أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة الجنائية الدولية، اليوم، قرارين برفض الطعون التي قدمتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بموجب المادتين 18
مقابلة الملكة رانيا العبدالله على قناة الـ CNN
أجرت قناة الـ "سي إن إن" CNN أمس الثلاثاء مقابلة مع الملكة رانيا حول أحداث السابع من تشرين الأول، والتالي نص المقابلة المترجم كاملا.
نص مترجم لمقابلة قناة الـ سي إن إن CNN مع الملكة رانيا
سي إن إن: يستضيف الأردن 40% من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في الشرق الأوسط بحسب الأمم المتحدة، وهذا ببساطة رقم ضخم، خاصة لبلد صغير. ملكة الأردن رانيا هي نفسها من أصول فلسطينية وهي تنضم لي الآن من عمان، أهلا بك. هل يمكنني أن أسألك أولا كعربية وفلسطينية وإنسانة وأم، كيف تشعرين منذ السابع من تشرين الأول؟
الملكة رانيا : انظري كريستان، لا يمكنني أن أبدأ في وصف مدى الحزن والألم والصدمة التي نشعر بها هنا في الأردن. جميعنا متحدون في هذا الحزن بغض النظر عن أصولنا. لا يمكننا أن نصدق الصور التي نراها كل يوم من غزة. نذهب إلى الفراش ونستيقظ على هذه الصور. كأم، رأينا أمهات فلسطينيات اضطررن لكتابة أسماء أطفالهن على أيديهم، لأن فرصة موتهم بالقصف أو تحول أجسادهم إلى جثث، عالية جدا.
أريد أن أذكر العالم بأن الأمهات الفلسطينيات يحببن أطفالهن بقدر ما تحب أي أم أخرى في العالم أطفالها. وأن يمررن بهذا فهو أمر ليس معقولا.
وبالمثل، أعتقد أن الجميع في أنحاء الشرق الأوسط بما في ذلك الأردن، مصدومون ومحبطون من ردة فعل العالم تجاه هذه الكارثة المستمرة. في الأسابيع الماضية شهدنا معيارا مزدوجا صارخا في العالم.
عندما حدث الـ7 من تشرين أول، العالم وقف فورا ودون أي تردد إلى جانب إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، وأدان الهجمات التي حدثت. لكن ما رأيناه في الأسابيع الماضية هو صمت العالم. توقفت الدول فقط عن التعبير عن قلقها، أو الاعتراف بالضحايا، بل مع مقدمة دائمة تعلن عن دعم إسرائيل. فهل نفهم من ذلك أنه من الخطأ قتل عائلة كاملة بالرصاص، لكنه من الجائز قصفهم حتى الموت؟
أعني هناك معيار مزدوج صارخ هنا، وهو صادم بالنسبة للعالم العربي. هذه المرة الأولى في التاريخ الحديث التي تحدث فيها معاناة إنسانية بهذه القسوة، والعالم لا يطالب حتى بوقف إطلاق النار. لذا فإن الصمت مدو، وبالنسبة لكثير من الناس في منطقتنا هذا يجعل العالم الغربي شريكا من خلال دعمه والعذر الذي يمنحه لإسرائيل بأنها تحاول الدفاع عن نفسها.
العديد من العرب ينظرون إلى العالم الغربي على أنه لا يتسامح فقط مع هذا، بل يشجعه! وهذا أمر فظيع وهو محبط لنا جميعا.
سي إن إن: الملكة رانيا، سأسألك أكثر عن هذا وعن مشاعرك حول الموضوع، لكن أولا أريد سؤالك، الإسرائيليون مصدومون بعمق، حزينون، تعلمين ما حدث لهم لم يحدث من قبل بهذه الطريقة منذ الهولوكوست. وهم مهزوزون بعمق وفي حالة حزن. لذا أريد فقط أن أعرف منك ما شعرت به في الـ 7 من تشرين الأول؟
الملكة رانيا : بالطبع كنت مصدومة، وأوضح الأردن موقفه: ندين قتل أي مدني، سواء كان فلسطينيا أو إسرائيليا. فهذا موقف الأردن الأخلاقي والأدبي وهو أيضا موقف الإسلام، فالإسلام يدين قتل المدنيين. وكما ذكر زوجي مؤخرا العهدة العمرية التي صدرت على أبواب القدس منذ 15 قرنا، أي ألف سنة من قبل صدور اتفاقيات جنيف، تأمر المسلمين بعدم قتل امرأة أو طفل أو مسن وعدم قطع شجرة أو إيذاء راهب. لذا نحن نؤمن بقواعد الاشتباك هذه خلال الحرب، لكنها تحتاج إلى أن تطبق من قبل الجميع.
لذا نعم، كانت هناك صدمة وكانت هناك الإدانة، لكن لماذا لا توجد إدانة متساوية لما يحدث الآن؟ أريد فقط أن أوضح أن هذا النزاع لم يبدأ في السابع من تشرين أول، على الرغم من أنه يتم تصويره كذلك. تعلمين، تغطي معظم الشبكات الخبر تحت عنوان "إسرائيل في حالة حرب" ولكن بالنسبة للعديد من الفلسطينيين من الجانب الآخر من جدار الفصل، الحرب لم تغادر أبدا.
هذه قصة تبلغ من العمر 75 عاما، قصة قتل وتهجير للشعب الفلسطيني. إنها قصة احتلال تحت نظام فصل عنصري يحتل الأرض ويهدم البيوت ويصادر الأراضي، يقوم بتوغلات عسكرية ومداهمات ليلية. لذا فإن السياق المفقود من السرد هو أن قوة إقليمية نووية تحتل وتقمع وترتكب جرائم يومية موثقة ضد الفلسطينيين. ولفترة طويلة، حياة الفلسطينيين مفقودة من الرواية.
سي إن إن: عذرا أريد أن أسألك سؤالا محددا لأنك تستخدمين الكثير من الكلمات، والتي من الواضح أنه يتم استخدامها عندكم في العالم العربي، مثل الفصل العنصري، لكنك تعلمين أنك ستواجهين الكثير من الانتقادات من إسرائيل وأنصارها. وأتساءل إن كنت خرجت للحديث حول…
الملكة رانيا: …دعيني فقط أوضح أن تسمية "الفصل العنصري" هي تسمية أعطيت ليس من قبل العرب، ولكن من قبل كل المنظمات الإسرائيلية والدولية لحقوق الإنسان.
سي إن إن: لقد كتبت في منشور على إنستغرام الأسبوع الماضي "ليس دفاعا عن النفس إذا كنت قوة احتلال" وأظهرت الدمار في غزة، كما أنك نشرت مقطع فيديو تظهرين به خلال مؤتمر صحفي عام 2009 خلال تلك الحرب وقلت "كم هو مؤلم أن المشهد لم يتغير، ولا يمكن للعالم أن يبقى صامتا، يجب وقف هذه المأساة الإنسانية".. هل تشعرين أن لديك صوتا بالتحديد، كملكة في الأردن في دولة لديها معاهدة سلام مع إسرائيل، لتتحدثي؟
الملكة رانيا: لا يتعلق الأمر بي، بل بالتحدث من أجل الإنسانية. كما تعلمين لا يتعلق الأمر بكونك مؤيدا لإسرائيل أو للفلسطينيين، بل يتعلق الأمر باختيار الناس، هؤلاء الأشخاص العاديين من كلا الجانبين.
وللتوضيح مرة أخرى، يعيش الشعب الفلسطيني منذ فترة طويلة تحت القمع والتجريد من الإنسانية. لقد عانوا يوميا من الإذلال وانتهاكات حقوق الإنسان، سواء بالتعرض للسجن أو الإهانة أو المضايقات. لا يتمتعون بحرية الحركة، وهناك أكثر من 500 حاجز تفتيش منتشر في جميع أنحاء الضفة الغربية، هناك الجدار العازل الذي اعتبرته محكمة العدل الدولية غير قانوني، حيث إنه قسم الأراضي إلى 200 منطقة محظورة ومنفصلة. ولقد رأيتم التوسع الجائر للمتسوطنات على الأراضي الفلسطينية، والتي قطعت الاتصال الجغرافي للمناطق وجعلت من قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات حكم ذاتي أمرا غير قابل للتطبيق.
لذا هذه خلفية الصراع، هناك تركيز مفرط على حماس الآن بسبب ما حدث في الأسابيع القليلة الماضية، لكن هذه مسألة تسبق حماس بكثير وستستمر بعد حماس. هذا قتال من أجل الحرية والعدالة، وهذا ما يجب سماعه.
سي إن إن: هل يمكنني أن أسألك هذا السؤال إذن، لأنها شجاعة، أعتقد بأنها صحفية سعودية في قناة العربية، لقد وجهت هذا الكلام لخالد مشعل الرئيس السابق لحماس، وقالت له: "ما يراه الجميع على شاشاتهم أبعد العالم عن القضية الفلسطينية وللإسهاب أكثر، يقول الكثيرون إن ما فعلته حماس هو الذي أتى بالدمار لأهل غزة المساكين".. هل تقبلين بهذا الكلام؟
الملكة رانيا: كما قلت، نحن لا نقبل قتل المدنيين، لكن هذه قصة عنف مستمرة لفترة طويلة الآن، وتجب إدانة هذا العنف. لكن في نهاية المطاف، ما يحتاج الناس لفهمه هو أننا نشهد بالفعل أعمالا وحشية تحت ذريعة الحق في الدفاع عن النفس.
لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن ليس من خلال "أي وسيلة أوتيت لهم"، ليس عن طريق جرائم الحرب والعقاب الجماعي. استشهد 6000 مدني حتى الآن، 2400 طفل، كيف يمكن اعتبار هذا دفاعا عن النفس؟ نحن نرى مجازر على نطاق واسع باستخدام أسلحة عالية الدقة.
لذا وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، رأينا القصف العشوائي على غزة، تمت إبادة عائلات بأكلمها، تمت تسوية أحياء سكنية بالأرض، استهداف المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد، استهداف العاملين في المجال الطبي والصحفيين وعمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة، فكيف يعد هذا دفاعا عن النفس؟
لماذا عندما ترتكب إسرائيل هذه الأعمال الوحشية يأتي ذلك تحت غطاء الدفاع عن النفس، لكن عندما يكون هناك عنف من قبل الفلسطينيين يسمى فورا "إرهابا"؟ هل كلمة "إرهابي" مخصصة حصريا للمسلمين والعرب؟ هناك معايير مزدوجة حقيقية هنا. نرى تماثلا خاطئا هنا. نعم تماثل مغلوط لأن الطرفين في هذا النزاع ليسا متساويين، واحد هو المحتل والآخر يتم احتلاله. واحد يمتلك جيشا من أعتى جيوش العالم، والآخر ليس لديه جيش أبدا، لذا يتم رسم تماثل مغلوط هنا.
كما أن الحديث عن الحق في الدفاع عن النفس لا يوضح الحقيقة بأكملها. فهو لا يتحدث عن قصة خرق القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، لا يخبرك عن المعاناة وقصة الاحتلال. إسرائيل تنتهك ما لا يقل عن ثلاثين قرارا متعلقا بالأمن للأمم المتحدة، تطالبها وحدها بالانسحاب من الأراضي المحتلة لعام 1967، ووقف الاستيطان والجدار العازل وانتهاكات حقوق الإنسان. هذا جوهر القضية، وليس التركيز المفرط على حماس.
سي إن إن: هل يمكنني أن أسألك من أجل التفصيل، لأن زوجك الملك عبد الله، أعتقد أنه كان في نهاية الأسبوع الماضي في قمة الزعماء العرب في القاهرة، وقال "إن الرسالة التي يسمعها العالم العربي هي بصوت عال وواضح أن حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين، حياتنا أقل أهمية من حياة غيرنا" أعلم أنك قلت الكثير عن مشاعرك تجاه ما يحدث الآن، ولكن هل تعتقدين بشكل عام أن هذا صحيحا حتى بالنسبة لقادة العالم وغيرهم من الذين تقابلين كثيرا منهم، ولهذا قال ذلك حسب افتراضي.
الملكة رانيا: حسنا، كما قلت، رؤية المعايير المزدوجة في العالم كان مخيبا للآمال للغاية، رؤية الإدانة القوية لما حدث في الـ 7 من تشرين الأول ولكن القليل جدا من الإدانة لما يحدث اليوم. لماذا لا يكون هناك نداء من أجل وقف فوري لإطلاق النار، نشهد معاناة إنسانية صادمة تحدث اليوم. لماذا تنحرف الرواية دائما نحو الجانب الإسرائيلي؟ وسائل الإعلام الغربية وصناع القرار يسارعون إلى تبني الروايات الإسرائيلية. فعندما تهاجم إسرائيل "يموت" الفلسطينيون. ولكن عندما "يموت الإسرائيليون" يسمى ذلك "قتلوا بدم بارد"، "مذبحة".
لذلك، حتى كما حدث في السابع من تشرين أول، رأينا الوضع يوصف بالوحشية والهمجية المتعطشة للدماء بدم بارد، لكننا لا نرى هذه المصطلحات تستخدم لوصف الوضع اليوم على الرغم من الأعمال الوحشية التي هي أشد وأعظم. أنا لا أتحدث عن الدقة يا كريستيان، أنا أتحدث عن التكافؤ والمعايير المزدوجة هنا.
عندما يتم إخبار رئيس الولايات المتحدة أنه رأى أدلة على قطع رؤوس الأطفال، لكنه يتراجع لأن الجيش الإسرائيلي قال إنه لا يوجد دليل على ذلك، هذا هو التحيز التأكيدي.
حتى على شبكتكم يا كريستيان، فإن موقع CNN الإلكتروني في بداية الحدث نشر عنوانا رئيسيا: "أطفال إسرائيليون تم العثور عليهم مذبوحين في كابوت إسرائيلي"، وعند قراءة بقية الخبر، فإنه لم يتم التحقق منه بشكل مستقل. الآن سؤالي لك، هل كنتم لتنشروا مثل هذا الادعاء المدين من غير التحقق لو كان من قبل فلسطيني؟
سي إن إن: الملكة رانيا، يجب أن أوقفك هنا، لأنه كان هناك صور تم عرضها من قبل الإسرائيليين وكان مراسلونا هناك، أنا لا أتحدث عن قطع الرؤوس، لكنني أتحدث عن أجساد الأطفال المليئة بثقوب الرصاص وغير ذلك، لكن الأمر كله فظيع للغاية كما تقولين.
أود سؤالك عما قاله الأردن، وما قاله زوجك الملك، عن أنه إن كانت هناك محاولة أو اقتراح لنقل الفلسطينيين الذين يحاولون البحث عن الأمان إما لمصر أو لبلدك الأردن، وقال الملك: "هذا خط أحمر، لأنني أعتقد أن الخطة لدى بعض المشتبه بهم المعتادين على محاولة فرض أمر واقع على الأرض، لا لاجئين في الأردن، لا لاجئين في مصر".
الملكة رانيا: يواجه أهل غزة الآن خيارين: إما أن يغادوا، أو أن يواجهوا الموت والعقاب الجماعي، لذا تم وضعهم أمام الاختيار بين الإبعاد أو الإبادة! بين التطهير العرقي أو الإبادة الجماعية، ولا ينبغي لأي شعب أن يواجه هذا النوع من الاختيار.
وما أشار إليه زوجي هو أنه لا يجب إجبار شعب فلسطين وغزة على الرحيل مرة أخرى، فمعظم سكان غزة هم أصلا لاجئون، وفي الوقت الحالي نزح ما لا يقل عن مليون شخص من منازلهم. لذا لا نريد تهجيرا جماعيا آخر للفلسطينيين مثل ما حدث في النكبة عام 1948، وهذا ما قصده زوجي بالخط الأحمر. للفلسطينيين الحق في البقاء على أرضهم.
سي إن إن: نعم، لأنهم كانوا قلقين بشأن ما يسمى بالتهجير القسري، وعدم السماح لهم بالعودة مطلقا. كان هناك الكثير من الاحتجاجات في بلدك، كما هو الحال في أجزاء كثيرة من العالم أيضا، وقد شرحت ما تغير، هناك روايات مختلفة تماما عما يحدث وفقا لأي جزء في العالم يأتي الناس منه، وبعض القادة.
هناك انحياز واضح جدا لأحد الجانبين، وهذا ما يحدث بالتأكيد كما أوضحت، ولكن ماذا عن الاحتجاجات في الشوارع؟ هل اعتدتم عليها الآن ويتعين عليكم التعامل معها حتى لو أنها ضد معاهدة السلام لعام 1994؟ هل تشعرين بالقلق إزاء الغضب وأن تتوسع الحرب؟ أو بحدوث عدم استقرار على نطاق أوسع في بلدان أخرى في المنطقة أو في بلدك؟
الملكة رانيا:
نعم ستشعرين بالقلق إن كان هناك انقسام، لكننا بالتأكيد متحدون تماما في موقفنا، كلنا نؤمن بالأمر ذاته، نشعر جميعنا بذات الألم ونريد الشيء نفسه. ولذلك أعتقد أن هناك وحدة مطلقة في العالم العربي، وكما قلت هناك شعور كالآتي: هل حياتنا أقل أهمية؟
لماذا عندما يمثل أحد القضية الفلسطينية يجب أن تمتحن إنسانيتهم في بداية المقابلة، وعليهم تقديم أوراق اعتمادهم الأخلاقية بإجابة سؤال: "هل تدين"؟ ونحن لا نرى مطالبة المسؤولين الإسرائيليين بالإدانة؟ وحتى عندما يتم ذلك، يتقبل الناس بسهولة "حقنا في الدفاع عن أنفسنا". لم أر مسؤولا غربيا قط يقول هذه الجملة: "للفلسطينيين الحق في الدفاع عن أنفسهم"، ولذلك فإننا نرى هذا. حتى في الديمقراطيات الغربية، يبدو أن حرية التعبير هي قيمة عالمية إلا عندما تذكر فلسطين.
عندما يحتشد الناس لدعم إسرائيل فإنهم يمارسون حقهم في التجمع، لكن عندما يجتمعون من أجل فلسطين يعتبرون متعاطفين مع الإرهابيين أو معادين للسامية. لذا فنحن نرى هذه المعايير المزدوجة التي تخلق خيبة أمل في العالم العربي ولدى الكثيرين ممن يرون الظلم.
وأريد التأكيد أنه في نهاية المطاف لا يوجد حل عسكري لهذه القضية، فلا منتصر في الحروب أبدا. هناك دائما خسائر من جميع الأطراف. النصر هو أسطورة يصنعها الساسة من أجل شرعنة الخسائر الفادحة في الأرواح. فحتى لو هزمت إسرائيل أو قتلت كل عضو في حماس، فماذا بعد؟ ألم يتركوا أثرا من الذكريات الفظيعة التي من شأنها أن تخلق جيلا جديدا من المقاومة الأشد؟ لأنه في نهاية المطاف لا يمكن إلا التوصل إلى حل سياسي، وقد أكد زوجي دائما على أنه لا يمكن للسلام والاستقرار أن يتحققا في الشرق الأوسط دون حل سياسي.
لذا، حتى لو كنت حليفا لإسرائيل، فأنت لا تقدم لها أي خدمة من خلال الدعم الأعمى لها، فتعجيل وتوسيع نطاق توفير الأسلحة الفتاكة لإسرائيل لن يؤدي إلا إلى توسيع الصراع وتعميق المعاناة وإطالتها، فلا يمكن التوصل إلى حل إلا من خلال طاولة مفاوضات. وهناك سبيل واحد لتحقيق ذلك، وهو إقامة دولة فلسطينية حرة ذات سيادة مستقلة، تعيش جنبا إلى جنب بأمن وسلام مع دولة إسرائيل، فهذا هو المسار الوحيد الذي سيوصلنا إلى هناك.
سي إن إن: الكثير من المحللين يتحدثون عن هذا بالفعل، ونأمل أن يخرج شيء من هذا القبيل من بين هذا الرماد في هذه الكارثة. شكرا لك، كنت معنا الملكة رانيا من عمان.