
توفي اليوم الجمعة، الشيخ محمد علي الصابوني، في تركيا، عن عمر ناهز 91 عاما. ويعد العلامة الصابوني، أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة في العصر
تتكرر الإشارة في القرآن الكريم إلى الربط بين الاستغفار و مدد الله و سعة رزقه، بشكل لا يقبل التأويل أو النقض، وهذا ما يدفعنا إلى التعمق الشديد في معنى الاستغفار لكي نمتلك هذا المفتاح العظيم المؤدي إلى ما يمدنا بأسباب الرزق و أشكاله.
{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [هود:٥٢]
ولعل من الساذج بمكان اعتقاد أن الاستغفار هو لقلقة لسان بقول "أستغفر الله"، أولاً لأن هذا الفعل الرتيب لا معنى له و لا انعكاس على حياة الفرد و أدائه، وثانيًا كيف ممكن لعمل صوري أن يؤدي إلى فتح أبواب الرزق و المدد الرباني بهذا الشكل؟!
ولكن، ماذا لو فهمنا معنى الاستغفار على أنه مفتاحٌ للاعتراف بالخطأ و الذنب و بوابةٌ لتواضع الإنسان أمام نفسه و خالقه، فعند ذاك سنجد حالنا أمام عملية تطهير للقلب من الكبر و العناد و التجبر و الاستمرار على المعصية.
استغفار الإنسان "بمعناه و مقتضاه الحقيقيين حسب اعتقادي" يعني منهج حياة من خلال الإحساس الدائم بالحاجة إلى هداية الله و عفوه و غفرانه مما ينعكس على السلوك و التصرفات فيجعل الإنسان رقيقًا و سهلاً و سمحاً و متحريّاً للصدق و الإخلاص.
أما أن يكون الاستغفار كلمات نرددها يومياً مائة أو ألف مرة سواء رياءً و كذباً، أو من خلال مسبحة أو عداد إلكتروني، كتب عليه صنع في الصين، Made in China، فهذا ضرب من الجهل و التجهيل الذي ساق أمة الإسلام إلى هذا السبات العميق الذي نعيشه.
أسأل الله أن يغفر لي و لكم الخطأ و الزلل و النسيان و التكاسل و الإسراف و التقصير في حقوق أنفسنا و حقوق الآخرين، و أن يهدينا حسن الفهم و حسن التصرف و حسن الخلق و يرشدنا الى سواء السبيل.
قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (١٢)} [نوح ]