في ظل الظروف الجوية التي تعيشها المملكة وما رافقها من أمطار وثلوج وانخفاض ملموس على درجات الحرارة، تبقى المخاوف حول أوضاع اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء في الأردن حاضرة، خصوصا عندما يأتي الحديث عن حجم تمويل خطة استجابة الأردن للأزمة السورية؛ حيث تقول المفوضية إن نسبة التمويل حتى نهاية العام الماضي بلغت 760.3 مليون دولار من أصل 2.28 مليار أي ما يعادل 33.4%، وذلك وفق بيانات وزارة التخطيط والتعاون الدولي، ويأتي ذلك في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعاني منها اللاجئون إثر ضعف اهتمام المجتمع الدولي بقضيتهم وتقديمه مبالغ خجولة لا ترتقي إلى حجم المعاناة.

390 مليون دولار متطلبات العام 2023

وتستضيف المملكة أكثر من 1.3 مليون سوري منذ العام 2011، بينهم نحو 670 ألفا مسجلون لدى المفوضية.

وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن إن عدد اللاجئين المسجلين لديها بلغ نحو 758 ألف لاجئ من جميع الجنسيات باستثناء اللاجئين الفلسطينيين الذين تتابعهم وكالة أونروا، وذلك حتى نهاية تشرين الثاني 2022.

المفوضية قدرت متطلبات تمويل عملياتها للعام 2023 بنحو 390 مليون دولار، مقارنة بـ 408.4 مليون دولار للعام 2022، موّل منها ما نسبته 51%، بعجز بلغ نحو 210 مليون دولار.

دعم للأشد احتياجا من بين اللاجئين

من جانبه أكد الناطق باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، مشعل الفايز ، لـ حسنى، الأربعاء، أن المفوضية أطلقت خلال شهري تشرين ثاني وكانون أول من العام 2022 حملة التمويل الخاصة لتأمين مبلغ 46 مليون دولار بهدف ضمان توفير احتياجات فصل الشتاء للاجئين.

وأضاف الفايز أنه تم تأمين مبلغ 14 مليون دولار تم توزيعها على اللاجئين الأشد احتياجا وشملت 116 ألف أسرة لاجئة، بما يعادل 470 ألف شخص، وأنها وزّعت على شكل مساعدات نقدية حتى يتسنى للمستفيدين توجيه تلك المبالغ نحو احتياجاتهم.

وأكد الناطق باسم المفوضية أن اللاجئين الذين لم يحصلوا على مساعدات الشتاء وتقدر نسبتهم من 30-35% من اللاجئين تقدم لهم مساعدات شهرية.

وناشد الفايز الدول والجهات المانحة ضرورة تقديم الدعم اللازم لضمان استمرار المفوضية في تقديم المساعدات للاجئين.

تمويل خطة دعم اللاجئين لا يرتقي لحجم المعاناة

يذكر أن حجم تمويل خطة استجابة الأردن للأزمة السورية بلغ خلال العام 2021 نحو 744.5 مليون دولار من أصل 2.43 مليار أي ما يعادل 30.6% وقد بلغت قيمة العجز 1.687 مليار دولار.

وتتصدر الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا الدول المانحة لخطة الاستجابة بنحو 350 مليون دولار من قيمة الخطة؛ وفي وقت تقدم به الدول الكبرى مبالغ قليلة تبقى الخطة في حالة عجز مستمر ما يعني استمرار المخاوف حول تدهور الظروف الإنسانية للاجئين في المخيمات، حيث قدمت بريطانيا ما قيمته 35 مليون دولار، تلاها الاتحاد الأوروبي بـ 29 مليون دولار ثم الدنمارك بـ 27 مليون دولار، وغيرها من الدول المانحة.

وتفيد الأرقام أن المبلغ الذي تلقاه الأردن (1.7 مليار دولار) عام 2017 كان الأعلى لدعم خطة الاستجابة، لكنه استمر بالتراجع خلال الأعوام الثلاثة التالية.

ويأتي ذلك وسط معلومات تفيد بوجود مفاوضات بين الأردن والاتحاد الأوروبي ومؤسسات دولية تهدف إلى تقديم موعد انعقاد مؤتمر بروكسل بدورته السابعة ليكون في آذار 2023 بدلا من حزيران.

وتأتي هذه المحاولة للإسراع في تأمين المساعدات لدعم الدول في مواجهة أعباء اللجوء.