في اليوم الـ61 من بدء وقف إطلاق النار في غزة تتعمق المأساة الإنسانية مع غرق آلاف الخيام التي تؤوي مئات آلاف النازحين، بفعل الأمطار الغزيرة والمنخفض القطبي الذي يضرب القطاع. 

وبينما يواجه السكان برد الشتاء بلا مأوى حقيقي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي خروقاته العسكرية، تاركا المدنيين بين نار العدوان وغرق المخيمات وسوء الأحوال الجوية.

الأمطار تغرق المخيمات في غزة وتكشف هشاشة المأوى

شهدت مختلف مناطق قطاع غزة غرق آلاف الخيام بسبب الأمطار الغزيرة، في وقت يعيش فيه النازحون داخل خيام بدائية لا تقوى على مواجهة الشتاء. 

وتظهر مقاطع مصورة معاناة العائلات التي باتت تنام في مياه الأمطار، وسط نداءات استغاثة تعكس حجم الانهيار الإنساني.

وتقدر الحاجة بأكثر من 300 ألف خيمة وكرفان سكني لتوفير مأوى مؤقت للسكان بعد تدمير البنية التحتية خلال عامين من الإبادة.

خروق إسرائيلية متواصلة رغم وقف إطلاق النار

رغم الاتفاق القائم، واصل الاحتلال خروقاته عبر نسف مبان في غزة وبيت لاهيا، إضافة إلى قصف جوي ومدفعي على رفح وخانيونس. 

كما ألقت طائرات كواد كابتر قنابل شرق حي التفاح، وأطلقت قوات الاحتلال قنابل إنارة ونيرانا كثيفة شرق القرارة بخانيونس، وفق مصادر فلسطينية.

تقدم سياسي محدود وعقبات ميدانية

كشف مسؤول أمريكي عن تقدم في الانتقال للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار رغم الصعوبات، موضحا أن قوات الاستقرار الدولية لن تنتشر في مناطق سيطرة حماس. 

من جانبه، أكد قال رئيس حركة "حماس" في الخارج، خالد مشعل، الثلاثاء، إن إغاثة قطاع غزة تمثل خطوة أساسية لتسريع الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب. 

وشدد مشعل على أن السلطة في غزة يجب أن تكون فلسطينية بقرار فلسطيني، مضيفا أن الخطر الحقيقي يأتي من الاحتلال، وأن نزع السلاح يمس جوهر الوجود الفلسطيني.

تحذيرات أممية من إبادة بطيئة

قال المقرر الأممي للحق في السكن بالاكريشنان راجاغوبال إن الوضع الإنساني في غزة كارثي، وإن العالم يقف صامتا أمام رفض الاحتلال إدخال المساعدات. وأضاف: 

"ما يحدث في غزة إبادة بطيئة ومعاناة لم نشهد لها مثيلا في أي نزاع".

الأسرى.. احتجاز خارج القانون الدولي

أكد مكتب إعلام الأسرى أن الاحتلال يواصل احتجاز 32 أسيرا من غزة رغم انتهاء محكومياتهم منذ أشهر وسنوات. 

ويجري تصنيفهم تحت بند "مقاتل غير شرعي"، بما يسمح بسجنهم دون تهمة أو محاكمة، في مخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة، وضمن ظروف تقترب من الاختفاء القسري.

حماس: المنخفض الجوي ينذر بكارثة إنسانية

أعربت حركة حماس عبر الناطق باسمها حازم قاسم عن قلق بالغ من تداعيات المنخفض الجوي، مؤكدة أن الخيام الحالية غير صالحة لتحمل البرد والأمطار، خاصة مع قيود الاحتلال على إدخال الوقود. 

وطالبت الحركة بإطلاق عملية إغاثة عاجلة وإلزام الاحتلال ببروتوكولات الإغاثة الإنسانية المنصوص عليها في اتفاقي كانون الثاني وتشرين الأول 2025.

حصيلة ثقيلة بعد 60 يوما من وقف إطلاق النار

بحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة:

• 386 شهيدا و980 مصابا منذ وقف إطلاق النار.

• 738 خرقا نفذها الاحتلال.

• دخول 315 شاحنة وقود فقط من أصل 3000 مخصصة وفق الاتفاق.

• 43 حالة اعتقال غير قانونية. 

هذه الأرقام تعكس استمرار الحصار وانهيار الالتزام بالشق الإنساني للاتفاق، الذي لم يتجاوز 38%.

الدفاع المدني: القطاع مهدد بالغرق والانهيار

حذر المتحدث باسم الدفاع المدني الرائد محمود بصل من كارثة وشيكة، مؤكداً أن:

• المخيمات والمباني الآيلة للسقوط قد تنهار بالكامل.

• المخيمات المنخفضة ستغرق ولا قدرة على استيعاب كميات الأمطار.

• القطاع يواجه "غرقا عاما" بسبب الانهيار الشامل في البنية التحتية. 

وخلص بصل إلى أن الحرب التي توقفت جزئيا تعود بشكل آخر عبر الغرق والبرد والسيول، داعيا لإدخال الكرفانات بشكل عاجل وإنشاء بنية تحتية مناسبة.

اقرأ المزيد.. نقل جثامين الشهداء من ساحات المستشفيات إلى مقابر القطاع