لدغة طفل الوسطية تلقي بظلال قاتمة على نهاية العام الدراسي 

الصورة
المصدر

كتب سليمان قبيلات

ألقت حادثة لدغة أفعى فلسطين لطفل في مدرسة في قرية قميم من قرى الوسطية في إربد، مؤخرا، بظلال قاتمة على نهاية العام الدراسي، وسط تصريحات نقلتها وسيلة إعلامية لمسؤولين تربويين يُهوّنون من شأن هذه الحادثة النادرة، بينما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي باتهامات لوزارة التربية والتعليم بإهمال شروط السلامة العامة في المدارس.

والد الطفل المصاب يُبدي تخوّفه من مضاعفات لدغة الأفعى

وفي حديثه لـ حسنى، قال محمود عواودة، والد الطفل المصاب "تيم" والبالغ من العمر 6 سنوات، أن الحالة الصحية لابنه جيدة، لكن ركبته متورمة حيث لدغته الأفعى، موضحا أن فحوصات دم الطفل جيدة وطبيعية.

وعبر عواودة عن قلقه من وجود الورم، الذي أكد أطباء لـ حسنى أنه إن تفاقم قد يستدعي تدخلا جراحيا. 

توضيح حول حالة الطفل المصاب

من جهته، بيّن مدير إدارة الشؤون الفنية وشؤون المستشفيات في وزارة الصحة، الدكتور عماد أبو يقين، أن الفريق المعالج لن يألو جهدا في علاج حالة الطفل "تيم" بالأمصال المناسبة لحالته. مضيفا أن فحوصات الطفل طبيعية، لافتا إلى أن لدغة أفعى فلسطين تؤدي إلى تورم وانتفاخ في مكان الإصابة، الأمر الذي قد يستدعي تدخلا جراحيا لمنع تفاقم التورم.

وبين أبو يقين أن المصل الهندي المتوفر في وزارة الصحة يؤثر على سمية أفعى فلسطين لكنه غير متخصص، في حين أن المصل السعودي متخصص للدغات أفاعي الحراشف المنشرية، وهو غير فعّال في إحباط سمية الأفعى التي لدغت الطفل تيم عواودة. 

أنواع الأفاعي السميّة وطرق التعامل مع المصاب بلدغاتها

كما أشار أبو يقين إلى أن أكثر الأفاعي سمية، هي ذات "السميّة المختلطة" التي تؤثر على الدم والأعصاب، كسمية أفعى الأسود الخبيث، بينما يُحدثُ سم أفعى فلسطين تجلطا للدم وتخثرا. وأوضح أن الوقاية لحظة التعامل مع المصاب تستدعي تجنب ربط مكان الإصابة، وتصوير الأفعى لمعرفة نوعها.

كما بين أبو يقين أن اللدغة الأولى للأفعى تكون تحذيرية، فيما تكون اللدغة الثانية لتفريغ السم الذي يؤدي إلى الإضرار بالأنسجة و الدم والأعصاب. 

نقص في الأمصال المخصصة للدغة الأفاعي

من جهته، قال المتخصص بالأمصال والمدير السابق للأمصال في وزارة الصحة، الدكتور علي مهيدات، أن الوزارة كانت تستورد مصلا فرنسيا ليتبين لاحقا أنه لم يعد مناسبا لنوعيات الأفاعي المنتشرة في الأردن، كما تم وقف استيراد المصل الإيراني بفعل العقوبات الغربية المفروضة على طهران.

وبين مهيدات أن الأردن كان يستورد حتى فترة قريبة أمصالا من سوريا، لكن ذلك توقف بعد العدوان الإسرائيلي الذي استهدف المصانع المنتجة لهذه الأمصال.

الأفاعي غير السامة هي الأكثر انتشارا، وقتلها يحدث خللا في النظام البيئي

المهتم بنوعيات الأفاعي ياسين الصقور، بين في حديثه لـ حسنى، أن لديه كمية من المصل الفلسطيني وهو مستعد لتزويد وزارة الصحة به لتخزينه، إذا ما طلب منه ذلك.

كما حذر الصقور من قتل الأفاعي عشوائيا، مبينا أن في الأردن يوجد ما يقارب الـ 37 نوعا، سبعة منها فقط سامة. وألقى باللوم على ثقافة العداء للأفاعي التي تحرض الناس على قتل أي أفعى يرونها، إذ أن القتل العشوائي يقضي على النوعيات غير السمية كونها الأكثر انتشارا، وهو ما يحدث خللا في النظام البيئي.

كما حث الصقور الأسر على إبعاد فضلات الطعام عن البيوت، معللا ذلك ببحث الأفاعي عن رائحة الطعام وتفضيلها البقاء في الأماكن الرطبة . كما دعا إلى إغلاق مناخل النوافذ والفتحات والشقوق في الجدران والأرضيات لمنع دخول الأفاعي إلى المنازل.

 

الأكثر قراءة
00:00:00