مختص في البناء وإدارة المشاريع
الاستغفار منهج حياة
بقلم : د. ليث ازهر
الاستغفار مفتاح باب الرزق
تتكرر الإشارة في القرآن الكريم إلى الربط بين الاستغفار و مدد الله و سعة رزقه، بشكل لا يقبل التأويل أو النقض، وهذا ما يدفعنا إلى التعمق الشديد في معنى الاستغفار لكي نمتلك هذا المفتاح العظيم المؤدي إلى ما يمدنا بأسباب الرزق و أشكاله.
{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [هود:٥٢]
ولعل من الساذج بمكان اعتقاد أن الاستغفار هو لقلقة لسان بقول "أستغفر الله"، أولاً لأن هذا الفعل الرتيب لا معنى له و لا انعكاس على حياة الفرد و أدائه، وثانيًا كيف ممكن لعمل صوري أن يؤدي إلى فتح أبواب الرزق و المدد الرباني بهذا الشكل؟!
الاستغفار مفتاح للاعتراف بالخطأ
ولكن، ماذا لو فهمنا معنى الاستغفار على أنه مفتاحٌ للاعتراف بالخطأ و الذنب و بوابةٌ لتواضع الإنسان أمام نفسه و خالقه، فعند ذاك سنجد حالنا أمام عملية تطهير للقلب من الكبر و العناد و التجبر و الاستمرار على المعصية.
استغفار الإنسان "بمعناه و مقتضاه الحقيقيين حسب اعتقادي" يعني منهج حياة من خلال الإحساس الدائم بالحاجة إلى هداية الله و عفوه و غفرانه مما ينعكس على السلوك و التصرفات فيجعل الإنسان رقيقًا و سهلاً و سمحاً و متحريّاً للصدق و الإخلاص.
أما أن يكون الاستغفار كلمات نرددها يومياً مائة أو ألف مرة سواء رياءً و كذباً، أو من خلال مسبحة أو عداد إلكتروني، كتب عليه صنع في الصين، Made in China، فهذا ضرب من الجهل و التجهيل الذي ساق أمة الإسلام إلى هذا السبات العميق الذي نعيشه.
أسأل الله أن يغفر لي و لكم الخطأ و الزلل و النسيان و التكاسل و الإسراف و التقصير في حقوق أنفسنا و حقوق الآخرين، و أن يهدينا حسن الفهم و حسن التصرف و حسن الخلق و يرشدنا الى سواء السبيل.
قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (١٢)} [نوح ]