رغم مرور 25 يوما على بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها اليومية، عبر غارات جوية وقصف مدفعي مكثف
رغم وقف إطلاق النار... الاحتلال يواصل قصف غزة وواشنطن تدفع نحو إدارة دولية للقطاع
في اليوم الـ26 من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة سلمت كتائب القسام جثة أسير إسرائيلي إلى طواقم الصليب الأحمر الدولي في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، بعد العثور عليها في منطقة تقع تحت سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت مصادر عبرية أن رئيس أركان الاحتلال إيال زامير أبدى استعدادا للسماح بخروج مسلحين من مدينة رفح مقابل استعادة جثة أسير محتجز منذ عام 2014.
عمليات قصف ونسف متواصلة في جنوب غزة
رغم سريان وقف إطلاق النار، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خروقاتها الميدانية، ونفذت عمليات قصف جوي ومدفعي استهدفت مناطق متفرقة من القطاع.
وشنت قوات الاحتلال غارات عنيفة شرق حي التفاح والشعف وشارع النخيل في غزة، كما نفذت عمليات نسف واسعة شرقي خانيونس جنوبي القطاع، في حين قصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف دير البلح وسط القطاع، وحي الزيتون جنوب شرقي غزة. كما أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية النار في بحر رفح جنوبي القطاع.
وفي تطور مأساوي، استشهدت المواطنة سجى محمد الشواف متأثرة بجروح أصيبت بها قبل أيام في بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس.
قيود إسرائيلية تعرقل عمل المنظمات الإنسانية
كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن سلطات الاحتلال فرضت إجراء جديدا صارما أجبر عشرات المنظمات الإنسانية العاملة في غزة والضفة الغربية على وقف أنشطتها، رغم حصولها سابقا على تصاريح رسمية.
-
أشارت الصحيفة إلى أن هذا القرار أدى إلى عرقلة دخول آلاف الأطنان من المواد الغذائية ومعدات الإغاثة، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع مع اقتراب فصل الشتاء.
-
حذر برنامج الأغذية العالمي من النقص الحاد في الإمدادات الإنسانية.
-
اتهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "إسرائيل" بوضع عقبات أمام إيصال المساعدات الإنسانية، مؤكدا أن الأمم المتحدة هي الجهة الوحيدة المخولة بالإشراف على نشر قوة الاستقرار الدولية في غزة.
مشروع أمريكي لإنشاء قوة دولية لإدارة غزة
كشفت مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة أعدت مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي تتضمن تفويضا لمدة عامين لتشكيل هيئة حكم انتقالي في غزة تحت مسمى "مجلس السلام"، إلى جانب قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في القطاع.
وبحسب الوثيقة التي اطلعت عليها وكالة رويترز، ستكلف القوة الدولية بـ"استخدام جميع التدابير اللازمة" لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات وتأمين الحدود مع "إسرائيل" ومصر، إلى جانب تدريب قوة شرطة فلسطينية جديدة.
كما يدعو مشروع القرار البنك الدولي والمؤسسات المالية إلى إنشاء صندوق ائتماني لإعادة إعمار غزة، تديره الدول المانحة.
موقف "إسرائيل" والضغوط الأمريكية
نقلت شبكة سي إن إن "CNN" عن مسؤول إسرائيلي كبير أن "إسرائيل" شاركت في صياغة مشروع القرار الأمريكي لكنها لا تزال تسعى لتعديل بعض بنوده، خصوصا المتعلقة بإلزام القوة الدولية بتقديم تقارير لمجلس الأمن.
وأوضح المصدر أن "إسرائيل" كانت مترددة في البداية بشأن منح الأمم المتحدة تفويضا رسميا، لكنها رضخت للضغط الأمريكي، فيما ترفض بشدة مشاركة قوات تركية ضمن القوة متعددة الجنسيات المقترحة.
ومن المقرر أن تعمل القوة الدولية بالتنسيق مع مصر و"إسرائيل" بعد اتفاقات تفصيلية حول وضعها ومهامها، بينما استبعدت إدارة ترامب مشاركة قوات أمريكية ميدانية، وبدأت مشاورات مع إندونيسيا والإمارات وقطر ومصر وتركيا وأذربيجان للمساهمة في القوة الجديدة.
غموض يكتنف المرحلة المقبلة
مع استمرار الخروقات الميدانية الإسرائيلية وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، تبدو المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار مفتوحة على احتمالات متناقضة بين التهدئة الدولية واستمرار التصعيد الإسرائيلي.
وفي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى تثبيت قوة دولية لإدارة القطاع، يزداد قلق الفلسطينيين من أن تتحول هذه الخطط إلى إعادة إنتاج لواقع الاحتلال بغطاء أممي جديد.
اقرأ المزيد.. مشروع أمريكي لتشكيل قوة إنفاذ دولية