في اليوم الـ23 من بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خروقاته، حيث نفذ صباح اليوم الأحد سلسلة من الغارات
غزة.. قصف جوي ومدفعي وعمليات نسف للمنازل
في اليوم الـ24 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الإثنين سلسلة غارات جوية وقصفا مدفعيا مكثفا على مناطق متفرقة من القطاع، بالتزامن مع عمليات نسف واسعة لمنازل في المناطق الشرقية من مدينتي غزة وخانيونس، في خرق واضح للاتفاق الذي يفترض أن ينهي حرب الإبادة المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
قصف جوي ومدفعي من رفح إلى غزة
أفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال الحربية استهدفت مدينة رفح وشرق خانيونس جنوبي القطاع، بالتزامن مع:
-
قصف مدفعي على المناطق الشرقية لمدينة غزة، بينما أطلقت المسيرات الإسرائيلية نيرانها شرق حي التفاح.
-
دوي انفجارات عنيفة شرقي مدينة غزة فجر اليوم، نتيجة نسف قوات الاحتلال لأبنية سكنية، في وقت أطلقت فيه قنابل مضيئة فوق المناطق الشمالية الغربية لمدينة بيت لاهيا، فيما تعرضت المنطقة الشرقية من دير البلح لقصف مدفعي مماثل.
عمليات نسف ممنهجة
تواصل قوات الاحتلال اتباع سياسة "النسف الواسع" للأحياء السكنية في شرق القطاع، في إطار ما يعتبره جيش الاحتلال جزءا من استراتيجية إحداث دمار شامل يهدف لتغيير الواقع الميداني والديمغرافي في غزة.
اغتيال داعية فلسطيني
مساء أمس، أقدم مسلحون يعتقد أنهم من عملاء الاحتلال على اغتيال الشيخ محمد أبو مصطفى أبو الأمير، عضو المكتب السياسي لحركة المجاهدين وأحد أبرز الدعاة في عبسان الكبيرة شرق خانيونس، بعد أن أطلقوا عليه النار قرب مخيم السلام في منطقة بئر زنون والشاعر جنوب غرب المدينة.
انتهاكات متواصلة للاتفاق
رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل دولة الاحتلال انتهاكاتها بشكل شبه يومي، وكان أخطرها الأسبوع الماضي حين نفذت غارات أدت إلى استشهاد 110 فلسطينيين بينهم 46 طفلا.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن جيش الاحتلال ارتكب حتى مساء الأحد 194 خرقا للاتفاق منذ دخوله حيز التنفيذ.
الانسحاب إلى "الخط الأصفر"
تنص المرحلة الأولى من الاتفاق على انسحاب جزئي لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى ما يسمى بـ"الخط الأصفر"، الذي لا يزال يشكل خط تماس فعلي بين مناطق سيطرة الاحتلال والقطاع، إذ يحتل الجيش حاليا نحو نصف مساحة غزة من شمالها حتى أطراف رفح جنوبا.
تطور جديد في ملف الأسرى
في الأثناء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الصليب الأحمر تسلم ثلاثة توابيت لأسرى إسرائيليين. من جانبها، أكدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها سلمت جثامين ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين الذين عثر عليهم في أحد الأنفاق جنوب القطاع، في إطار صفقة تبادل الأسرى الجارية.
وأوضحت القسام في بيان أن عملية التسليم تمت عند الساعة 8 مساء بتوقيت غزة.
وفي وقت لاحق، أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن فرقا من الصليب الأحمر وعناصر من حماس أجرت جولات ميدانية داخل مناطق تخضع لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي في خانيونس والشجاعية، للبحث عن رفات أسرى آخرين، بموافقة رسمية من تل أبيب، مؤكدة أن هذه الإجراءات لا تعد خرقا للاتفاق القائم.
موقف أمريكي–قطري من الاتفاق
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة "متين للغاية"، مضيفا أن "القضاء على حماس سيكون فوريا إذا لم تلتزم بالاتفاق"، مؤكدا قدرته على "إجبار الحركة على نزع سلاحها بسرعة كبيرة"، حسب تعبيره.
من جانبه، شدد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على أن بلاده تواصل التنسيق مع الولايات المتحدة لضمان تفويض واضح للقوة الدولية المزمع نشرها في القطاع، مؤكدا أن الجهة التي ستتولى التواصل مع سكان غزة يجب أن تكون فلسطينية لضمان احترام السيادة الوطنية.
المرحلة الثانية من الاتفاق
وبحسب الاتفاق وخطة ترامب، فإن المرحلة الثانية من التفاهمات لا تزال قيد النقاش، وتشمل نشر قوة دولية لحفظ السلام في غزة، وانسحابا كاملا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى تشكيل إدارة مؤقتة تتبع الهيئة الانتقالية الدولية لتسيير شؤون القطاع.
اقرأ المزيد.. الاحتلال يواصل خرق الاتفاق وسط تفاقم الأزمة الإنسانية