استفاق قطاع غزة اليوم على وقع مجزرتين مروعتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرتا عن استشهاد 88 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة
مادة توثيقية عن مستشفيات غزة.. قصة صمود خلال الحرب وقبلها
مستشفيات غزة تحت القصف شاهدة على جرائم الاحتلال
في ظل الظروف التي تعيشها مستشفيات غزة منذ السابع من تشرين أول الحالي والعدوان الغاشم المستمر كان من الصعب توثيق عدد مستشفيات غزة ومواقعها وأوضاعها توثيقا رسميا يعتمد على موقع وزارة الصحة في غزة، إذ إن الموقع متوقف عن العمل وخارج الخدمة ولا يمكن الوصول إليه.
وتتعرض مستشفيات غزة -بشكل استثنائي- إلى تهديد وقصف وإنذارات بالإخلاء واستهداف المباني القريبة منها بشكل قد يخرجها عن الخدمة ما جعل أمر توثيقها اليوم أكثر صعوبة، إلا أننا حاولنا استقاء المعلومات من كافة مواقع المستشفيات المتوفرة وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الأفلام الوثائقية والأخبار القديمة.
وتقوم وزارة الصحة في غزة بجهد عظيم في ظل العدوان الغاشم المستمر، فإن كانت لا تستطيع تقديم العون لنا في التوثيق اليوم إلا أنها تقدم ما بوسعها من معلومات بشكل شبه يومي بشأن الأوضاع في مستشفيات غزة وأعداد الشهداء والمصابين وتحاول أن ترسم ولو صورة جزئية عن أوضاعها.
وتتراوح أعداد مستشفيات غزة العاملة اليوم من 30 إلى 35 مستشفى، حيث لا يمكن التأكد من المستشفيات التي ما زالت على رأس عملها والمستشفيات التي خرجت عن الخدمة خلال 15 عاما من الحروب المستمرة على غزة.
ويقسم قطاع غزة جغرافيا إلى ثلاثة مربعات كبيرة وهي شمال القطاع ووسطه وجنوبه، وسنستعرض مستشفيات غزة بناء على هذا التقسيم:
مستشفيات غزة في الشمال
هذه أبرز مستشفيات غزة في الشمال:
المستشفى الإندونيسي
المستشفى الإندونيسي وهو مستشفى حكومي يتبع إداريا إلى وزارة الصحة في قطاع غزة، تم إنشاؤه عام 2014، وأشرفت مؤسسة ميرسي الإندونيسية على تأسيسه بتمويل من الشعب والحكومة الإندونيسية.
ويتضمن المستشفى 110 أسرة ضمن اختصاص الجراحة والباطنية والعظام ومنها 10 أسرة للعناية المركزة، كما يتضمن وحدة العناية المركزة بسعة عشرة أسرة.
وتعرض المستشفى الذي يقع ضمن أراض زراعية لأضرار بليغة إثر هجمات الاحتلال بزعم أنه يقع إلى جانب مواقع عسكرية.
اليوم يشهد المستشفى كغيره من مستشفيات غزة تهديدات وإنذارات ومطالبات من قبل جيش الاحتلال بضرورة الإخلاء، فيما أكد مدير المستشفى اليوم الإثنين أن طائرات الاحتلال استهدفت محيط المستشفى، لافتا أن الوضع الطبي صعب للغاية داخل المستشفى في ظل نفاد 95% من مواد التخدير مما يضطرهم إلى إجراء عمليات جراحية دون تخدير.
مستشفى الشهيد كمال عدوان
وهو مستشفى حكومي يقع في منطقة بيت لاهيا في شمال غزة، تم افتتاحه عام 2002، ويعد المستشفى الأكبر في شمال قطاع غزة.
وفي السادس عشر من آذار الماضي من هذا العام، قامت وزارة الصحة بافتتاح أقسام الطوارئ المحدثة في المستشفى لتمكينه من تقديم الخدمة لنحو 100 ألف مواطن غزي شمال القطاع.
وتعرض محيط المستشفى إلى قصف مستهدف من قبل طيران الاحتلال في اليوم الخامس من العدوان الذي بدأ في السابع من تشرين أول الحالي.
وللمستشفى صفحة عبر موقع "فيس بوك" ويبث بشكل يومي الوضع الصحي للمرضى والجرحى والشهداء الذين يصلون إليه، حيث أدان مدير المستشفى مؤخرا تهديده لإخلاء المستشفى في ظل وضع صحي كارثي.
مستشفى بلسم العسكري
وهو مستشفى يتبع للخدمات الطبية العسكرية، وتعرض جزء كبير من غرفه ومبانيه إلى دمار واسع في الحرب التي شنها الاحتلال على غزة عام 2014. وتدارك المستشفى الأضرار وأعاد بناء العديد من أقسامه وافتتاحها وخاصة أقسام الأطفال.
يستقبل المستشفى اليوم الجرحى والشهداء وقد امتلأت الأسرة بالطاقة القصوى، ويستمر المستشفى بالعمل رغم منشورات التهديدات التي تلقيها طائرات جيش الاحتلال على سكان شمال قطاع غزة.
مستشفى العودة
وهو مستشفى خاص يقع في جباليا في حي الزعتر في شمال قطاع غزة، وبحسب صفحة جمعية العودة الصحية المجتمعية فإن مستشفى العودة يعد جزءا من مجموعة منشآت صحية تتبع للجمعية، ويقوم منذ بدء العدوان الغاشم على غزة باستقبال ما لا يقل عن 2000 جريح ومريض وشهيد يوميا في مختلف منشآته.
وأكدت إدارة المستشفى في بيان رسمي الأسبوع الماضي أن طاقهما الطبي مصر على البقاء على رأس عمله وتقديم الخدمات، وذلك بعد أن وصلت تهديدات جيش الاحتلال له بضرورة إخلاء المستشفى.
مستشفى الكرامة
وهو مستشفى خيري تابع لجمعية رعاية المريض الخيرية يعمل على تقديم الخدمات الثانوية من جميع الأقسام الجراحية خاصة الولادة والعمليات لجميع مناطق الشمال وغرب قطاع غزة.
وخرج مستشفى الكرامة عن الخدمة في السابع عشر من تشرين أول الحالي بعد أن لحقت به أضرار بالغة جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمباني المجاورة له وسقوطها باتجاهه.
مستشفيات محافظة غزة
وتقع في شمال قطاع غزة "محافظة غزة" وهي من أكبر محافظات القطاع وتتضمن نحو 13 مستشفى على الأقل وفق آخر إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية.
مجمع الشفاء الطبي
وهو أكبر مجمع طبي في شمال غزة، وهو مجمع حكومي يضم ثلاثة مستشفيات رئيسية وهي: مستشفى الجراحة ومستشفى الباطنية ومستشفى النساء والتوليد، وتبلغ القدرة السريرية الإجمالية له 564 سريرا، في حين يستقبل المجمع منذ بدء العدوان الغاشم على غزة يوميا ما يزيد على 3 آلاف ما بين جريح وشهيد وهو ما يفوق أضعاف القدرة الاستيعابية له.
ولم يتوقف الأمر على الكارثة الطبية والصحية التي تلحق بالمستشفى في هذه الأوقات، حيث قامت طائرات الاحتلال باستهداف محيط المستشفى ما أدى إلى إلحاق أضرار واسعة في قسم الحضانة لحديثي الولادة.
مستشفى غزة للعيون
هو مستشفى حكومي متخصص أنشئ عام 1965 وهو متخصص بتقديم خدمات طب وجراحة العيون في غزة، وبسعة سريرية تقدر بـ 40 سريرا، ويعد المستشفى من مستشفيات غزة المتخصصة والوحيدة في جراحة العيون، ويقع في حي النصر، ويخدم المناطق الممتدة من بيت حانون وحتى رفح.
قصف جيش الاحتلال بطائراته مستشفى غزة للعيون مرتين منذ بدء العدوان الغاشم الأخير في السابع من تشرين أول الجاري، حيث تضرر المبنى في القصف الأول إلا أنه نسف عن بكرة أبيه في القصف الثاني.
مستشفى النصر و د. عبد العزيز الرنتيسي للأطفال
يعد مستشفى النصر مستشفى حكوميا تابعا لوزارة الصحة، وهو من أكبر مستشفيات غزة للأطفال، خاصة بعد دمجه مع مستشفى د. عبد العزيز الرنتيسي التخصصي للأطفال، ويقدم المستشفى كافة الخدمات الطبية للأطفال حديثي الولادة والخدج، وهو يقوم بدور كبير في معالجة الأطفال خاصة ما بعد الحروب سواء في تقديم العلاج الفيزيائي أو الطبيعي، فمنذ عام 2008 والمستشفى يستقبل آلاف الأطفال ويشرف على خدمتهم.
استهدف محيط المستشفى في الحرب المستمرة على غزة منذ بدء معركة طوفان الأقصى، حيث هدمت العديد من المنازل بجواره في حي النصر وتم استهدافه مرارا وتكرارا ما جعل المستشفى شبه خارج عن الخدمة رغم الحاجة الملحة له اليوم، في ظل أن 80% من الجرحى هم أطفال.
مستشفى القدس
ويطلق عليه أصلا مستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني - فرع غزة، افتتح عام 2001 في حي تل الهوى في شمال غزة، وتبلغ سعته السريرية نحو 120-200 سرير.
كغيره من مستشفيات غزة تعرض مستشفى القدس لعدة قذائف إسرائيلية في حرب عام 2021 مما أدى إلى اندلاع النيران فيه واضطر إلى إخلاء المرضى ونقلهم.
وفي العشرين من تشرين أول الحالي، أعلنت جمعية الهلال الأحمر أنها تلقت تهديدا من جيش الاحتلال بقصف المستشفى ومطالبة بإخلائه، رغم أنه يحتوي على أكثر من 400 مريض، ونحو 12 ألف نازح.
وقصفت طائرات الاحتلال محيط المستشفى عدة مرات وتضرر جزء واسع من المباني المحيطة به.
المستشفى الأردني الميداني
وهو مستشفى عسكري يتبع للخدمات الطبية الملكية الأردنية، وحط في قطاع غزة في عام 2009 بعد أن فرض الاحتلال الحصار عليها ليكون أول مستشفى عربي ميداني في غزة، وأقيم المستشفى في حي تل الهوى في شمال غزة، وبدأ بتقديم خدماته بشكل سنوي، وتقوم الخدمات الطبية برفده بشكل دوري بثلة مختارة من الأطباء الأردنيين والممرضين.
هدد جيش الاحتلال المستشفى الميداني الأردني بالإخلاء في رابع أيام عدوانه الحالي على قطاع غزة، كما هدده بالقصف وقصف الطرق المؤدية إليه ما جعل الوصول إليه شبه مستحيل ليخرج عن الخدمة بشكل تام، إلا أن الملك عبد الله الثاني أمر بإبقاء المستشفى وتأمين كوادره في القطاع وعدم إخلائه استجابة للوضع الإنساني والصحي الذي يشهده القطاع.
اقرأ المزيد.. المستشفى الميداني الأردني يخرج عن الخدمة في ظل ظروف إنسانية كارثية
المستشفى الأهلي العربي ( المعمداني)
هو أقدم مستشفى في قطاع غزة، وتم بناؤه قبل نكبة فلسطين عام 1948 بأكثر من نصف قرن، ويقع في حي الزيتون في شمال غزة، وتقع بالقرب منه كنيسة القديس برفيريوس شمالا ومسجد الشمعة في شمال شرق المستشفى، ومقبرة الشيخ شعبان جنوب المستشفى. ويتبع المستشفى إداريا للكنيسة الإنجليكانية في القدس المحتلة.
تصدر المستشفى المعمداني الصحف والعناوين في السابع عشر من الشهر الجاري، حيث ارتكب جيش الاحتلال مجزرة إنسانية باستهدافه بشكل مباشر ودون أي اعتبار لعدد النازحين والمرضى والجرحى في داخله، وخلفت المجزرة أكثر من 500 شهيد معظمهم من الأطفال.
وبالتأكيد خرج المستشفى عن الخدمة في ظل الضرر الواسع والخراب الذي حصل بحقه إثر العدوان الغاشم.
اقرأ المزيد.. غضب عالمي على "إسرائيل" بعد مجزرة المستشفى المعمداني
مستشفى سان جون للعيون
يتبع مستشفى سان جون للرعاية الخيرية إلى شركة وسام جليل سان جون وهو بريطاني، وتم افتتاح المستشفى في القدس القديمة في 1982 لأول مرة، فيما تم افتتاحه في غزة عام 1992، وأكثر من 27000 مريض وأجرى أكثر من 500 عملية رئيسية.
مستشفى أصدقاء المريض
وهو مستشفى خيري تأسس عام 1980، ويقع في حي الرمال في شارع الشهداء في شمال غزة، ويعد من مستشفيات غزة الصغيرة، ووضع المستشفى كافة إمكانياته وأدواته الطبية وكوادره من أطباء وممرضين لإنقاذ الجرحى ونقلهم خاصة في العدوان الغاشم المستمر على القطاع منذ السابع من الشهر الجاري.
وأكد مدير المستشفى مرارا منذ بدء الحرب الأخيرة على غزة أنه رغم امتلاء المستشفى بطاقته القصوى إلا أن الكوادر مستعدة للعمل حتى في مستشفيات غزة الأخرى.
اقرأ المزيد.. بايدن يردد كذب الاحتلال ويتهم المقاومة بارتكاب مجزرة المعمداني
مجمع الصحابة التخصصي
وهو مجمع طبي يتبع لجمعية خيرية غير ربحية تأسست في سنة 1998 في غزة، وتشرف على عدة مؤسسات خيرية منها مجمع الصحابة الطبي ومدارس لتحفيظ القرآن الكريم وغيرها.
ويقع المستشفى في شارع الصحابة الذي تعرض لقصف متكرر، في حين لم تصدر أي أنباء أو أخبار عن وضع المستشفى وما إذا تعرض لأي تهديد أو قصف، كما لا توجد أي معلومات عن الأوضاع الصحية والطبية فيه اليوم، وتخلو صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي أو موقعه الإلكتروني من أي أخبار أو أنباء.
مستشفى جنين الحكومي - غزة
افتتح المستشفى عام 2011 في حي الشجاعية بهدف دعم صمود الحصار في غزة، ويقع على مساحة 650 مترا مربعا ويتضمن ثلاثة أدوار.
وتعد الطاقة الاستيعابية للمستشفى متواضعة بالنسبة لبقية مستشفيات غزة إلا أنه في ظل الحرب الغاشمة على غزة، فهو يستقبل جثامين الشهداء لوضعها داخل ثلاجات المستشفى بحسب العديد من الفيديوهات التي تناقلها الغزيون عبر صفحاتهم.
مستشفى غزة للطب النفسي
وهو المستشفى الحكومي الوحيد المتخصص بتقديم خدمات الطب النفسي في قطاع غزة، أنشئ في عام 1980 في حي النصر في القطاع، على مساحة تقدر بـ 6000 م2.
يحتوي المستشفى على 40 سريرا فقط، ويتم استخدامها للحالات الطارئة في حالات الحرب في مستشفيات غزة الأخرى، وقال مدير المستشفى في تصريحات له بعد حرب عام 2014 إن الحروب تترك ندوبا نفسية لدى العديد من الغزيين إلا أن ما يقدمه المستشفى أقل من الحد المطلوب.
مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال
وهو مستشفى حكومي فلسطيني أنشئ عام 2000 على مساحة تقدر بـ 1600 م2، ويقع في شارع صلاح الدين وسط مدينة غزة، يقدم خدماته لعشرات الأطفال الفلسطينيين في مختلف التخصصات منها العلاج الطبيعي والأمراض الصدرية والكلى والدم والتشنجات وغيرها، تبلغ القدرة السريرية له 100 سرير.
خرج المستشفى عن الخدمة في الثالث عشر من تشرين أول الجاري، حيث استهدفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي بقنابل الفسفور الأبيض ما أدى إلى ضرر واسع فيه خرج على إثره عن الخدمة، وذلك وفق تصريحات للمتحدث باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة.
ويعد مستشفى الشهيد محمد الدرة المركز الوحيد لأمراض قلب الأطفال، ويقول مدير عام الشؤون الإدارية في وزارة الصحة إن المستشفى كان يقدم خدمات لعشرات آلاف الأطفال ولكن بعد استهداف المستشفى لم يعد كادره قادرا على التعامل مع حالات الطوارئ للأطفال حيث تم تحويلهم إلى مجمع الشفاء الطبي الذي يشهد هو بدوره كارثة إنسانية واكتظاظا كبيرا.
مستشفيات وسط غزة
وتقع في وسط غزة ثلاثة مستشفيات فقط تخدم محافظة دير البلح وما حولها وهي:
مستشفى شهداء الأقصى
يبلغ عدد سكان وسط غزة نحو 250 ألف نسمة فيما لا يوجد سوى مستشفى شهداء الأقصى كمستشفى حكومي لخدمة كل هذه الأعداد. ويقع المستشفى شمال محافظة دير البلح، وتقدر الطاقة السريرية فيه نحو 136 فقط.
وأعلن مدير المستشفى في الرابع والعشرين من الشهر الجاري أن المستشفى يعاني حاليا من نقص حاد وكبير في الأدوية والمستلزمات الطبية وأنه يستقبل ما يفوق طاقته الاستيعابية، حيث يفترش المرضى الأرض، كما أنه يتم وضع المصابين في خيام ولجأت إدارة المستشفى إلى صناعة أسرة من ألواح الخشب في محاولة طارئة لتعويض النقص فيها.
واستهدفت طائرات الاحتلال محيط المستشفى أكثر من مرة منذ السابع من تشرين أول الجاري.
مستشفى الوفاء للتأهيل والعلاج الطبيعي
وهو المستشفى التخصصي الحكومي الوحيد كمركز تأهيل طبي في قطاع غزة، أسس عام 1996، بقدرة استيعابية محدودة بـ 50 سريرا، يعمل في المستشفى 170 موظفا وموظفة. واستهدف المبنى عشرات المرات منذ 2007 وحتى اليوم، كما دمره الاحتلال بالكامل في عام 2014، ليعاد بناؤه وتأهيله.
استهدف المستشفى في الرابع والعشرين من الشهر الجاري من قبل طائرات الاحتلال، وناشد مدير المستشفى بضرورة توفير وقود لافتا إلى أن 30 مريضا يعيشون على أجهزة التنفس والأكسجين.
ويتعامل المستشفى في ظل الحرب الغاشمة مع حالات مرضية صعبة كالغيبوبة والشلل الرباعي وطريحي الفراش والمصابين بإصابات النخاع الشوكي والأمراض العصبية المزمنة.
مستشفيات جنوب غزة
ويتضمن جنوب غزة محافظتين هما خانيونس ورفح.
مستشفيات خانيونس
وتتضمن محافظة خانيونس 5 مستشفيات رئيسية وهي: الجزائري، غزة الأوروبي، الأمل، دار السلام، مجمع ناصر الطبي.
المستشفى الجزائري
وهو مستشفى تابع للخدمات الطبية العسكرية في غزة، ويستقبل العسكريين والمدنيين على حد سواء، ويعتمد المستشفى على عيادات الاختصاص أكثر من كونه مستشفى للعمليات الطارئة، وفيه عيادات أسنان وعظام وقلب وعيون وجراحة وتوليد.
أصبح مستشفى الجزائري كغيره من المستشفيات مكانا للإيواء والنزوح لمئات النازحين من شمال غزة، ومقصدا للتداوي للمتعرضين للقصف في الحرب الغاشمة التي ما يزال الاحتلال يشنها على قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول 2023.
مجمع ناصر الطبي
وهو مجمع طبي حكومي يضم عدة مستشفيات منها مستشفى متخصص بالعظام وآخر للتوليد وآخر للأطفال ومستشفى للجراحة.
يتعرض المستشفى لضغط هائل في ظل نزوح نحو مليون غزي من شمال غزة إلى جنوبها من بينهم العديد من الجرحى والمرضى والمصابين، وحذر المستشفى كغيره من خطورة نفاد الوقود والخسائر المترتبة على ذلك.
ينشر المستشفى عبر صفحته على "فيس بوك" أعداد الشهداء والجرحى الذين يدخلون إلى المجمع الطبي، إضافة إلى أنه أصبح مأوى لآلاف النازحين.
مستشفى غزة الأوروبي
وهو مستشفى حكومي تم بناؤه في منطقة الفخاري في خانيونس بمساحة تقدر بـ 20 ألف م2، وتعود ملكية المستشفى إلى وزارة الأوقاف في غزة، حيث تم البدء ببناء المستشفى بمنحة من الاتحاد الأوروبي في عام 1989 وطال افتتاحه حتى عام 2000 بعد انتفاضة الأقصى.
ومنذ بدء معركة طوفان الأقصى والعدوان المضاد على غزة، يواجه المستشفى نقصا حادا في المياه الصالحة للاستخدام داخل العمليات أو للتعقيم مما ينذر بكارثة صحية بحسب مديرها.
ويعمل المستشفى على مبادرات عديدة في ظل ظروف الحرب الدائرة، أبرزها تأمين الملابس للناجين من شمال غزة والنازحين منها.
وتعرض محيط المستشفى إلى قصف مكثف في ليلة الجمعة السابع والعشرين من الشهر الجاري في ظل انقطاع الكهرباء والإنترنت عن كافة قطاع غزة، وشن الاحتلال غارات وصفت بأنها الأعنف منذ بدء العداون.
مستشفى الأمل
وهو مستشفى تابع للهلال الأحمر الفلسطيني الذي تأسس في فلسطين منذ أكثر من 50 عاما، ويعمل المستشفى منذ أكثر من 20 عاما في جنوب قطاع غزة.
وهدد جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الأمل بالإخلاء في الثامن والعشرين من تشرين أول الجاري، إلا أن الموظفين أطلقوا "هاشتاغ" "لن نخلي"، مؤكدين استمرارهم في تقديم الخدمات رغم القصف المتواصل.
وتعرض محيط المستشفى لقصف شديد أدى إلى انهيار مربع سكني كامل بالقرب منه. وتعمل طواقم المستشفى بكل قدرتها وتشارك بعضا من أيامها الصعبة عبر صفحة المستشفى على "فيس بوك".
مستشفيات محافظة رفح جنوب غزة
وفي محافظة رفح جنوب غزة ثلاثة مستشفيات رئيسية وهي: الشهيد أبو يوسف النجار، والهلال الإماراتي للنساء والتوليد، والكويتي.
مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار
وهو مستشفى حكومي أقيم عام 2000، وهو مستشفى طوارئ بسعة 36 سريرا فقط، افتتح في 2007 مبنى جديد تابع للمستشفى بسعة 65 سريرا، يتضمن المستشفى 9 أسرة غسيل كلى، وهو المستشفى الوحيد في جنوب القطاع الذي يحتوي على هذه الأجهزة.
قصفت طائرات الاحتلال المستشفى في حرب عام 2014 مسببة مجزرة واسعة راح ضحيتها 140 فلسطينيا، وجرح أكثر من ألف آخرين، نتيجة استهداف المستشفى بمن فيه من طواقم طبية ومرضى، كما أطلق القناص النار على 3 مسعفين تابعين للمستشفى، وزعم الاحتلال حينها أن المقاومة الفلسطينة كانت تختبئ في داخل المستشفى، ما اضطر الإدارة إلى نقل الجرحى إلى مستشفى الهلال الإماراتي والمستشفى الكويتي.
اليوم وفي حرب 2023 لم يسلم المستشفى من التهديد مجددا بالإخلاء، واستهدفت طائرات الاحتلال محيطه بقصف عدة مرات كان أعنفها في الحادي والعشرين من الشهر الجاري.
مستشفى الهلال الإماراتي للنساء والتوليد
وهو مستشفى متخصص للنساء والتوليد، وتم تأسيسه بمنحة إماراتية عام 2006، وفيه عدد من الأقسام أبرزها: رعاية الخدج والولادة والعمليات والتعقيم والعيادة الخارجية، وبسعة تصل إلى نحو 40 سريرا في كافة الأقسام.
استقبل المستشفى من السابع من تشرين أول الجاري العديد من الأطفال الخدج الذين استشهدت أمهاتهم تحت القصف.
المستشفى الكويتي
وهو مستشفى خيري تم تأسيسه بمنحة كويتية في عام 2007، تعمل فيه طواقم طبية فلسطينية وكويتية، ويتضمن المستشفى قسما كبيرا للطوارئ، وعيادات أخرى للأسنان والعظام والأطفال.
يستقبل المستشفى منذ السابع من تشرين أول الجاري مئات الجرحى يوميا، كما تم استهداف محيطه ثلاث مرات على الأقل، كما تسلم أكثر من خمس تهديدات من قبل جيش الاحتلال بضرورة الإخلاء، وتقول طواقم المستشفى والإسعاف إن الإخلاء مستحيل في ظل وجود مئات الجرحى وأضعافهم من النازحين الذين التجؤوا إلى محيط المستشفى.