الأردن يوقع اتفاقية حول حماية المناخ بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا

الصورة
المصدر

وقع وزير الطاقة والثروة المعدنية، صالح الخرابشة، والوزير الاتحادي الألماني للشؤون الاقتصادية والعمل الدكتور روبرت هابك، اليوم الأربعاء، اتفاقية حول طموحات حماية المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك على هامش مؤتمر الطاقة المستقبلة المنعقد في منطقة البحر الميت .

وكشف الخرابشة في كلمة له خلال افتتاح أعمال المؤتمر، أن الأردن يسعى إلى إطلاق مشروع ربط كهربائي بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، مشيرا إلى أن المملكة تتطلع لتصدير الطاقة الخضراء عبر تحفيز استثمارات في هذا المجال.

وقال الخرابشة آن الأوان للعمل معا للوصول الى مستقبل مستدام للطاقة، مع الأخذ بعين الاعتبار التحول الطاقي، وزيادة استخدام الطاقة المتجددة وتحسين مستوى كفاءة الطاقة.

 

وأوضح أن "لموقع الأردن دورا مهما، حيث نهدف لأن يكون الأردن مركزا إقليميا لتبادل الطاقة بأشكالها كافة"،مشيرا إلى العمل حاليا على تطوير البنية التحتية للقطاع وخاصة تطوير الشبكة الكهربائية للعمل على مشاريع ربط كهربائية إقليمية، "حيث تعدّ مشاريع الربط الكهربائي الحالية بالدول المجاورة نواة لرؤية نسعى لتحقيقها وذلك بإطلاق مشروع ربط كهربائي بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا لتحقيق التكامل الكهربائي بين الدول جميعها من خلال إنشاء شبكات كهربائية إقليمية".

وقال الخرابشة في هذا الصدد، إن تحقيق التكامل الكهربائي "سينعكس على تغطية احتياجات الدول نظرا لاختلاف فترات الأحمال والاستهلاك بين الدول المختلفة، ونسعى لأن يتحقق إطلاق هذه الرؤية من خلال هذا المؤتمر".

وأضاف أن الأردن يتمتع بارتفاع متوسط الإشعاع الشمسي المباشر لوقوعه ضمن دول الحزام الشمسي، مؤكدا السعي لتصدير طاقة خضراء من خلال تحفيز الاستثمارات الخضراء لتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة، والمساهمة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

وفي الأردن وصلت نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء عام 2021 إلى 26% مقارنة بـ1% عام 2014، على ما ذكر الخرابشة، الذي أكد "السعي لزيادة هذه النسبة، وذلك من خلال العمل على تعزيز سلامة النظام الكهربائي وتطوير الشبكة الكهربائية والتحول التدريجي لأنظمة الشبكات والعدادات الذكية".

ولفت النظر إلى أن الأردن "يؤمن أن تحقيق أمن التزود بالطاقة يعد أمرا أساسيا لتحقيق التنمية المستدامة والمرتبطة بمختلف القضايا الوطنية اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا".

وتعتمد المملكة على الطاقة المستوردة بما يقارب 89%، حسب الخرابشة، وذلك في "مواجهة التحديات المتزايدة من ارتفاع الطلب والهجرات المختلفة للأردن وأنماط الاستهلاك الحالية، إضافة إلى التغيرات المناخية".

وتأخذ المملكة بـ "عين الاعتبار 4 محاور رئيسية وهي: أمن التزود بالطاقة، خفض كلف الطاقة، الاستدامة، والاعتماد على المصادر المحلية للطاقة" وفق شرح الخرابشة.

وأضاف الخرابشة ان لتطور التكنولوجيا في مجال الطاقة دور كبير في توسيع العمل على مشاريع الطاقة المتجددة، إضافة الى تطوير مصادر جديدة حاليا مثل الهيدروجين ، والذي يعتبر طاقة المستقبل حيث توقع تقرير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، صدر مؤخرًا، أن يغطي الهيدروجين ما يصل إلى 12% من استخدام الطاقة العالمي بحلول عام 2050،

وقال وزير الطاقة نحن بحاجة الى مشاريع لاستكمال التعافي من الضغط الكبير الذي تسببت به جائحة كورونا على جميع مناحي الحياة في العالم أجمع، والتي لم يقتصر تأثيرها على مناحي ديمومة التشغيل واستمرار العمل أو كيفية التعامل مع الانخفاض في الطلب خصوصاً في مجال الطاقة الكهربائية، وإنما طال في العديد من البلدان تطبيق برامج وخطط الطاقة لديها بما فيها خطط الطاقة المتجددة.

الخرابشة تحدث عن "تمتع الأردن بثروات معدنية سيكون لها دور كبير في قطاع الطاقة"، موضحا: "أنه يتم العمل حاليا على مشاريع متعددة للاستغلال الأمثل للثروات المعدنية، على سبيل المثال الليثيوم والذي يعتبر أنسب خامات البطاريات المستخدمة في تخزين الطاقة، كما سيعتبر مستقبلا مكونًا أساسيًا لأنظمة الطاقة النظيفة، كما يتم العمل أيضا على مشاريع الذهب والنحاس والسيليكا والعناصر الأردنية النادرة".

وأشار إلى أن "عنصر الهيدروجين الذي سيلعب دورا مهما في المستقبل، وخاصة مع انخفاض كلفة التوليد من الطاقة المتجددة، إضافة إلى تنوع استخداماته في القطاعات المختلفة كالصناعة والتكرير والنقل وتوليد الكهرباء وغيرها، مما سينعكس على انخفاض الانبعاثات في هذه القطاعات".

وبدأ العمل على "إعداد خارطة طريق لإنتاج الهيدروجين واستخدامه سواء على المستوى المحلى أو لأغراض التصدير، مع العمل على إعداد التشريعات اللازمة لذلك، وإمكانية الاستفادة من البنية التحتية المتوفرة"، وفق ما أضاف الخرابشة.

واقترح "العمل بنهج تشاركي لتأسيس تجارة هيدروجين دولية الهدف منها ضمان طاقة نظيفة للجميع دون ترك أحد خلفنا".

ويهدف المؤتمر، بحسب الخرابشة، إلى "تعميق التعاون" في مجال الطاقة بين منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، في وقت يواجه العالم تحديات عديدة في هذا المجال من حيث ارتفاع أسعار مستمر في الطاقة ونقص الإمدادات.

اقرأ المزيد:مؤتمر حوار الطاقة المستقبلية يبدأ أعماله في البحر الميت

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00