شارك الأردن في الاجتماع الوزاري الخامس لــ"منتدى غاز شرق المتوسط" (EMGF)،حيث شاركت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي أمس الثلاثاء في الاجتماع الذي انعقد عن بعد وسط غياب أو تغييب إعلامي أردني، وحتى اللحظة لم يصدر أي بيان عن وزارة الطاقة حول طبيعة ذلك الاجتماع أو الغاية من انعقاده و ماذا بحث.

وتوجهت حسنى اليوم الأربعاء بسؤال للوزيرة زواتي حول ذلك الاجتماع ولم تتلقى أي رد حتى اللحظة، كما أن الوزارة لم تعلن عن المشاركة في ذلك الاجتماع،  و لوحظ غياب أي ذكر لذلك الاجتماع في وسائل الإعلام المحلية الأردنية.

إلا أن وسائل إعلام أجنبية قالت إن هالة زواتي وزيرة الطاقة الأردنية أشارت إلى أهمية عقد اجتماع منتدى غاز شرق المتوسط رغم أزمة فيروس كورونا مما يؤكد على نجاح وتحقيق أهداف المنتدى على أرض الواقع، كما أنها أعربت عن سعادتها لإطلاق الموقع الرسمي للمنتدى كمنصة إلكترونية تعرض أنشطة المنتدى، وكذلك التطلع إلى التعرف على نتائج دراسة توازن العرض والطلب في سوق الغاز،  كما أنها  وجهت الشكر للجميع على نجاح هذا المنتدى ولمصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي على توفير الدعم للمنتدى.   

وتجدر الإشارة أن الاجتماع عقد بدعوة من رئيس المنتدى الاقتصادي المتوسطي ووزير البترول المصري طارق الملا وحضره وزراء الطاقة في قبرص وفرنسا واليونان والكيان المحتل وإيطاليا وفلسطين وحضرت الولايات المتحدة الاجتماع لأول مرة بصفة مراقب.

وفي إعلان مشترك تم تبنيه في الاجتماع الوزاري الخامس، أكد وزراء الطاقة في البلدان الثمانية الأعضاء في المنتدى عزمهم على مواصلة العمل لتحقيق أهداف المنتدى، مع الاحترام الكامل لحقوق أعضائه في مواردهم الطبيعية وفق القانون الدولي.

وفي الاجتماع تمت الموافقة على انضمام البنك الدولي والاتحاد الأوروبي إلى منتدى غاز شرق المتوسط ​​كمراقبين، وتوقيع اتفاقية لمقره في القاهرة، بالإضافة إلى إطلاقه الموقع الرسمي على شبكة الإنترنت، وهو أول منصة اتصال رسمية للمنتدى.

كما تم الاتفاق على عقد الاجتماع الوزاري القادم لمجموعة (EMFG) في القاهرة في الربع الأخير من عام 2021 هذا وقد تمت المصادقة على أوراق إنشاء الأمانة العامة للمنتدى كما تمت الموافقة على الجدول الزمنى لتعيين الأمين العام الدائم والذي سيبدأ في كانون ثاني /يناير 2022، بالإضافة إلى ميزانية المنتدى لعامي 2021 و2022.

ونيابة عن الولايات المتحدة، التي تشارك كمراقب ، قالت بيث أورباناس، القائم بأعمال مساعد وزير الطاقة الأمريكية ، إن هذا المنتدى هو منبر يتخطى الحدود السياسية سعياً وراء مستقبل أكثر سلماً وازدهاراً للمنطقة وأشارت إلى أن أهداف المنتدى تتماشى بشكل جيد مع أجندة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمعالجة حالة الطوارئ المناخية.

ويضم منتدى شرق المتوسط​​، حتى اليوم 8 دول أعضاء و 3 مراقبين و 32 عضوًا في اللجنة الاستشارية لصناعة الغاز .

 ممثلو الدول الأعضاء في منتدى غاز شرق المتوسط ​​في الاجتماع الأول  القاهرة- كانون ثاني/ يناير 2019.

منتدى غاز شرق المتوسط بوابة "إسرائيل"  إلى دول المنطقة 

تم الإعلان عن منتدى غاز شرق المتوسط عام 2019 في القاهرة وتم تحويل المنتدى إلى منظمة حكومية دولية عام 2020 مقرها القاهرة وتضم قبرص واليونان ومصر والأردن وإيطاليا وفلسطين والكيان المحتل.

ووفقا لما أعلنه المنتدى فإن أهدافه تتلخص بــ:

وزير  طاقة الاحتلال "هذه مجرد بداية" 

وقال وزير الطاقة لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي يوفال شتاينتس في تصريحات صحفية  إن "المنتدى بالنسبة لإسرائيل يجلب تعاونًا إقليميًا مع دول عربية وأوروبية، وهو الأول من نوعه في التاريخ، بعقود لتصدير غاز (إسرائيلي) إلى الأردن ومصر بقيمة 30 مليار دولار، وهذه مجرد بداية".

ومع أن الإمارات التي وقعت مؤخرا اتفاق تطبيع مع الاحتلال لكنها لم تعلن رسميا الانضمام للمنتدى، إلا أن وزير طاقة  الاحتلال الإسرائيلي يوفال شتاينتس قال في سبتمبر/ أيلول 2020 إن تل أبيب اقترحت انضمام الإمارات إلى منتدى غاز شرق المتوسط.

وفي آذار/ مارس 2021 قال مسؤول فلسطيني إن المنتدى رفض طلب انضمام الإمارات وذلك بعد أن استخدمت فلسطين حقها بالفيتو، باعتبارها عضوا مؤسسا في منتدى غاز شرق المتوسط، على طلب الإمارات.

رفض شعبي أردني واسع لغاز الاحتلال

وبدأ الكيان المحتل بضخ الغاز إلى  مصر والأردن فعليا منذ مطلع العام 2020  و وسط رفض شعبي أردني واسع  وقعت عمّان عام 2016 اتفاقية مع الاحتلال لتزويد الأخير المملكة بنحو 45 مليار متر مكعب من الغاز، على مدار 15 عاما، اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2020.

حيث شهد الشارع الأردني احتجاجات واسعة على تلك الاتفاقية كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن حملات إلكترونية تدعو إلى مقاطعة  الغاز الإسرائيلي تحت وسم #غاز_العدو_احتلال تخللها دعوات إلى فصل الكهرباء عن المنازل لمدة ساعة واحدة مع التغريد على وسم #نزل_القاطع_وارفع_من_كرامتك.

والأردن، بلد مستورد للنفط الخام و الغاز الطبيعي بقيمة تصل إلى 3 مليارات دولار بحسب بيانات إحصائية رسمية.

في مارس/آذار 2019،  رفض مجلس النواب بالإجماع  اتفاقية الغاز إلا أن المحكمة الدستورية  أقرّت أن الاتفاقية "لا تتطلب موافقة مجلسي النواب والأعيان لأنها موقعة بين شركتين غير حكوميتين.

تركيا المنتدى بعيد عن الواقع 

واستنكرت أنقرة في يناير/ كانون الثاني 2020 مساعي تحويل المنتدى إلى منظمة دولية، معتبرة ذلك خطوة بعيدة عن الواقع، وردت وزارة الخارجية التركية على هذا التطور بإصدار بيان شديد اللهجة.

حيث وصف المتحدث باسم الشؤون الخارجية التركية حامي أقصوي المنتدى المعني بأنه " كيان غير واقعي تأسس بدوافع سياسية من قبل بعض الدول التي تحلم باستبعاد تركيا من معادلة الطاقة في شرق المتوسط.

وأضاف أقصوي "إن إنشاء مثل هذه التكتلات ضد تركيا وقبرص التركية، لن يساهم في تحقيق السلام والتعاون في المنطقة"، كما شدد على أن أي مبادرة تتم في شرق المتوسط دون وجود تركيا وقبرص التركية فيها، لن يكتب لها النجاح.

وذكر أن هذه المبادرة دليل على أن البلدان التي تجاهلت دعوات تركيا للحوار والتعاون، لا تزال تسعى لتحقيق أحلام فارغة، وأكد أقصوي أن تركيا ستواصل بإصرار حماية حقوقها ومصالحها المشروعة في البحر المتوسط، إضافة لحقوق ومصالح القبارصة الأتراك.