امتحان الرياضيات للتوجيهي يثير الجدل.. وخبير مناهج يدعو إلى قراءة النتائج أولا

الصورة
طلبة توجيهي يتوجهون إلى قاعة الامتحانات في إحدى مدارس العاصمة عمان
طلبة توجيهي يتوجهون إلى قاعة الامتحانات في إحدى مدارس العاصمة عمان
آخر تحديث

أكد الدكتور عمر أبو غليون، رئيس فريق تأليف مناهج الرياضيات وعضو الهيئة التدريسية في الجامعة الأردنية لـ حسنى أن امتحان مادة الرياضيات لطلبة التوجيهي لهذا العام جاء منسجما تماما مع المنهاج المعتمد، موضحا أن تحديد مستوى صعوبة الأسئلة وملاءمة الوقت المخصص للإجابة لا يجب أن يبنى على آراء الخبراء، بل على استجابات الطلبة الفعلية بعد تصحيح أوراقهم. ودعا إلى التمهل في إطلاق الأحكام وعدم الانجرار وراء النقد الانفعالي الذي قد يضر بأداء الطلبة في ما تبقى من الامتحانات.

المناهج ليست جديدة والامتحان ليس الأول

وأوضح أبو غليون أن منهاج الرياضيات الحالي للصف الثاني عشر يدرس للسنة الثالثة على التوالي، وقد خضع الطلبة لستة امتحانات سابقة على الأقل تتعلق بهذا المنهاج، ما ينفي الادعاء بأن الامتحان مطبق على منهاج جديد.

التأليف مسؤولية المركز.. والامتحانات من اختصاص الوزارة

وأكد أبو غليون أن دوره يقتصر على تأليف المناهج ضمن المركز الوطني للمناهج، أما إعداد أسئلة الامتحانات فهو من اختصاص وزارة التربية والتعليم. وأوضح أن الوزارة تعمل حاليا على تطوير "بنك للأسئلة" بالتعاون مع المركز، بحيث يتم لاحقا توليد الأسئلة إلكترونيا بما يضمن التوازن والعدالة وتجنب الجدل المتكرر حول مصدر الأسئلة.

ضوابط صارمة لاختيار واضعي الأسئلة

أشار أبو غليون إلى أن الوزارة تتبع إجراءات دقيقة في اختيار لجان وضع الامتحانات، إذ يشترط أن يكون الأعضاء من المشرفين التربويين لا من المعلمين، وألا يكون لأي منهم أبناء أو أقارب من الدرجة الثانية أو الثالثة متقدمين للامتحان. كما تراجع الأسئلة بناء على "جدول مواصفات" يحدد نواتج التعلم وتوزيع الأسئلة على الدروس.

امتحان الرياضيات بالكامل من المنهاج

كشف أبو غليون أنه قام بطباعة امتحان الرياضيات وحله فور نشر الامتحان، كما ناقشه مع فريق التأليف، وخلص إلى أن الامتحان جاء أكثر انسجاما من الأعوام السابقة، إذ لم يتضمن أي سؤال خارج نواتج التعلم، وكان التوزيع عادلا على الدروس جميعها.

الصعوبة والوقت لا يقاسان برأي الخبراء

كما أوضح أن الحكم على صعوبة الأسئلة لا يجب أن يستند إلى رأي مختصين أو أكاديميين، لأن ما يبدو سهلا للخبير قد يكون صعبا على الطالب، والعكس صحيح. وأكد أن المعيار العلمي هو "استجابات الطلبة" بعد التصحيح، التي تبين نسبة الإجابات الصحيحة لكل سؤال وتحدد ما يسمى بـ"معامل الصعوبة".

الوقت المخصص: قابل للقياس عبر النتائج

وفيما يتعلق بالوقت المخصص للامتحان، أشار أبو غليون إلى أنه استطاع حله خلال ساعة، لكنه شدد على أن قدراته لا تقارن بقدرات الطلبة، وأن الحكم النهائي سيكون من خلال عدد الطلبة الذين تمكنوا من الإجابة عن الأسئلة جميعها، مشيرا إلى أن الوقت عامل أساسي في أي اختبار ويجب قياسه بدقة.

النقد الانفعالي أضر الطلبة

حمل أبو غليون بعض المعلمين، وخاصة ممن يعتمدون على "الدوسيات" ومنصات الدروس، مسؤولية التسبب بتوتر الطلبة عبر انتقادات انفعالية للامتحان، فقط لأنه لم يتوافق مع توقعاتهم. وأكد أن بعض الأسئلة جاءت مباشرة من الكتاب وليست من ملخصاتهم، داعيا إلى الابتعاد عن النقد غير الموضوعي.

نحو إصلاح جذري يعتمد على تجارب دولية

وأشار إلى أن الحل الجذري يكمن في الانتقال إلى نماذج متقدمة كما هو الحال في دول مثل فنلندا والنرويج، حيث تستخدم بنوك الأسئلة المعتمدة على نظرية الاستجابة للفقرة وتجرب الفقرات مسبقا لقياس مدى صعوبتها وفاعليتها. وأضاف أن بعض الدول تعتمد أيضا على اختبارات تقيس القدرات العقلية وليس فقط التحصيل الأكاديمي.

دعوة للتأني وعدم تشويش الطلبة

واختتم رئيس فريق تأليف مناهج الرياضيات وعضو الهيئة التدريسية في الجامعة الأردنية، حديثه بالدعوة إلى التروي، مشددا على أن ما تبقى من امتحانات يتطلب جوا من الهدوء والثقة، لا من التهويل والتشكيك، مطالبا المعلمين وأولياء الأمور بالكف عن بث القلق حفاظا على تركيز الطلبة واستقرارهم النفسي. 

اقرأ المزيد.. بطاقات إلكترونية وإجراءات لمنع الغش والتجمهر

00:00:00