تتواصل الهجمات الإسرائيلية على لبنان بوتيرة متصاعدة، مخلفة دمارا واسعا وعشرات الشهداء والجرحى يوميا. في المقابل، يكثف حزب الله عملياته
لبنان يتشح بالسواد بعد انفجار صهريج وقود أدى لمقتل 22 شخصا و80 مصابا
كارثة جديدة يعيشها لبنان بعد سلسلة الأزمات والكوارث التي حصلت في غياب المساءلة، حيث أدى انفجار صهريج وقود في بلدة التليل بمنطقة عكار في شمال لبنان صباح اليوم الأحد إلى مقتل 22 شخصا على الأقل وإصابة 80 آخرين بعضهم إصابات خطيرة، بحسب أخر إحصائية لوزارة الصحة اللبنانية.
لم يتضح لغاية الآن سبب الانفجار، وسط تضارب الأنباء عن انفجار في مستودع لتخزين الوقود، فيما نشرت معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن رصاصة اخترقت الصهريج مما أدى إلى اشتعاله، لكن مصدر أمني أعلن لوسائل الإعلام عدم صحة المعلومات المتداولة عن إطلاق نار على خزان المحروقات، فيما بين نفس المصدر أن أحد الأشخاص هدد بإشعال النار في حال لم يسمح له بتعبئة غالون بنزين ونفذ تهديده بعد عدم الاستجابة لطلبه.
انتشار ظاهرة تخزين المحروقات في لبنان
ويعاني لبنان منذ أسابيع طويلة من نقص في المحروقات، أدى إلى انتشار ظواهر غريبة في المجتمع اللبناني مثل تحزين المحروقات وبيعها بالسوق السوداء، وظهر أمس السبت لبنانيون في صفوف طويلة من الانتظار أمام محطات الوقود فيما اعترض مواطنون غاضبون صهاريج الوقود في بعض المناطق، وقد أدى هذا الوضع إلى انعكاس سلبي على قدرة المرافق العامة والمؤسسات الخاصة، وحتى المستشفيات على تقديم خدماتها.
مجزرة عكار لا تختلف عن مجزرة المرفأ
وعلق رئيس الوزراء السابق سعد الحريري على الحادثة قائلا : "مجزرة عكار لا تختلف عن مجزرة المرفأ، لو كانت هناك دولة تحترم الإنسان لاستقال مسؤولوها بدءا بالرئيس".
لكن الرئيس اللبناني ميشيل عون وكما حدث في انفجار مرفأ بيروت، دعا إلى تشكيل لجنة تحقيق بالحادث لكشف ملابسات الانفجار.
رئيس مجلس النواب نبيه بري علق على الانفجار قائلا " إن الفاجعة الّتي أصابت عكار وبلدة التليل، وسقوط العشرات من الشهداء والجرحى جرّاء انفجار مستودعات تخزين للنفط تعتبر فجر أسود ودام جديد في تاريخ لبنان واللبنانيّين".
ووقع الانفجار في عكار بعد أقل من أسبوعين على إحياء لبنان الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020، والذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص.
تخزين الوقود غير آمن
وبعد انتشار ظاهرة تخزين الوقود، طالب مواطنون الجيش بتأمين المحروقات بالطرق القانونية كون تخزينها غير آمن.
وكان الجيش اللبناني أعلن في بيان أمس أنه باشر بعمليات دهم محطات الوقود ومصادرة الكميات المخزنة من مادة البنزين، وظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لجنود يوزعون بأنفسهم البنزين على السيارات في محطات وقود.
وأكد الجيش في بيانه إلى أنه سيصادر كل كميات البنزين التي يتمّ ضبطها مخزنة في هذه المحطات، على أن يصار إلى توزيعها مباشرة على المواطن دون بدل.
ويشهد لبنان أزمة اقتصادية حادة صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.