المسلمون في المانيا يُحيون تقاليد العيد عبر التكنولوجيا

الصورة
المصدر
آخر تحديث

تدخل التكنولوجيا في العيد إلى بيوت العائلات المسلمة حول العالم في عيد الفطر، لتقربهم أكثر من وطنهم الأم والتواصل مع أقاربهم بحيث يصبح استمرار العادات التقليدبة أكثر تحدياً لهم في بالغربة.

لم تمنع كورونا في المانيا المغتربين من التمسك بعقائدهم الدينية والتزاماهم بالذهاب إلى المساجد لصلاة العيد،وإحياء العادات والتقاليد  التي تقربهم من العيد في بلادهم مثل تناول القهوة العربية والحلويات واضفاء فرحة العيد على الأطفال.

ويعرض تقرير كتبته مرام سالم في موقع( دوتشيه فيله) التحولات في العادات العربية في عيد الفطر لدى  المغتربين ، وخاصة ما يتعلق بتناول الحلويات مع فنجان القهوة العربية السادة، وتقديم ”العيدية" للأطفال المتحمسين، والزيارات بين أفراد العائلات بعضهم البعض.

لكن أصبحت العادات تختلف في زمن الكورونا والغربة بعيداً عن العائلة الممتدة والأصدقاء، حيث يحاول المغتربون بناء عادات جديدة مع العائلات  في الغربة، أو تبنى عادات الأهل ولكن بطريقة مختلفة قليلا.

انتشار التطبيقات الخاصة ببيع الحلويات

العائلات العربية في ألمانيا تحاول أن تكون أعيادها مميزة قريبة من العادات العربية من خلال تصنيع الحلويات، فمع إغلاق المحلات وتوجه الناس للشراء عبر الإنترنت، فإن تطبيقات بيع الحلويات والأطعمة العربية أصبحت منتشرة وأكثر شعبية بين المجتمعات العربية في ألمانيا، كما يذكر صاحب تطبيق ”بلدنا" لبيع الأغذية؛ صهيب مكي، الذي يبين أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب على الحلويات خلال فترة جائحة كورونا، إذ أن ”قيود الإغلاقات كان لها دور كبير في إنجاح عمل بيع المنتوجات عبر الإنترنت بما يتفوق على سنوات من الجهد".

شركة ”بلدنا" السورية لم تكن الوحيدة التي توجهت إلى الفضاء الإلكتروني لبيع المنتجات، إذ كانت الجائحة سبباً في نجاح العديد من شركات التجارة الإلكترونية العربية الرائدة في ألمانيا، من بينها شركة الأردني ”عمار فارع"، والتي تستهدف بشكل أساسي الفلسطينيين والأردنيين بمنتجاتها، لاسيما ”الجميد" الذي تشتهر به المدن الأردنية، ويكون دوماً حاضراً في الولائم سواء خلال شهر الصيام أم في العيد.

ورغم أن شركة عمار لا تبيع الحلويات، إلا أنها تتميز بتركيزها على القهوة العربية التي لا تخلو منها طاولة في عيد الفطر، إذ أكد أن هناك ازديادا مضطرداً في أعداد الزبائن بسبب سهولة التسوق مقارنة مع المحلات التقليدية.

ورغم أن اقتناء الأطعمة أو الألبسة في العيد عبر الإنترنت يعد سهلاً في ظل الظروف الحالية، إلا أن المصري مؤمن عبد العظيم يفضل اصطحاب أطفاله إلى محلات الهدايا والألبسة قبيل العيد، فقوانين مدينة هانوفر، التي يقطن فيها، لاتزال تسمح بالتسوق مع التزام قواعد التباعد الاجتماعي، خلافاً عن دعاء التي تعيش في مدينة كولونيا المغلقة حالياً، وتتجه هي وشقيقاتها لاقتناء جميع المستلزمات عبر مواقع الشراء الإلكترونية.

التسوق عبر الفضاء الافتراضي

هذا التوجه لم يقتصر فقط على التسوق في الفضاء الافتراضي، بل إن برامج الطبخ وصناعة الحلويات عبر فيسبوك، أصبحت جزءاً لا يستهان به البتة، إذ تحول المغتربون إلى متابعتها، لعدم توفر برامج باللغة العربية في معظم القنوات التلفزيونية في أوروبا، ولصعوبة الاشتراك في القنوات العربية أحياناً، كما تشرح التونسية فوزية بيلاجي لـDW عربية. 

كاميرا الهاتف تجمع العائلات

معروف أن صلة الرحم تجمع العائلات وتقربهم من بعضهم البعض، ولكن في الغربة يصبح الأمر أكثر صعوبة، وبناء نسيج اجتماعي ليس ممكناً في كثير من الأحيان، ولكن لهذا وجدت التكنولوجيا التي تسمح بلقاء الأهل بكبسة زر فقط.

إن هذا الحل الحديث، هو بمثابة حبل إنقاذ لكثير من المهاجرين العرب الذين يعيشون وحدهم، مثل الشاب عبد الله عقاد، الذي يبدأ يوم العيد بالصلاة في مسجد مدينة بون، مع التزام قواعد التباعد، ويعود مسرعاً للمنزل ليهنئ عائلته عبر فيديو واتساب، فرغم وحدته، إلا أن التكنولوجيا هي أداته للحفاظ ولو قليلاً على جو عائلي في الغربة، كما يذكر.

 بيد أن الأجواء لبعض المهاجرين بشكل جذري بعد قدومهم إلى ألمانيا، وتغيرت عاداتهم كثيراً، كما حدث مع عمار فارع، والذي يعيش في قرية صغيرة مع زوجته الألمانية وطفله، ”اضطررت إلى تجاهل العيد رغماً عني، فقد تغيرت طباعي، فالعيد لا يعني لزوجتي كما يعني لي"، مضيفاً أنهم لا يحتفلون عادة بالأعياد  الإسلامية نهائيا"، ومع ذلك؛ فإنه يرى في التكنولوجيا أداة ساهمت بشكل كبير في زيادة أواصر العائلة، ”بعض الأقارب ممن لم أكن أعرفهم بشكل جيد، أصبحت أتواصل معهم أكثر، وبدأت بالتعرف عليهم بشكل أعمق"، فالوحدة في ظل الغربة وكورونا زادت من شعور تقديس العائلة لدى عمار.

ويحرص الكثير من المهاجرين على استمرار علاقات أطفالهم مع العائلات والأقارب خلال الاحتفالات الإسلامية، كما تفعل السورية نور البصري، والتي التحقت بزوجها إلى ألمانيا منذ نحو 4 سنوات.

ما بالنسبة لدعاء؛ ففرحة العيد توقفت منذ ١١ عاماً، حينما غادرت مدينتها حمص مع عائلتها، كما تقول، فالشوق للقاء صديقاتها صباح العيد والتجول في زقاق المدينة، يغلب على مشاعرها دوماً، إذ أن المشهد الحالي في الغربة اختلف كثيراً، وأصبح التواصل مع الأحبة والأقارب يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رغم محاولة عائلتها خلق أجواء تقليدية. وفي هذا العيد بالتحديد؛ اختلفت الأمور، إذ رغم اعتيادهم على استقبال الضيوف من أصدقائهم في ألمانيا، إلا أن إجراءات كورونا جعلت من الأمر أكثر صعوبة، ولكن مرة أخرى جاءت التكنولوجيا لتكون حلاً لا يمكن الاستغناء عنه، كما تؤكد دعاء.

وسائل التواصل الاجتماعي التي تتعرض دوماً للهجوم كونها ”تشغل" الناس عن عائلاتها، قد بدأت مع الجائحة تصبح سبباً لتقريب الناس من بعضها البعض، وربما زادت أواصر العلاقات العائلية وجعلتها أكثر متانة.

 

 

 

الأكثر قراءة
00:00:00