الأردن يقترب من الإغلاق المالي لمشروع الناقل الوطني

الصورة
أعمال ضمن مشروع الناقل الوطني 27/9/2025 | وزارة المياه
أعمال ضمن مشروع الناقل الوطني 27/9/2025 | وزارة المياه
آخر تحديث

أكد الناطق باسم وزارة المياه عمر سلامة، اليوم الأحد، أن الأردن بات على وشك إنجاز الإغلاق المالي لمشروع الناقل الوطني لتحلية مياه البحر الأحمر، لحل أزمة المياه التي تعاني منها المملكة منذ عقود.

وأشار سلامة، في حديثه لـ حسنى، إلى أن الوزارة تطبق تقنيات متقدمة، بينها الذكاء الاصطناعي؛ وذلك لتحسين توزيع المياه وتقليل الفاقد، بالتوازي مع جهود دعم الحصاد المائي وإنشاء الآبار التجميعية.

الأردن من أفقر دول العالم مائيا لكنه الأكثر كفاءة في الإدارة

وقال سلامة إن الأردن يعد من أكثر دول العالم فقرا بالمياه، لكنه من أكفئها في إدارة هذا المورد الحيوي، وأضاف أن الوزارة نجحت في خفض نسب الفاقد والتوسع في المشاريع التي تعزز كميات المياه المتاحة للشبكة. 

وأشار إلى أن الاعتداءات المتكررة على الشبكات تشكل أحد أبرز التحديات اليومية، مؤكدا أن فرق الوزارة تتعامل مع مئات الحالات لضمان استمرار التزويد وتحسين العدالة في التوزيع.

مشروع الناقل الوطني.. الحل الاستراتيجي الدائم

أكد سلامة أن مشروع الناقل الوطني لتحلية المياه من البحر الأحمر إلى كافة محافظات المملكة يمثل الحل الجذري لأزمة المياه في الأردن، مشيرا إلى أن العمل على إنجاز الإغلاق المالي للمشروع يوشك على الانتهاء. 

وأوضح أن "الإغلاق المالي" يعني عمليا بدء تنفيذ المشروع فعليا دون أي عقبات، مضيفا أن الجهود الدبلوماسية والسياسية بقيادة الملك عبد الله الثاني وبدعم من الحكومة ووزارة التخطيط أثمرت عن الحصول على تمويل بقيمة 300 مليون دولار من صندوق المناخ الأخضر لتعزيز الملاءة المالية للمشروع. 

وبين أن وزير المياه أعلن مؤخرا عن تأسيس شركة مساهمة أردنية بقيمة مليار دينار بالتعاون مع مؤسسة الضمان الاجتماعي، في خطوة تمثل دعما وطنيا مباشرا لهذا المشروع الاستراتيجي.

كفاءة التشغيل والذكاء الاصطناعي لتحسين التوزيع

أوضح سلامة أن الوزارة تعتمد على إدارة تشغيلية دقيقة لتوزيع المياه، وتستخدم مؤخرا أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة لمراقبة الضخ وتحديد المناطق التي تحتاج إلى كميات إضافية أو التي اكتفت من المياه. 

وأشار إلى أن هذه التقنية أثبتت نجاحا كبيرا في مناطق عدة، وأسهمت في تقليل حالات الانقطاع وتحسين العدالة في التوزيع، موضحا أن التجربة ستعمم تدريجيا على جميع المناطق.

التعامل مع شكاوى المواطنين

بين سلامة أن مركز الشكاوى في وزارة المياه يتلقى أكثر من 1500 شكوى فنية يوميا إلى جانب آلاف الاتصالات الأخرى، مؤكدا أن فرق الوزارة تتابع البلاغات ميدانيا للتأكد من أسباب الانقطاع، سواء كانت فنية أو ناتجة عن خلل في الشبكة. 

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي سيستخدم قريبا في متابعة الشكاوى لتسريع الحلول وضمان وصول المياه لكل المناطق، مشيرا إلى أن بعض الانقطاعات تحدث بسبب خلل في منازل المواطنين أو عبث بالشبكات، داعيا الجميع إلى التعاون عبر الصيانة الدورية لمرافق المياه المنزلية.

شح الأمطار وجهود الحصاد المائي

كما أشار إلى أن السدود لم تستقبل أي كميات من الأمطار حتى الآن، لكنه عبر عن تفاؤله بأن يكون الموسم المطري جيدا بحسب القراءات المناخية الدولية. 

وأضاف أن الوزارة نفذت العام الماضي أكثر من 3000 بئر تجميعية في محافظات الجنوب ضمن خطة لإنشاء 10 آلاف بئر وبركة زراعية بتمويل حكومي مباشر، وذلك لدعم المزارعين وتعزيز الأمن المائي الوطني.

مفاوضات دولية لخفض كلفة المشروع

وحول كلفة مشروع الناقل الوطني، قال سلامة إن الرقم النهائي لن يعلن قبل الإغلاق المالي؛ لأن المفاوضات الجارية تهدف إلى خفض كلفة المتر المكعب من المياه على الدولة والمواطن. 

وأشار إلى أن التمويل الجديد من صندوق المناخ الأخضر سيساهم في تقليل كلفة المتر المكعب بنحو 10 سنتات، مؤكدا أن الحكومة تبذل أقصى جهدها لضمان تمويل عادل ومستدام للمشروع.

اقرأ المزيد.. الأردن يوقع عقد مشروع لتحلية ونقل المياه

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00