأطلسي و الاتحاد الأوروبي، معارك حاسمة بهدف تفكيك التنظيم على عدّة أصعدة:
الصعيد العسكري
يقدم التحالف الدولي منذ أيلول/سبتمبر 2014 دعمًا عسكريًا حاسمًا للقوات المحلية الناشطة ميدانيًا من أجل دحر تنظيم داعش في العراق و سورية. ومكّن هذا الدعم القوات العراقية من إعلان تحرير كامل أراضيها في كانون الأول/ديسمبر 2017، في حين أتاحت العمليات في سورية الانتهاء من تحرير المناطق التي كان يحتلها تنظيم داعش في شمال شرق سورية في آذار/مارس من العام الجاري.
تواريخ مفصلية
كانون الثاني/يناير 2015: استعادة مدينة عين العرب (كوباني) في سورية
تموز/يوليو 2017: استعادة مدينة الموصل في العراق
تشرين الأول/أكتوبر 2017: تحرير الرقة في سورية
كانون الأول/ديسمبر 2017: السلطات العراقية تعلن تحرير جميع الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش.
2018: لم يعد تنظيم داعش يسيطر سوى على 2 في المائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في عام 2014. وما زال متحصّنًا في بعض البؤر في سورية.
آذار/مارس 2019: سقوط آخر معقل لتنظيم داعش في باغوز في سورية.
قطع التمويل عن داعش
يمثّل قطع موارد تمويل تنظيم داعش أولوية لدول التحالف من خلال التعاون وتكثيف الجهود الدولية بشأن هذه المسألة. ونظّمت في باريس الدورة الأولى لمؤتمر "لا لتمويل الإرهاب" في نيسان/أبريل 2018 وضمّ المؤتمر 70 دولة و 20 منظمة دولية. وفي هذا الإطار، قطعت الدول التزامات من أجل مكافحة التستر على قنوات التمويل وتجنّب مخاطر إساءة استعمال منتجات و خدمات مالية جديدة على وجه الخصوص.
مؤتمر باريس لمكافحة تمويل الجماعات الإرهابية- باريس- نيسان 2018
كما عُقدت الدورة الثانية لمؤتمر لا لتمويل الإرهاب في ملبورن في أستراليا يومَي 7 و 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2019.
وبموازاة ذلك، اتُّخذت مجموعة من التدابير الرامية إلى مكافحة الشبكات غير الشرعية والإتجار المنظّم بالنفط والتحف الفنية والبشر، علمًا أن تنظيم داعش التجأ إلى هذه الأساليب للحصول على التمويل.