تشهد غزة في اليوم الـ53 من وقف إطلاق النار تصعيدا ميدانيا جديدا، مع استمرار الخروقات الإسرائيلية للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول الماضي. 

ورغم الانسحاب الإسرائيلي من مناطق محددة ضمن ترتيبات "الخط الأصفر"، فإن الاحتلال يواصل استهداف المدنيين والبنى السكنية بطائراته المسيرة وغاراته الجوية وقصفه المدفعي، مما أدى إلى وقوع إصابات وتهجير عائلات جديدة، في مشهد يعكس هشاشة الاتفاق وتنامي المخاوف من اتساع رقعة التوتر من جديد.

إصابة فلسطيني وتوسع للخروقات شرق غزة

أصيب فلسطيني برصاص مسيرة إسرائيلية في حي النصر بمدينة غزة، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار. كما أطلقت مسيرات أخرى قنابل قرب مفترق السنافور شرق حي التفاح، ما تسبب باندلاع حرائق بمنازل المدنيين، بالتزامن مع توسع جيش الاحتلال في ترسيم حدوده داخل "الخط الأصفر"، الذي بات يضع أكثر من 53% من مساحة غزة تحت سيطرته.

الدفاع المدني: إنقاذ وإجلاء تحت النار

أعلن الدفاع المدني إجلاء خمس إصابات، بينهم سيدتان وطفلان، من منطقة مفترق السنافور، إضافة إلى إخلاء عشرات الأسر التي حاصرها الاحتلال بنيران الدبابات والمسيرات في حي التفاح، وأكدت الطواقم أن عمليات الإنقاذ تتم في ظروف شديدة الخطورة ضمن مناطق انسحب منها الجيش سابقا بموجب الاتفاق.

تصعيد إسرائيلي في محيط الشجاعية والتفاح

فجرت قوات الاحتلال روبوتا مفخخا في منطقة الشعف شرق مدينة غزة، كما نفذت غارات جوية على جباليا شمالا وقصفا مدفعيا على مخيم البريج وسط القطاع. وشملت الاعتداءات تفجير مبان في الشجاعية وإطلاق نار مكثف باتجاه الأحياء السكنية.

هجمات متواصلة جنوبي القطاع

شرقي خانيونس شهدت المناطق داخل "الخط الأصفر" قصفا مدفعيا مكثفا، تزامنا مع إطلاق نار من مروحيات حلقت على ارتفاع منخفض. كما استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مناطق واسعة بطول الخط الشرقي للقطاع، وصولا إلى مدينة رفح التي تعرضت لنيران مكثفة فجرا. 

أعلن جيش الاحتلال قتل فلسطيني في وسط القطاع بزعم تجاوزه "الخط الأصفر". كما زعم قتل اثنين آخرين شمالي غزة بدعوى تشكيلهم "تهديدا مباشرا"، في استمرار لسياسة إطلاق النار على المدنيين قرب المناطق العازلة التي فرضها الاحتلال من جانب واحد.

ادعاءات باستهداف قادة ميدانيين

قال جيش الاحتلال إنه قتل علاء الدين خضر، الذي يصفه بأنه "مسؤول وحدة النخبة" في سرايا القدس، خلال غارة نفذت في الـ22 من تشرين الثاني. كما أعلن استهداف "مسلحين" آخرين في عمليات متفرقة على طول الخط الشرقي للقطاع.

الشاحنات لا تغطي الحد الأدنى

من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم أن عدد الشاحنات التي يسمح الاحتلال بدخولها إلى غزة لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان، مشيرا إلى أن معظمها يذهب للقطاع التجاري ولا يحمل مواد أساسية، رغم الكارثة الإنسانية المتفاقمة.

حصيلة إنسانية ثقيلة منذ وقف إطلاق النار

أفادت وزارة الصحة في غزة بوصول تسعة شهداء وإصابة واحدة خلال الساعات الـ24 الماضية. ومنذ بدء وقف إطلاق النار، بلغ إجمالي الشهداء 356، والإصابات 909، إضافة إلى 616 جثمانا جرى انتشالها من تحت الأنقاض. 

وبذلك ترتفع حصيلة العدوان منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 70.112 شهيدا و170.986 إصابة. 

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال ارتكب نحو 591 خرقا منذ بدء وقف إطلاق النار، شملت عمليات قتل وإصابة واعتقال وقصف وهدم منازل، ما يعكس هشاشة الاتفاق واستمرار العدوان بأشكال متعددة. 

اقرأ المزيد.. استشهاد فلسطيني قرب الخط الأصفر