محرر و مذيع أخبار
هل تخطت مدرسة الروابي الحدود أم جسدت واقع الحال
لا يزال المسلسل الأردني "مدرسة الروابي للبنات" يتصدر حديث الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ بدء عرضه على شبكة "نتفليكس" قبل عدة أيام.
جدل واسع نشأ حول "مدرسة الروابي" بين مؤيد ومعارض، حيث اعتبره البعض إنتاجًا أردنيًا مختلفًا عن النمط المعتاد، بالإضافة إلى اعتباره مسلسلا يعالج الواقع، فيما اعتبره آخرون إنتاجًا دراميًا لا يمثل المجتمع الأردني.
مشاهد المسلسل وصفت بـ"الجريئة" والمخلة بقيم وآداب المجتمع الأردني من حيث الزي المدرسي والأجواء المدرسية، التي اعتبر البعض أنها تمثل طبقة محدودة من المجتمع الأردني.
واعترض الكثير على استخدام الألفاظ النابية في أحداث المسلسل، والتي لم تستخدم في المسلسل لمعالجة ظاهرة يعاني منها المجتمع وإنما اعتبرت حشوًا لا حاجة له.
ما هي قصة مدرسة الروابي ؟
أحداث المسلسل تدور حول إحدى صفوف الثانوية في مدرسة الروابي، والذي يضم "شلة" طالبات يتنمرنّ على أخريات ويستخدمن الألفاظ النابية في حديثهن ويتطاولن على المعلمات متحامين بمراكز ذويهم الاجتماعية.
كما تُظهر أحداث المسلسل ضعفًا واضحًا في تعامل الهيئة التدريسية مع الطلبة.
وبحسب مخرجة ومؤلفة المسلسل تيما الشوملي التي صرحت في تصريحات تلفزيونية فإن مسلسل مدرسة الروابي عالج عدة قضايا أبرزها ظاهرة "التنمر" في المدارس، والتحرش الجنسي والتفكك الأسري بالإضافة إلى استغلال القاصرات وجرائم القتل بداعي الشرف.
ورأى كثيرون أن "مدرسة الروابي" عالج المشكلة بالمشكلة ولم يقدم طرحًا متوازنًا لمعالجة الأحداث.
كيف تنظر نقابة الفنانين للمسلسل؟
نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب قال في تصريحات صحفية إنه يرفض محتوى المسلسل الأردني "مدرسة الروابي للبنات" لاعتبارات أخلاقية ومهنية جمة، متهمًا شبكة نتفليكس بالترويج لاختراق البنى الاجتماعية وحتى الدينية في المجتمع والعبث بالفن بحجة أن الواقع هكذا.
آراء شرعية في المسلسل
أساتذة فقه وشريعة كُثر انتقدوا المسلسل، حيث اعتبر أستاذ الفقه في الجامعة الأردنية سليمان الدقور أن معالجة القضايا التي يعاني منها المجتمع لا تتم بتسليط الضوء عليها بهذا الشكل.
الدكتور إياد القنيبي تعجب من تصوير المسلسل في الأردن، مضيفًا "كأنه لم يعجب المفسدين أن الإفساد لا يسير بالسرعة المطلوبة، فيتم تصويره في بلدنا وبشخصيات أردنية دون إنكار ولا محاسبة !".
الدكتور في الفقه وأصوله والباحث في التربية محمد حسونة أشار إلى مشكلة اعتبرها الأعمق وهي محتوى شبكة نتفليكس، مضيفًا أن الشبكة تستهدف دين الأبناء والفتيات وعفتهم وتفسد صورة المنزل والأسرة والحب والحلال والحرام.
الدكتور في الفقه وأصوله أيمن البلوي علّق على المسلسل أيضًا بقوله إن البعض خُدع بهدف المسلسل المعلن وهو "مكافحة التنمر" وابتلع الرسائل الجانبية السيئة للمسلسل كالتسويق للملابس الخادشة للحياء، والتطبيع مع الألفاظ البذيئة والانسلاخ من اللغة العربية بإكثار الألفاظ الأجنبية بدلًا عنها.
الطبيبة سجى شاكر أشارت عبر صفحتها على فيسبوك إلى أن مشاهدة مثل المسلسلات تجعل المرء بعد مدة يألف الحرام والعيب الذي تفعله طبقة صغيرة من المجتمع في العلن.
يوسف القرشي انتقد الدراما الأردنية معتبرًا أنها تطرفت بين مسلسلات بدوية فانتازيا ونسخة أردنية تحاكي النسخ الأمريكية.
وجهة النظر الأخرى أشادت بالعمل الفني وتصويره والكادر التمثيلي معتبرين المسلسل يعبر عنهم وعن تجارب عاشوها.
ولم تكن متابعات المسلسل منحصرةً بالمجتمع الأردني وإنما تم عرضه في دول عدة، ولذلك كان المغردون على تويتر من جنسيات مختلفة: