مقتل الرئيس التشادي ديبي إثر إصابته على خط المواجهة
أعلن جيش تشاد عبر التلفزيون الرسمي اليوم (الثلاثاء) مقتل الرئيس إدريس ديبي 69 عاما متأثرا بإصابته في جبهات القتال، وقالت مصادر صحفية إن ديبي كان يقود بنفسه معارك ضد حركات مسلحة، وأضاف أنه عقب إعلان مقتله، جرى انتشار محدود للجيش في محيط القصر الرئاسي بالعاصمة نجامينا.
وقال الجيش في بيانه المتلفز إن "رئيس الجمهورية إدريس ديبي إيتنو لفظ أنفاسه الأخيرة مدافعا عن وحدة وسلامة الأراضي في ساحة المعركة".
و أوضح الجيش أن ديبي قتل أثناء "مواجهته إرهابيين قادمين من ليبيا في الشمال"، و أنه كان يتفقد القوات التشادية المقاتلة.
وتدور المعارك منذ أيام في منطقة زيكي بإقليم كانم شمالي البلاد، بين القوات الحكومية و حركات مسلحة، وقد أسفرت عن مقتل المئات.
مجلس عسكري انتقالي
وعقب إعلان وفاة الرئيس، قال المتحدث باسم الجيش الجنرال عازم برماندوا أغونا في بيان تلي عبر الإذاعة الوطنية إنه "تم تشكيل مجلس عسكري بقيادة نجله الجنرال محمد إدريس ديبي إيتنو"، وأضاف أن "المجلس اجتمع على الفور وأعلن ميثاق انتقال السلطة".
وقال الجيش إن المجلس العسكري الانتقالي سيدير شؤون البلاد لمدة 18 شهرا، "ويضمن وحدتها واستقرارها"، وأضاف أن المجلس سيعلن ميثاقا بشأن حل البرلمان والحكومة، كما دعا في الوقت نفسه "جميع التشاديين في الداخل والخارج إلى الحوار"، وقال إنه سيعمل على تشكيل حكومة ومؤسسات انتقالية تشرف على تنظيم انتخابات.
وأعلن الجيش على الفور سلسلة من الإجراءات الاستثنائية، تشمل حظر التجول في كل أنحاء البلاد بين 6 مساء و5 صباحا، وإغلاق جميع منافذ البلاد البرية والبحرية حتى إشعار آخر.
يشار إلى إلى أن الدستور التشادي ينص على أن يتولى رئيس البرلمان رئاسة البلاد مؤقتا عند وفاة الرئيس أو عجزه عن أداء مهامه.
السفارة الأمريكية تحذّر
وحذرت السفارة الأميركية في تشاد هذا الأسبوع من تحرك الجماعات المسلحة باتجاه العاصمة نجامينا، ودعت دبلوماسييها غير الأساسيين إلى مغادرة البلاد، قائلة إن تلك الجماعات باتت قريبة من العاصمة.
و كان ديبي الذي حكم تشاد طيلة 30 عاما، على وشك أن يبدأ ولايته السادسة، بعدما أعلنت لجنة الانتخابات أمس (الاثنين) إعادة انتخابه بـ79.32% من الأصوات في الاقتراع الرئاسي الذي جرى في 11 نيسان/أبريل الجاري.
وطالب و زير الإعلام التشادي سكان العاصمة بعدم القلق إزاء تبعات الأوضاع الأمنية بمنطقة زيكي شمال غربي البلاد، وقد سقط مئات القتلى والجرحى في اشتباكات بين جنود الجيش التشادي والحركات المسلحة في المنطقة.
وكان ديبي، الذي بلغ السلطة في انتفاضة مسلحة عام 1990، من أطول الحكام بقاء في السلطة في أفريقيا.وذهب إلى الخطوط الأمامية في مطلع الأسبوع لزيارة القوات التي تقاتل المتمردين المتمركزين عبر الحدود في ليبيا.
وكان متمردون من مجموعة تطلق على نفسها اسم "جبهة التغيير و الوفاق في تشاد"، قد هاجموا نقطة حدودية يوم الانتخابات، وكانوا يتقدمون صوب العاصمة نجامينا. وبدأت الاشتباكات مع الجيش (السبت).
وعرف ديبي بأنه حليف قديم لفرنسا وقوى غربية أخرى. ولكن كان هناك استياء متزايد من إدارة حكومته لموارد النفط في البلاد.