اللقاحات ..الأداة الأقوى في معركة إنهاء جائحة كورونا

الصورة
المصدر

كتب: حازم الخالدي

بعد أن وصلت اللقاحات إلى العديد من البلدان، بدأت بعض الدول تشهد انخفاضا في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا , مما يثبت أن اللقاحات في هذه الفترة أصبحت الأداة الأقوى في المعركة لمواجهة الفيروس، ولكنها ليست وحدها التي تستطيع إنهاء الجائحة.

لذلك خرجت أصوات تطالب بتوزيع عادل للقاحات ،وخاصة أن عشر دول حصلت على النسبة الأكبر من الجرعات، فيما لم تصل اللقاحات إلى دول كثيرة بعد،وقد عملت منظمة الصحة العالمية إلى الإسراع بمساعدة الدول الفقيرة والبدء بتوزيع اللقاحات ،التي شملت إقليم شرق المتوسط حيث زادت الجرعات عن 1.9 مليون جرعة وصلت إلى  الأراضي الفلسطينية، وتونس والصومال والسودان وجيبوتي ،وذلك ضمن مبادرة "كوفاكس".

مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري قال إن توفر اللقاحات ، يدعم جهودنا التاريخية لإنهاء هذه الجائحة ،لافتا إلى أن 19 بلدًا في الإقليم شرعت في التطعيم ضد كورونا، وأعطت ما يزيد على 16 مليون جرعة واستهدفت الفئات المعرضة للخطر الشديد ،بحيث تصل في المرحلة الأولى إلى تغطية 20% من السكان.

ورغم أن هذه الدول استفادت من مبادرة" كوفاكس"،لكن هناك  15 بلدًا اشترت بالفعل اللقاحات من خلال اتفاقيات ثنائية أبرمتها مع شركات تصنيع اللقاحات.

يشار إلى أن تحالف "كوفاكس"، عبارة عن  ائتلاف عالمي يسعى إلى ضمان الحصول العادل والمنصف على لقاحات كورونا في جميع أنحاء العالم. حيث انضم إلى المبادرة  حتى الآن 190 بلدًا، من بينها 22 بلدًا من إقليم شرق المتوسط.

ويدعو الدكتور المنظري إلى التوحُّد تحت شعار الإنصاف في الحصول على اللقاحات،

مؤكدا ان اللقاحات ليست وحدها التي  تستطيع إنهاء الجائحة، ولكن لا بد أن تواصل الدول فرض تدابير الصحة العامة التي ثبتت فعاليتها مثل التباعد الجسدي وارتداء الكمامات وضمان التهوية الكافية.

وتحث منظمة الصحة العالمية، وفق الدكتور المنظري ، على إذكاء الوعي بالحصول على اللقاحات، والتصدي للمعلومات المغلوطة، وضمان عدم إغفال الفئات الضعيفة عند وضع الخطط الوطنية لنشر اللقاحات.

وأكد أهمية التغلب على الخوف والحد من الهلع، "فكلما زادت أعداد الأشخاص الذين يحصلون على اللقاحات، زادت فعالية اللقاحات في إبطاء انتشار الفيروس، وخفض معدلات الإصابة به، وحماية المجتمع بأسره."

و اعتبر المدير لعام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي افتراضي أمس، أن التوزيع غير العادل للقاحات بين الدول ليس مجرد انتهاك أخلاقي، "بل هو هزيمة لنا اقتصاديًا ووبائيًا"، لافتا إلى أن بعض البلدان تتسابق لتطعيم سكانها بالكامل بينما لا تملك دول أخرى أي شيء، وقد تشتري هذه الدول أمانا قصير الأجل، ولكنه شعور زائف بالأمان.

و أشار إلى أن المنظمة أجرت محادثات مع قادة من البلدان ذات الدخل المرتفع الذين لديهم جرعات أكثر بكثير مما يحتاجون إليه، وأطلب منهم مشاركة الجرعات من خلال مرفق "كوفاكس".

ويحذر أنه طالما استمر الفيروس في الانتشار في أي مكان، سيستمر الناس في الموت، وسيستمر تعطل التجارة والسفر، وسيتأخر التعافي الاقتصادي أكثر.

في الأردن رغم التسارع في أعداد الإصابات، فإن الادارات الطبية تكثف حملات التطعيم ضد فيروس كورونا لتشمل جميع الفئات ،وبدأت اليوم بإعطاء اللقاح للكوادر الصحية العاملة في القطاعين العام والخاص.

استشاري الأمراض السريرية الدكتور حسام أبو فرسخ يؤكد على ضرورة الاسراع في اعطاء اللقاحات في الاردن وعدم تأخيرها وتجاوز أي روتين في عملية التوزيع،موضحا أن جميع اللقاحات آمنة وفاعلة.

وقال ل حسنى إن اللقاحات لم تتسبب بأي وفيات في الأردن،وهي السلاح الذي ينشلنا من الفيروس، ودعا إلى إعادة النظر بمنهجية إعطاء اللقاح ليصل بسرعة إلى الجميع.

واقترح الدكتور أبو فرسخ وضع خطة ممنهجة وسريعة لتشمل اللقاحات أكبر فئة من المواطنين، وأهمها إعطاء أكبر عدد من المواطنين الجرعة الأولى من اللقاح لأن هدفنا المجتمع وليس الفرد،وخاصة أن بعض الدراسات أثبتت أنه يمكن تأخير الجرعة الثانية إلى مدة ستة أسابيع.

الاقتراح الثاني الذي يضعه الدكتور أبو فرسخ ويتمنى من الجهات المعنية الأخذ به،

أن تعطى الأولوية في التطعيم للأشخاص الذين لم يصابوا في الفيروس،وخاصة أن الشخص الذي أصيب تصل نسبة المناعة لديه إلى 80 %،وتمتد إلى 11 شهرا بحسب دراسة دانماركية.

كما اقترح وللتخفيف على المواطنين وإيصال المطاعيم إلى أكبر عدد ممكن وبسرعة ،تخصيص سيارات إسعاف متجولة تقوم بجولات على المناطق لافتا إلى أن لقاح استرا زينكا تستطيع حفظه في ثلاجة عادية.

ويشدد على أهمية التطعيم من دون أي تأخير لأن بعض الدول بدأت تدخل في موجة ثالثة من انتشار الفيروس،إلى جانب أن بعض الدول تدخل في مناكفات سياسية كما حصل في بعض الدول التي لم تسجل لقاح استرا زينكا.

دلالات
00:00:00