طوفان الأقصى مفاجأة المقاومة الفلسطينية التي هزت الاحتلال

الصورة
طوفان الأقصى
طوفان الأقصى
المصدر

في عملية مفاجئة باسم طوفان الأقصى أعلن محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، صباح اليوم السبت، عن بدء عملية عسكرية ضد الكيان المحتل. والتي أسفرت حتى اللحظة عن عشرات القتلى والجرحى، عدا عن أسر 35 جنديا ومستوطنا على يد القسام ونقلهم إلى غزة، فيما تشير التقارير إلى صعوبة تحديد عدد القتلى والجرحى. وتشير تقارير أخرى إلى أكثر من 140 مصابا في مستشفى سوروكا ببئر السبع، منهم 20 حالة خطيرة.

طوفان الأقصى انتهى الوقت الذي يعرب فيه الاحتلال

وقد بدأت كتائب القسام عملية طوفان الأقصى بإطلاق 5 آلاف صاروخ وقذيفة تجاه الكيان المحتل خلال العشرين دقيقة الأولى من العملية. 

ووجه الضيف رسالة صوتية بثتها قناة الأقصى، خاطب بها المقدسيين والفلسطينيين في الداخل المحتل، كما خاطب أحرار الأمة الإسلامية جمعاء. 

وقال الضيف إن الضربة الأولى من العملية استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو، مضيفا:

"إن العدو دنس المسجد الأقصى وتجرأ على مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، واعتدى على المرابطات، وسبق وأن حذرناه من قبل".

وتابع الضيف: "الاحتلال ارتكب مئات المجازر بحق المدنيين، واليوم يتفجر غضب الأقصى، وغضب أمتنا ومجاهدينا الأبرار، وهذا يومكم لتفهموا العدو أنه قد انتهى زمنه وأنه بدءا من اليوم ينتهي التنسيق الأمني". 

وطالب الضيف كل من عنده بندقية من الفلسطينيين بإخراجها واستخدامها فقد آن أوانها، ومن لم يملك بندقية فليخرج بساطوره أو فأسه أو جرافته أو سيارته. 

ولأبناء الأمة وأحرار العالم أضاف قائد كتائب القسام: "من لم يستطع المشاركة الفعلية فليشارك بالتضامن والتظاهر والخروج بالساحات والميادين وإعلان الاعتصامات في كل مكان لقطع الطريق على الأنظمة التي وفرت الغطاء للاحتلال فهذا اليوم هو يوم الثورة الكبرى". 

وشدد الضيف على أن قيادة "القسام" قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، قائلا:

"انتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب".

وطالب الضيف برسالته المقدسين، بأن يهبوا نصرة للمسجد الأقصى وأن يشتبكوا مع العدو الإسرائيلي ويهدموا جدرانه كما طالب الفلسطينيين في الداخل المحتل والنقب والجليل والمثلث أن يشعلوا الأرض لهيبا تحت أقدام المحتلين. 

ونقل الضيف إعلان الثورة والمقاومة إلى الأمة العربية والإسلامية قائلا: "يا إخوتنا في الجزائر والمغرب والأردن ومصر وباقي الدول العربية، تحركوا ولبّوا النداء".

وأشار إلى أن عملية طوفان الأقصى تأتي في ظل الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتنكر الاحتلال للقوانين الدولية، وفي ظل الدعم الأميركي والغربي والصمت الدولي.

طوفان الأقصى مفاجأة أربكت حسابات العدو

وأجمع محللون وكتاب سياسيون بأن ما يميز هذه العملية عن سابقاتها هو عنصر المفاجأة الذي أربك حسابات العدو الإسرائيلي، وأنها عملية غير متوقعة. 

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة لـ حسنى إن عنوان المرحلة الحالية هو المسجد الأقصى الذي تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى استهدافه وقضمه وتسريع إقامه الهيكل، لذلك أرادت المقاومة أن تسجل هذه المعركة التي هي أقرب إلى المعجزة، حسب الزعاترة.

وأضاف الزعاترة بأن ما تسجله المقاومة اليوم وما سجلته خلال الأعوام الماضية يدل على أن مسار الكيان اقترب من النهاية، وهذه هي البشارة وأن هذه المعركة لن تنتهي خلال أيام أو أسابيع فالمواجهة مستمرة وستستمر وعملية طوفان الأقصى إحدى عمليات الردع التي تكرسها المقاومة في مواجهتها للكيان الصهيوني. 

وأشار الزعاترة إلى أن المشروع الصهيوني يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية وترحيل الفلسطينين من أرضهم إلى الدول العربية المجاورة، مؤكدا أن بنيامين نتنياهو وحكومته لا يؤمنون بالسلام ولا بالمبادرة العربية، وإنما يسعون فقط لتصفية ما تبقى من القضية. مضيفا: 

"إن الذي لا يدرك أن تصفية القضية الفلسطينية ستتم على حساب الأردن لا يعرف شيئا في السياسة".

وأضاف بأن المشروع الإسرائيلي يقوم على ترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية بالكامل وتهجيرهم إلى الأردن. إلا أنه كما يقول زعاترة فإن تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن لا يمكن أن تتم، ويجب أن يقدم الأردن الدعم في هذه المعركة، فالأردن هو الأكثر التحاما بالشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية. 

وأضاف زعاترة أنه يجب على الأمة أن تقف في وجه التطبيع وأن تقف سدا منيعا أمام مشروع تصفية القضية الفلسطينية. مبينا أن المصيبة الكبرى تكمن في رام الله وذلك في إشارة إلى السلطة الفلسطينية، ومضيفا: 

"العار كل العار يكمن في عصابة البؤس في رام الله بعد أن حول محمود عباس حركة التحرير إلى حزب سلطة تخدم التنسيق الأمني". 

ووجه الزعاترة رسالة إلى شرفاء فتح للانتفاض في وجه قيادة السلطة والانخراط في معركة طوفان الأقصى بجانب إخوانهم في فصائل المقاومة.

طوفان الأقصى تدخل الاحتلال في حالة صدمة

من جانبه أكد المختص بالشأن الإسرائيلي سعيد بشارات لـ حسنى أن عملية طوفان الأقصى عملية غير مسبوقة وغير متوقعة، تضمنت دخولا بريا جويا بحريا على أكثر من عشرين مستوطنة وموقع عسكري إسرائيلي وخلفت عددا كبيرا من القتلى.

وأكد بشارات بأن الاحتلال صدمته في هذه الأثناء كبيرة جدا إزاء ما يواجهه خلال هذه العملية من مفاجآت. وأضاف بأن الإعلام الإسرائيلي في حالة استياء شديد من حكومة نتنياهو الذي حاول أن يزيف الحقائق بأنه استطاع تحييد المقاومة الفلسطينية. 

ووصف بشارات هذه العملية بأنها أشبه بحرب تشرين عام 1973 الثانية والتي تعرف لدى الاحتلال بحرب "الغفران". مضيفا أن الساعات القادمة ستحمل مفاجآت كبيرة وأن المقاومة ربما جهزت الكثير لهذه المواجهة. 

وشدد بشارات على أن المعادلة اليوم تغيرت، فالمقاومة لديها نظرة استراتيجية بعيدة المدى، ودليل ذلك بدء العملية بشكل مفاجئ في وقت لم تتمكن فيه حكومة الاحتلال من جمع أي معلومات استخبارية عن هذا الهجوم.

الساعات القادمة ستحمل الكثير من المفاجآت

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل من قطاع غزة، إن الانفجار كان متوقعا لأهالي القطاع لكن لم يكن يعلم أحد توقيته، وإن الكيان المحتل كل يوم يرتكب من المجازر والجرائم ما كان يستعجل يوم المواجهة. 

وأضاف عوكل أن غزة لن تكون وحدها في هذه المواجهة وأن الساحة الفلسطينية ستشهد وحدة الساحات، وأن العيون ستذهب إلى لبنان وسوريا وربما مناطق أخرى، وذلك في إشارة منه إلى احتمالية دخول حزب الله اللبناني وفصائل فلسطينية في لبنان وسوريا على خط المواجهة. 

وأكد عوكل بأن هذا الاشتباك سيعمق الخلاف والانقسام داخل الكيان الإسرائيلي الذي يعيش حالة انقسام سياسي وأمني غير مسبوقة. 

وفي وقت سابق أعلن المتحدث العسكري للاحتلال، تفعيل نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية"، مصحوبا بإطلاق صفارات الإنذار. يأتي هذا الإعلان في سياق تسلل عدد من المقاومين الفلسطينيين إلى داخل المستوطنات، الأمر الذي دفع جيش العدو الإسرائيلي إلى الإعلان عن "حالة الحرب" وتعزيز استعداده. 

وردا على التطورات، أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اليوم أن الكيان يواجه حالة حرب وأنهم سينتصرون فيها. وفي خطوة أخرى، أطلق جيش الاحتلال عملية "السيوف الحديدية" ضد قطاع غزة، وفقا لتقارير الإعلام العبري. 

وحسب هيئة البث الإسرائيلي، فإن نتنياهو ووزير حربه سيعقدان جلسة تقييم للوضع مع كبار المسؤولين الأمنيين.

اقرأ المزيد.. ما هي المستوطنات التي اجتاحتها المقاومة؟

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00