جدل يسود الشارع الأردني مجددا إثر التخفيضات الكبيرة على أسعار الأجهزة الكهربائية في أكبر متاجر الإلكترونيات الأردنية، والتي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا.

أسباب انخفاض أسعار الأجهزة الكهربائية

بداية، علينا طرح بعض التساؤلات حول أسباب هذه التخفيضات في هذا التوقيت من العام، وهل هذا التخفيض الممنوح هو خصم حقيقي فعلا، وما أبرز العوامل المحلية والعالمية التي أدت لهذا الانخفاض.

انخفاض كلف الشحن، أحد أهم أسباب انخفاض أسعار السلع الإلكترونية خاصة المستوردة من الصين، حيث انخفضت كلف الشحن بشكل هائل بنسبة وصلت إلى 80%، ويتوقع أن يؤثر انخفاض كلف الشحن على سلع أخرى خاصة المستوردة من شرق آسيا والصين في ظل تراجع تكاليف الشحن، وهنا يأتي السؤال، لماذا في هذا التوقيت بالذات.

يرجح خبراء الاقتصاد بأن الحرب الروسية الأوكرانية وتبدد قيود جائحة كورونا إلى جانب المخاوف العالمية من انكماش اقتصادي، هذه العوامل مجتمعة أدت إلى مخاوف عالمية من ركود اقتصادي يجتاح العالم.

في حين أن هنالك من يرى أن الحرب الاقتصادية الأمريكية الصينية من أكبر الأسباب التي أدت إلى هذا الانخفاض في تكاليف الشحن، بعد انخفاض التبادل التجاري بين واشنطن وبكين، واتخاذ السفن العملاقة مسارات جديدة، ودخولها الخدمة لأول مرة لبعض الدول، ويمكن اعتبار هذا الانخفاض عودة لأسعار ما قبل جائحة كورونا ورجوعا للأسعار المنطقية والمتعارف عليها عالميا، وهو ليس انخفاضا على تكاليف الشحن بمعنى الكلمة.

عوامل محلية أدت لانخفاض الأسعار

ضعف القوة الشرائية ونمو الإنفاق على السلع الأساسية وتهميش السلع الترفيهية أو الثانوية أدى إلى تكدس كبير في مستودعات الشركات المستوردة وانخفاض في السعر مع زيادة العرض وقلة الطلب، لكن التساؤل المهم هل هذه فرصة يجب علينا أن نسارع لاستثمارها واقتناء الأجهزة الإلكترونية بأسعار مخفضة.

من وجهة نظر اقتصادية يجب ترتيب أولويات الإنفاق بدءا بالأساسيات وانتهاء بالكماليات، ويجب على الفرد العمل على تحقيق التوازن بالإنفاق بين السلع الأساسية والثانوية، لكنها تبقى فرصة كبيرة وخاصة للمقبلين على الزواج، أو من هم بحاجة إلى تغيير بعض الأجهزة القديمة، فهذا الوقت يعتبر فرصة يمكن استغلالها بنجاح.