هل أخطأ الرنتاوي وهل أجرم البعض؟

الصورة
الدكتور محمد مقابلة مقدم برنامج فرصة وطن
الدكتور محمد مقابلة مقدم برنامج فرصة وطن
المصدر

لست في وارد البحث في مقالة كتبها عريب الرنتاوي قبل أيام في جريدة الدستور الأردنية. و لست عليما بما تخفي الصدور، و لكنني قادر على أن أقرأ ما تخفي السطور.

إنّ الحديث عن معركة الكرامة المجيدة و التي استطاع بها الجيش العربي الأردني الباسل تحطيم إسطورة و صورة العدو الصهيوني و تمريغ أنفه في وحل التراب و روث الدواب ، ليس حديثا تضليليا أو استعراضيا، بل هو حديث حقيقي كله جدّ. فهو حديث تفوح معه رائحة الدماء الزكية و زفرات الذماء الأبيّة.

و من المؤسف أنّه كلما ذُكرت معركة الكرامة الخالدة نجد نفرا من الناس يسعى جاهدا لتشويه تلك المعركة و تحطيم ذلك النصر المبين، و لقتل تلك المعنويات التي تسري في العروق عند الحديث عن تضحيات و بطولات الكرامة؛ محاولة منهم لإطفاء ضوء الأمل و اغتيال مولود الثقة في نفوسنا و بأننا قادرون على دحر العدو الصهيوني و إنهاء وجوده عندما ينادي المنادي – و لا بدّ أنه سينادي يوما- حيّ على الجهاد.

و من المؤسف أيضا أنه و في كل وقت مفصلي في حياة الأردن السياسية و في كل وقت عصيب ، و في ظل الحديث عن ضرورة الإصلاح و الارتقاء في النهج السياسي و الوطني، لا بدّ أن نسمع أصواتا تنعق و أن نرى أحداثا تُفترى ؛ و كأنها تريد أن تبث فينا و بيننا الكراهية و البغضاء و اليأس. و كأنها تريد أن تُحيّ فينا و بيننا مفهوم الهويات الفرعية المقيتة و التي لا تأتي إلا بالدمار و الخراب. و لا أرى غاية و لا مقصدا لذلك، إلاّ أن نبقي عبيدا لإصحاب المكاسب و المناصب ، و مطيّة لأهل الفساد و الإفساد، منشغلين بأنفسنا بدلا من الانشغال و الانتباه لعدونا الواحد و المشترك و هو العدو الصهيوني.

نعم، أخطأ الرنتاوي و لكني أرى أنّ البعض منّا استثمر هذا الخطأ ليرتكب جريمة بحق الأردن و الأردنيين

نعم، أخطأ الرنتاوي و لكني أرى أنّ البعض منّا استثمر هذا الخطأ ليرتكب جريمة بحق الأردن و الأردنيين. فالبعض استثمر كبوة أو هفوة الرجل ليرتكب خطيئة بحق الأردن وعن إصرار و قصد. و البعض الأخر يريد أن يرتكب جريمة بحق الوطن من أجل نيل الاعجابات و حصد اللايكات و لفت الأنظار، و البعض الآخر يرى بعين واحدة و يهرف بما لا يعرف.

إنّ الحديث عن معركة الكرامة الخالدة و محاولة تجيير نتائجها لصالح الفدائيين – الذين شاركوا فيها مشاركة الابطال – حديث ظالم تضليلي هدفه الفتنة و تحويل اتجاه بوصلة التحرير؛ فمعركة الكرامة معركة جيوش و دبابات ومدفعية و درع و ليست حرب عصابات...

و إن الحديث عن معركة الكرامة و محاولة تجيير نتائجها لصالح قائد معين و قائد أوحد هو حديث هرطقات و تلفيق و تزوير؛ فمعركة الكرامة معركة الجنود و ضباط الصف و الضباط أجمعين ممن واجهوا دبابات و رشاشات العدو بصدورهم و أجسادهم بلا خوف أو وجل.

لو لا سمح الله كانت نتائج معركة الكرامة الهزيمة و الاندحار فكيف ستكون المواقف

و هنا أتساءل فأقول: يا ترى لو لا سمح الله كانت نتائج معركة الكرامة الهزيمة و الاندحار فكيف ستكون مواقف أولئك القوم ؟

يا معشر الأردنيين ..! الله الله في الوطن فانه ليس من الوطنيّة أن نجعل من كل نصر سبيلا لهزيمة و أن نجعل من هفوة أو كبوة سببا لجريمة . فالحكيم مَن يُجبّر قبل الكسر، و الطبيب من يُجبَر بعد الكسر، و الغبي اللئيم من يَكْسر المجبور

عقيد متقاعد من القوات المسلحة - الجيش العربي مقدم برنامج "فرصة وطن" على إذاعة حُسنى

الأكثر قراءة
00:00:00