أعلنت مؤسسة عبد الحميد شومان، عن أسماء الفائزين بجائزتها للابتكار في دورتها الثانية للعام 2020، والتي تعد أكبر وأضخم جائزة للابتكار في
براءة الاختراع .. مؤشر للابتكار وأداة للتنافس والاستثمار
كتبت : بشرى نيروخ
أجمع خبراء على أن تحويل الأفكار الابتكارية إلى فرص تجارية يسهم في زيادة حجم النشاط الاقتصادي وتحسين مستويات المعيشة وزيادة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، مؤكدين أن الأردن خطى خطوات واثقة للنهوض بالنتاج العلمي والإبداعي من خلال العديد من البرامج والمشاريع والأنظمة الهادفة لحماية حقوق الملكية الفكرية و براءة الإختراع .
ودعوا إلى إيجاد بيئة حاضنة للمبدعين والمبتكرين والمفكرين لتحويل أفكارهم إلى منتجات، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة القائمة على الابتكار، وتعزيز الثقافة الابتكارية باعتبارها بوابة لازدهار الاقتصاد.
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تمثل 90 بالمائة من الشركات عالميا
تمثل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عالميا 90% من مجموع الشركات وتشغّل 70% من العاملين، بحسب مديرة مديرية حماية الملكية الصناعية في وزارة الصناعة والتجارة والتموين زين العواملة، معتبرة أن الشركات هي المحرك الذي يدفع عجلة الاقتصاد ليس فقط في الأردن بل والعالم أجمع.
وأكدت على دور الوزارة في دعم هذا القطاع وتوضيح أهمية حقوق الملكية الصناعية التي تمتلكها تلك المؤسسات وتعظيم الاستفادة منها بما ينعكس إيجابا عليها، حيث عملت مديرية حماية الملكية على إصدار أدلة استرشاديه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن العلامات التجارية وبراءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية باللغة العربية، كما تم العمل على تحديث الأنظمة المعمولة بها لتواكب المستجدات والتحول إلى الخدمات الإلكترونية.
ويعمل الأردن على غرار الدول المتقدمة، على النهوض بالنتاج العلمي والإبداعي من خلال العديد من البرامج والمشاريع والأنظمة الهادفة لحماية حقوق الملكية الفكرية بأشكالها الصناعية كعلامات تجارية وبراءات اختراع ورسوم ونماذج صناعية، وفق العواملة التي أكدت أن التطور الملحوظ في هذا السياق.
1985 علامة تجارية سجلت العام الجاري
وتشير إلى أن مجموع العلامات التجارية المسجلة منذ بداية العام الحالي ولغاية نهاية شهر آذار الماضي بلغت نحو 1985 علامة مسجلة، و كذلك تسجيل 28 طلبا للرسوم والنماذج الصناعية، فيما بلغت شهادات القبول المبدئي لبراءة الاختراع نحو 74 شهادة، مقارنة في الفترة ذاتها من العام الماضي إذ بلغت نحو 1618 علامة مسجلة و 23 طلبا مسجلا للرسوم والنماذج الصناعية و38 شهادة قبول مبدئي لبراءة الاختراع.
و رأت أن براءات الاختراعات هي المؤشر الرئيس للابتكار، فالطلبات الخاصة بالقطاعات الطبية والصيدلانية شكلت النسبة الأكبر، بنحو 80% من مجموع الطلبات الكلية، فيما تشكل الطلبات الهندسية بمختلف أنواعها الكيميائية نحو 20%.
براءات الاختراع تسجل على نظام الإيداع الإلكتروني
وتؤكد على تسجيل جميع طلبات براءات الاختراع من خلال نظام الإيداع الإلكتروني، بهدف التسهيل على طالبي تسجيل البراءات ،وكذلك العمل على تهيئة البنية المناسبة لحماية حقوق الملكية الصناعية، كما تتم متابعة مشروع سياسات الملكية الفكرية للجامعات والمراكز البحثية، وإطلاق جائزة الملكية الصناعية سنويا بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
وبمقارنة مع عدد البراءات الأجنبية والبراءات المحلية المسجلة في الأردن للعامين 2019 و 2020، فإن ارتفاع نسبة التسجيل للبراءات للعام الماضي وصلت لنسبة 79% مقارنة مع العام 2019، وفقا للعواملة.
الشركات الصغيرة و المتوسطة عناصر مجهولة للاقتصاد العالمي
ووصف المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية ( الويبو) دارين تانغ عبر الموقع الإلكتروني للمنظمة، بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية الذي صادف أمس تحت شعار "الشركات الصغيرة و المتوسطة: نقل أفكارك إلى السوق" الشركات الصغيرة والمتوسطة بأنها "العناصر الأساسية المجهولة" للاقتصاد العالمي ومحرّك النمو في عالم ما بعد جائحة كورونا، غير أن العديد من تلك الشركات لا تزال تفتقر إلى المعرفة اللازمة بالملكية الفكرية، باعتبارها أداة متينة بالنسبة لها، لضمان بقائها واكتساب القدرة على التنافس والنمو.
الملكية الفكرية تشجع الإبداع والتطوير
يؤكد المدير التنفيذي في شركة طلال أبو غزالة للملكية الفكرية محمود لطوف، أن حماية حقوق الملكية الفكرية يشجع الإبداع والتطوير، وتخلق بيئة يكون فيها المبدع مطمئنا على أن إبداعاته واختراعاته ستكون محمية ومحفوظة. لذلك فإن حماية هذه الحقوق تعتبر من أهم عناصر التنمية والنمو الاقتصادي والثقافي. وفي ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم نتيجة جائحة كورونا، فإن هذه الظروف قد خلقت فرص جديدة كما خلقت في الوقت ذاته تحديات وصعوبات.
ودعا أصحاب الأعمال إلى دراسة آلية لحماية أفكارهم من خلال التطوير بحيث يتم تقديم المنتج أو الخدمة للسوق بالشكل المناسب، مبينا أن أكبر الشركات العالمية الحالية لم تتطلب استثمارات ضخمة في بداياتها، بل كانت عبارة عن ابداعات واختراعات تقنية جرى تطويرها بحيث استطاعت تقديم خدمات لا يمكن الاستغناء عنها، مما درّ عليها دخلا كبيرا، وأصبحت هذه الشركات تقدر قيمتها بمئات المليارات.
يوضح خبير الملكية الفكرية المحامي محمد مازن الناصر، اهتمام الأردن في مجال حقوق الملكية الفكرية، بانضمامه إلى منظمة "الويبو" في العام 1984، وتوقيع اتفاقيات دولية بهذا الشأن وصولا إلى اتفاقية منظمة التجارة العالمية، كما سن القوانين في هذا المجال كقانون حماية حق المؤلف وبراءة الاختراع والعلامات التجارية والمنافسة غير المشروعة وقانون الرسوم الصناعية والنماذج الصناعية، وأكثر نصوص تلك القوانين مستوحاة من مواد الاتفاقيات الدولية.
براءة الاختراع محمية لـ 20 سنة وحقوق المؤلف محمية لـ 50 سنة
ووفقا للقوانين الناظمة في الأردن، فإن براءة الاختراع محمية لمدّة 20 سنة، بينما حقوق المؤلف محمية لـ 50 سنة بعد وفاة صاحب الحق، مشيرا إلى أن تسجيل براءة الاختراع هو شرط للحماية، بينما الإيداع في المكتبة الوطنية وسيلة للإثبات وليس شرطا للحماية.
المدرب المعتمد في برامج الإبداع والابتكار وريادة الأعمال أسامة بدندي، قال إن العديد من الحكومات حول العالم أيقنت أهمية الابتكار، فهو يستحدث العديد من الوظائف ويعزز التنمية، وهنالك تسابق عالمي نحو المشاريع الابتكارية، فهو يوفّر فرصا أكبر من الأعمال وأبوابا واعدة للشباب في تأمين مستقبلهم ومسارهم المهني.
دعوة لإيجاد بيئة حاضنة للمبدعين والمبتكرين والمفكرين
ويدعو الخبير الاقتصادي الدكتور حسام عايش، إلى إيجاد بيئة حاضنة للمبدعين والمبتكرين والمفكرين لتحويل أفكارهم إلى منتجات، وتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة باعتبارها مشاريع ريادية، وإلى تعزيز الثقافة الابتكارية في المناهج الدراسية والمساقات الجامعية، فالابتكار عنوان تقدم للمجتمع على آخر، مشيرا إلى أن الأفكار الابتكارية المتجددة تسهم في زيادة حجم النشاط الاقتصادي وتحسين مستويات المعيشة وترفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
يشار إلى أنه في 26 نيسان ( أبريل ) من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للملكية الفكرية للاطلاع على الدور الذي تلعبه حقوق الملكية الفكرية في تشجيع الابتكار والإبداع.