لماذا تستهدف روسيا محطة زابوريجيا النووية

الصورة
المصدر
آخر تحديث

تطور خطير حدث اليوم بمجريات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث سيطرت القوات الروسية على محطة زابوريجيا النووية وهي من أكبر المحطات النووية في أوروبا بعد أن أدى قصفها إلى إشتعال النيران في جزء من المجمع النووي، مما أثار المخاوف في جميع أنحاء القارة الأوروبية من وقوع كارثة نووية.

بعد ساعات على إخماد النيران في المحطة، أكّدت وكالة تفتيش المواقع النووية الأوكرانية أنها لم تسجل أي تسرب إشعاعي من المنشأة النووية، وقالت إن الفنيين ما زالوا يعملون.

وأبلغت أوكرانيا فور الحادثة، الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) أن القوات الروسية سيطرت على موقع محطة زابوريجيا للطاقة النووية في البلاد (NPP)، لكن محطة الطاقة النووية استمرت في العمل من قبل موظفيها الدائمين ولم يكن هناك إطلاق لمواد مشعة.

عدم حدوث أي تسربات إشعاعية في المحطة

وقال المدير العام لوكالة الطاقة الدولية رافائيل غروسي إن كل نظم السلامة في المفاعلات الستة داخل المحطة لم تتأثر ولم يحدث أي تسرب للإشعاعات، لكنه لا يزال يشعر بقلق بالغ إزاء الوضع،ويرى أن الأولوية الرئيسية هي ضمان سلامة وأمن المحطة وإمدادات الطاقة والأشخاص الذين يقومون بتشغيلها.

وطمأنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، العالم الذي بات يتخوف من أن تتحول الحرب من حرب تقليدية إلى حرب نووية، بأن الحريق الذي اشتعل بالمحطة لم يؤثر على المعدات الأساسية، وأن المنظم الأوكراني لم يبلغ عن أي تغيير في مستويات الإشعاع المحيطة، فيما قالت وزيرة الطاقة الأمريكية جينيفر جرانهولم إن وزارة الطاقة لم تشهد أيضًا أي قراءات إشعاعية مرتفعة، "وأن مفاعلات المحطة محمية بهياكل احتواء قوية ، والمفاعلات تغلق بأمان".

 المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف رد اليوم على المعلومات التي تحدثت أن روسيا تريد أن تشعل حربا نووية قائلا إن ما يحدث مؤامرة لتشويه سمعة روسيا، وألقى باللوم على أوكرانيا في حدوث الحريق داخل المنشأة .

الرئيس الأوكراني زيلينسكي علق على الحادث قائلا: "يجب أن تستيقظ أوروبا"، مشيرا إلى أنه تحدث مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشار الألماني أولاف شولتز وقادة آخرين لوضعهم في صورة الأوضاع في أوكرانيا.

وأضاف زيلينسكي: "إذا كان هناك انفجار ، فهذه نهاية أوروبا، فقط الإجراءات العاجلة في أوروبا يمكن أن توقف القوات الروسية."

لماذا تريد روسيا السيطرة على محطة زابوريجيا

قد يعتقد البعض أن روسيا تريد احتلال أوكرانيا لإبعاد خطر الناتو عن أراضيها، ولكن العملية أبعد من ذلك نظرا للثروات والامكانيات التي تتوافر فيها، فالتهديد الحقيقي الذي تواجهه أوكرانيا يتمثل بالطاقة النووية التي تعتمد عليها بشكل كبير، ومحطة زابوريجيا النووية هي واحدة من أربع محطات طاقة نووية عاملة في أوكرانيا، وتولد ما يصل إلى 42 مليار كيلووات/ ساعة من الكهرباء ، وهو ما يمثل حوالي 40٪ من إجمالي الكهرباء المولدة من جميع محطات الطاقة النووية الأوكرانية وخُمس إنتاج الكهرباء السنوي في أوكرانيا.

إن سيطرة القوات الروسية على المحطة سوف يزيد من إضعاف إمدادات الكهرباء في أوكرانيا ودفاعاتها، وتهديد للطاقة النووية النشطة .

ومحطة زابوريجيا التي تقع في مدينة إنرهودار، وعلى بعد 550 كيلو متر جنوب شرق كييف، فيها 6 مفاعلات نووية بالماء الخفيف المضغوط( VVER-1000 )، كل منها يولد 950 ميجاوات كهرباء ،وتعمل المحطة منذ عام 1984 ، وأنتجت أكثر من 1.23 تريليون كيلوواط / ساعة من الكهرباء اعتبارًا من كانون الأول / ديسمبر 2021.

خضعت المحطة لعمليات تطوير حيث تم تجديد لوحة مراقبة الإشعاع المركزية لمحطة الطاقة النووية في عام 2021، وتتميز اللوحة بنظام أوتوماتيكي لرصد جميع المعايير الإشعاعية والتكنولوجية المتعلقة بحالة وحدات الطاقة، وموقع تخزين تجفيف الوقود النووي المستهلك، ومجمع معالجة النفايات المشعة، وكذلك المنطقة المحيطة بالمصنع.

يقول مراقبون إن محطة زابوريجيا من نوع مختلف وأكثر أمانًا عن محطة تشيرنوبيل، التي وقعت فيها أسوأ كارثة نووية في العالم في عام 1986، حيث دفعت هذه الكارثة النووية المجلس الأعلى لأوكرانيا في عام 1990 إلى إصدار أمر بوقف بناء وحدات طاقة نووية جديدة في أوكرانيا ، مما أدى إلى تعليق أعمال البناء في الوحدة النووية السادسة ضمن معايير فنية عالية تضمن السلامة، وكانت فرصة لتوصيل الوحدة بشبكة الأمان في عام 1995 ، لتصبح الوحدة أول مفاعل نووي في أوكرانيا المستقلة.

السماح للموظفين الأوكرانيين البقاء في غرف التحكم

سمحت القوات الروسية للموظفين الأوكرانيين بالبقاء في غرفة التحكم في المحطة والإشراف على تشغيلها وإجراء العمليات الفنية لاستمرار إمدادات الطاقة، لأن فقدان الطاقة، لا يحتاج إلى ضرب المحطة بشكل مباشر لحدوث مشكلة، وإنما يحتاج إلى استمرار عمليات التبريد بشكل ثابت حتى لا تنقطع إمدادات الطاقة، وفي حال انقطاع إمدادات الطاقة يمكن أن يؤدي ذلك إلى تسرب إشعاعي، لذلك ما تزال الأمور خطيرة مع عدم توقف الحرب بين الجانين.

00:00:00