كييف.. المعركة الحاسمة بين روسيا وأوكرانيا

الصورة
غزو روسيا لأوكرانيا
غزو روسيا لأوكرانيا
المصدر

مع اليوم الرابع من بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا أو ما اصطلح على تسميته غزو روسيا لأوكرانيا، فإن المعركة تدور حاليا للسيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف، في وقت ما تزال العديد من الأطراف تدعو إلى التهدئة وجلوس الأطراف المتنازعة على طاولة الحوار.

وشددت القوات الروسية من هجماتها على كييف ليلة أمس السبت، وذكرت وكالة الأنباء الأوكرانية إنترفاكس أنه على بعد نحو 30 كلم جنوب غرب كييف، تتواصل المعارك للسيطرة على قاعدة فاسيلكيف الجوية، مما يمنع رجال الإطفاء من التدخل لإخماد حريق كبير في مستودع للنفط أصابه صاروخ روسي.

ومع محاولة القوات الروسية السيطرة على العاصمة، سُمع اليوم صوت انفجارات في المدينة وتم قصف مطار عسكري كبير وخزانات وقود متعددة، بالقرب من كييف، فإن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طالب مواطنيه الدفاع عن العاصمة، ودعا آلاف المدنيين لحمل السلاح للدفاع عنها لوقف التقدم الروسي في جميع أنحاء البلاد.

وشهدت العاصمة كييف الليلة الماضية إطلاق رشقات رشاشة، فيما دوت صافرات الإنذار في العاصمة أكثر من مرة، وقد أصابت بعض القذائف أبنية في وسط المدينة بالقرب من المجمع الحكومي.

أوكرانيا ستغلق حدودها مع روسيا وبيلاروسيا الإثنين

وذكرت وكالات أنباء أن معارك عنيفة مستمرة في عدة مناطق وبالذات في المناطق الشمالية القريبة من الحدود الروسية، وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني أن البلاد ستغلق حدودها مع روسيا وبيلاروسيا اعتبارًا من يوم الإثنين، ولن يتمكن سوى المواطنين الأوكرانيين من العبور إلى أوكرانيا من هذين البلدين.

ورغم شدة المعارك لم تتقدم القوات الروسية بسرعة كما هو متوقع ولم تسيطر بعد على المجال الجوي الأوكراني، مما يقلل بشكل كبير من فعالية القوات الجوية الروسية، بحسب ما قالت وزارة الدفاع البريطانية.

وبينت وزارة الدفاع البريطانية بحسب معلومات استخبارية أن روسيا واجهت أيضا "صعوبات لوجستية حادة ومقاومة أوكرانية قوية"، مما أدى إلى إبطاء سرعة التقدم الروسي.

لكنها شددت على أن الجزء الأكبر من القوات الروسية على بعد 18.6 ميلا فقط من وسط كييف، محذرة من أن الخسائر "من المرجح أن تكون فادحة وأكبر مما كان متوقعًا".

وتشهد مدينة خاركيف ثاني مدن أوكرانيا الواقعة في شمال شرق البلاد، قتالا عنيفا بين الجانبين حيث تدور حرب شوارع فيها منذ صباح اليوم الأحد، فيما كانت القوات الروسية أعلنت دخولها المدينة، وفق ما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس.

واستمر القتال منذ الصباح مع ظهور مدرعات خفيفة متروكة أو مشتعلة في الشوارع، فيما تردد صدى طلقات نارية وانفجارات متفرقة في أنحاء المدينة التي أقفرت شوارعها مع بقاء السكان في منازلهم.

زيلينسكي يرفض عرضا أمريكيا بالإجلاء

على الرغم من كونه هدفا رئيسيا في الغزو، رفض زيلينسكي عرضا أمريكيا بالإجلاء، حسبما ذكرت سفارة أوكرانيا في بريطانيا.

وبحسب السفارة، قال زيلينسكي للولايات المتحدة: "المعركة هنا؛ أحتاج إلى ذخيرة وليس رحلة".

وأعلنت دول أوروبية مساندتها لأوكرانيا، حيث ستزود ألمانيا  كييف بألف قاذفة صواريخ مضادة للدبابات و500 صاروخ أرض جو، كما أعلنت واشنطن إرسال مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 350 مليون دولار.

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" لوكالة فرانس برس إنه يرى "بوادر مقاومة أوكرانية قابلة للحياة". وأضاف "نعتقد أن الروس يشعرون بإحباط متزايد بسبب فقدانهم للزخم خلال الساعات 24 الماضية، خصوصا في شمال أوكرانيا".

وفد روسي عسكري إلى مينسك للتفاوض مع الأوكرانيين

وفي اتجاه الجهود الدبلوماسية فقد أعلن الكرملين صباح اليوم الأحد، عن وصول وفد روسي عسكري دبلوماسي إلى مينسك للتفاوض مع الأوكرانيين.

وأوضح الكرملين أن الوفد الروسي جاهز للتفاوض مع الجانب الأوكراني في مدينة غوميل البيلاروسية، مشيرا إلى أن الوفد يشمل وزارتي الخارجية والدفاع والإدارة الرئاسية.

ونقلت الوكالات الرسمية الروسية عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية قوله إن بعثة من ممثلي "وزارة الخارجية والدفاع وأقسام أخرى بما فيها مكتب الرئاسة، وصلت إلى بيلاروسيا لإجراء محادثات مع الأوكرانيين".

لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض العرض قائلا إن المحادثات في مينسك لم تعد ممكنة بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا وزعم أن روسيا تستخدم في هذا الهجوم الأراضي البيلاروسية، وبنفس الوقت ترك الباب مفتوحا للمفاوضات في بلدان أخرى. وقال "بالطبع نريد السلام، نريد أن نلتقي، نريد أن تنتهي الحرب".

وأضاف أنه عرض على روسيا عددا من المدن مثل وارسو، وبراتيسلافا، وبودابست، وإسطنبول، وباكو، مؤكدا أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تكون فيها المفاوضات صادقة ويمكن أن تنهي الحرب حقا.

00:00:00