الملك لقناة (cnn): نشعر بالقلق حيال قيام انتفاضة جديدة
قال الملك عبدالله الثاني إننا نشعر بالقلق حيال قيام انتفاضة جديدة، وإن حصل ذلك، فإنه قد يؤدي إلى انهيار كامل، معتبرا أن هذا الأمر لن يكون في صالح الإسرائيليين ولا الفلسطينيين، مبينا أن الجميع في المنطقة قلقون للغاية، ومنهم في "إسرائيل" ويتفقون على ضرورة الحيلولة دون حصول ذلك.
وفي مقابلة مع قناة (سي إن إن) الأمريكية، وفيما يتعلق بعودة بنيامين نتنياهو للسلطة، وما وصفه معلقون أردنيون بأنه أسوأ كابوس بالنسبة للأردن، أكد الملك إن للإسرائيليين الحق باختيار من يقودهم، وسنعمل مع الجميع طالما أننا سنتمكن من جمع كل الأطراف معا، فنحن على استعداد للمضي قدما.
وفيما يتعلق بالتوقعات المرتبطة بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، وتهديدها للوضع الراهن ولدور الملك كوصي على الأماكن المقدسة في القدس، قال الملك إن هناك دوما أشخاصا يحاولون الدفع باتجاه ذلك، وهذا مصدر للقلق، ولكن لا أعتقد أن هؤلاء الأفراد تحت أنظار الأردن فقط، بل هم تحت أنظار المجتمع الدولي.
إذا أراد جانب ما أن يفتعل مواجهة معنا فنحن مستعدون
وقال الملك "نحن نعيش في منطقة صعبة وهذا أمر اعتدنا عليه، وإذا أراد جانب ما أن يفتعل مواجهة معنا، فنحن مستعدون جيدا، ولكن أود دوما أن ننظر إلى النصف الممتلئ من الكأس".
وأكد أن لدينا خطوط حمراء، "وإذا ما أراد أحد تجاوز هذه الخطوط الحمراء، فسنتعامل مع ذلك، ولكن ندرك أن الكثير من الجهات في إسرائيل تشاركنا القلق".
وقال الملك" مهما كان يعتقد البعض حول دمج إسرائيل في المنطقة، بأنه أمر بالغ الأهمية، فإنه لن يتم ما لم يكن هناك مستقبل للفلسطينيين".
وفيما يتعلق بدور الأردن في تعزيز الاستقرار في المنطقة، قال الملك إن الأردن كان الملاذ للمسيحيين الأوائل وللسيد المسيح عيسى عليه السلام بنفسه، "وجدي الشريف الحسين بن علي، رحمه الله، وفر ملاذا آمنا للمسيحيين الأرمن في الأردن حين كانوا يبحثون عن الأمن والأمان".
ولفت إلى أن الأردن وفر الملاذ للمسيحيين العراقيين والسوريين في السنوات القليلة الماضية، إثر أفعال داعش في سوريا والعراق.
وأكد الملك أن المغطس له أهمية بالغة للأردن، وهو من منظور تاريخي ديني، يعد واحدا من أقدس ثلاثة أماكن للديانة المسيحية، وأن يروي قصة أوائل اللاجئين إلى الأردن، مؤكدا الحرص على الحفاظ على موقع المغطس لقرون قادمة، باعتباره واحدا من مواقع اليونسكو للتراث العالمي التي يجب علينا حمايتها.
إنشاء متحف لتسليط الضوء على تاريخ المسيحية
وتابع جلالته إن ما سيحدث في المنطقة المجاورة للمغطس سيدعم هذا الموقع التاريخي المهم، إذ سيتم إنشاء متحف لتسليط الضوء على تاريخ المسيحية، وحدائق للزهور والأعشاب والنباتات القديمة من المنطقة، ومراكز تدريب لمختلف الكنائس، حيث يعزز الموقع الروابط بين المسيحية والإسلام، ويحافظ على الإرث المسيحي التاريخي في الأردن.
وقال الملك إن المدينة المقدسة يجب أن تكون مدينة تجمعنا، محذرا من محاولات استغلالها من المتطرفين لإذكاء الصراع والعنف.
وأضاف الملك "نحن الأوصياء على المقدسات المسيحية كما الإسلامية في القدس، وما يقلقني هو وجود تحديات تواجه الكنائس بسبب السياسات المفروضة على الأرض، وإذا ما استمر استغلال القدس لأغراض سياسية، يمكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة".
وقال الملك إن في الأردن وفي القدس أقدم مجتمع عربي مسيحي في العالم، "وهم هنا منذ ألفي عام، وعلى مدى الأعوام الماضية، بتنا نلاحظ أنهم كمجتمع يتعرضون لضغوطات، وبالتالي فإن أعدادهم في تناقص، وهذا باعتقادي ناقوس خطر لنا جميعا".
وحذر الملك من أن تفريغ المنطقة من الوجود المسيحي سيكون أمرا كارثيا بالنسبة للجميع، مؤكدا أن المسيحيين جزء من ماضينا وحاضرنا، ويجب أن يكونوا جزءا من مستقبلنا.
الشارع العربي يتعاطف مع القضية الفلسطينية
وحول سؤال يتعلق برفع علم فلسطين من قبل المشجعين العرب لمنتخب المغرب في كأس العالم، بين الملك أن ذلك يبين أنه ما لم يكن هناك حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، سيبقى الشارع العربي دوما متعاطفا مع القضية الفلسطينية، "ولذا علينا أن نتخذ خطوات بنّاءة بدلا من الإجراءات الهدّامة".
ودعا إلى التركيز على الاعتماد الاقتصادي المتبادل عوضا عن النظر إلى السياسة كحل لجميع المشاكل.
وتابع الملك إن هذه قضايا علينا التعامل معها جميعا، أردنيين وفلسطينيين وإسرائيليين، وأعتقد أن التكامل الإقليمي سيمكننا من كسر الحواجز.