الخضرا تضع الرفاعي بين أمرين إما التخلي عنها أو عن ثقة الناس

الصورة
المصدر

كتب محرر الشؤون المحلية

وضعت وفاء الخضرا عضو لجنة التحديث سمير الرفاعي رئيس اللجنة بين أمرين إما التخلي عنها أو عن بقايا ثقة الناس بعمل لجنته الإصلاحية.

وفاء الخضرا تحرج الرفاعي

فالخضرا التي لم تقدم اعتذارا يلقى القبول لدى الناس عن منشورها المسيء لشعيرة الأضحية وضعت رئيس اللجنة الملكية لتحديث منظومة الإصلاح السياسي رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي في ظرف حرج.

فقد يصعب عليه أن يضطرها للاستقالة وبخاصة بعد استقالة الرنتاوي حتى لا يبدو وكأنه يتخلى عن أفراد لجنته الواحد تلو الآخر، وفي نفس الوقت سيحرجه بقاؤها وكأنه يعلن للناس عن تمسكه باختياراته من الأعضاء حتى وإن أساؤوا لمعتقدات الناس والمجتمع.

وجد الرفاعي نفسه مضطرا للتعليق على ما أثاره منشور وفاء وليس تحديدا على منشورها، فالسهام انطلقت مباشرة للتشكيك في شكل المخرجات التي ستصدر عن أشخاص يراهم المجتمع غريبين عنه.

ولم يصرح سمير الرفاعي بنفسه لوسائل الإعلام بهذا الشأن ولا حتى عن طريق مهند مبيضين الناطق باسم اللجنة، بل قام بتوجيه رسالة عبر مجموعات الواتساب إلى أعضاء اللجنة يطلب منهم الانشغال بأصل العمل الذي اجتمعوا لأجله.

الرسالة التي اختار أن يوجهها الرفاعي مباشرة إلى أعضاء اللجنة، وجهت نفسها بشكل غير مباشر إلى المجتمع بأن اللجنة ورئيسها منغلقون في دائرة عمل معزولة عن الرأي العام والمجتمع الذي يفترض أن اللجنة تعمل لأجله.

والاستياء من منشور الخضرا تجاوز الرأي العام إلى الرأي الرسمي بمنشور من وزير الأوقاف وبيان من دائرة الإفتاء؛ موقف رآه بعض المحللين مدفوعا من جهات في الدولة لا ترغب في نجاح عمل اللجنة وتعمل على تصيد أخطاء أعضائها...الذين يخطئون بالطبع بملء إرادتهم.

وحاول الرفاعي في رسالته الخاصة بالأعضاء أن يوجد التوازن بين لوم من خرج عن النص وبين من خرج عن ثوابت عمل اللجنة وميثاق الشرف الذي جرى التوافق عليه، مشيرا.

لم يتحدث الرفاعي صراحة عن وفاء الخضرا لكنه قال إن ميثاق اللجنة "يشهد خروقات من خلال ما يقوم به بعض الأعضاء لدى تعبيرهم عن آرائهم وتواصلهم مع الرأي العام".

ودعا إلى عدم الخوض بالقضايا الخلافية في المجتمع مؤكدا أن مهمة اللجنة محددة ويجب الالتزام بها، متناسيا أن من أنشأ الخلاف المجتمعي كان أحد أفراد لجنته.

منشور الخضرا إساءة لمعتقد وليس مجرد رأي

ويبدو أن اللجنة عانت انقساما في الرأي حول إساءة الخضرا ما جعل الرفاعي يدعو لانهاء الانقسام "والتوقف عن اللغة الاتهامية والتجريح والشخصنة، ويشدد على تجنب الإساءة والمساس بالمعتقدات والثوابت الدينية والعادات والتقاليد والقيم"، ما يكرس الشعور من جديد بأن اللجنة بغالبيتها لا تتبنى ما يتبناه غالب المجتمع من اعتبار ما قامت به الخضرا إساءة لمعتقد وليس مجرد رأي مجتمعي يجري عليه خلاف.

ويبدو أن الرفاعي كان يتوقع أعضاء في اللجنة عيد الأضحى المبارك الانخراط في نقاشات وعصف ذهني إيجابي مع المواطنين، بدلا من طرح أفكار  تحرج اللجنة وتضعها في" مشكلة جديدة" حسب قوله ويبدو أنه كان يشير إلى ما أحدثته مقالة عريب الرنتاوي في ذكرى الكرامة.

والخيار يبقى لدى الرفاعي في الإغماض عن المشكلة أملا بتجاوزها، أو مواجهتها لمعرفة جذرها ابتداءا؛ والذي يبدو أن عموم المجتمع لا يثق بمن يرون أنفسهم أهلا لإنقاذه.

إقرأ أيضا...الخضرا إساءة واضحة واعتذار باهت

00:00:00