الملك في البادية الجنوبية: تخصيص 9 آلاف دونم للأسر في البوادي لإقامة مشروعات زراعية
أعلن الملك عبدالله الثاني خلال لقائه، اليوم الخميس، شيوخا ووجهاء وممثلين عن المجتمع المحلي في البادية الجنوبية، عن مبادرة لتخصيص 9 آلاف دونم للأسر في البوادي تنفذ على مراحل بهدف إقامة مشروعات زراعية.
وأشار الملك إلى أهمية الاستثمار بثروات البادية الجنوبية والمقومات الكبيرة التي تزخر بها، خصوصا في مجالات الزراعة والسياحة والتعدين، مبينا أن هنالك رغبة لدى العديد من الدول بالاستثمار في المملكة بخاصة في مجالي الأمن الغذائي والطاقة، إذ يمكن نجاح هذه المبادرة بالتعاون مع الأهالي للتوسع بها بشكل أكبر وخدمة المزيد من الأسر في البوادي.
ودعا إلى ضرورة تشجيع الشباب على الاستفادة من فرص العمل المتوفرة في الاستثمارات الجديدة بالعقبة، وتوجيهه للحكومة بالتركيز على الاقتصاد، وأن يكون على رأس أولوياتها توفير فرص العمل وتشغيل الشباب.
الملك يتفقد محطة اوهيدة الزراعية
وفي زيارته للبادية الجنوبية تفقد الملك محطة اوهيدة الزراعية بعد عامين من زيارة مفاجئة قام بها جلالته إلى المحطة، وإيعازه في حينها إلى تقييم جميع المحطات الزراعية بالمملكة وإعادة تفعيلها.
وأشاد الملك خلال زيارته اليوم بحضور ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، بالتطوير الذي شهدته المحطة، واعتبره نموذجا مهما للشراكة بين القطاعين العام والخاص، لتشجيع الاستثمار بالقطاع الزراعي.
ودعا إلى التركيز على تدريب أبناء المجتمع المحلي على أفضل التقنيات المستحدثة في القطاع، وأن تكون المحطات الزراعية بالمملكة، البالغ عددها 16 محطة، حواضن للمشروعات المتقدمة، وكذلك الاستفادة من الطاقة الشمسية لتخفيض النفقات التشغيلية.
ويقدر حجم الاستثمار بمحطة اوهيدة نحو 3.4 مليون دينار، ويمكن أن يرتفع إجمالي الاستثمار عند استكمال المشروع إلى 13 مليون دينار، وفقا لأحد الشركاء في شركة الأركان الأربعة للاستثمارات الزراعية المطورة للمشروع عماد أبو شهاب.
كما بين نائب المدير العام للشركة مدير المشروع نائل إبراهيم إنه تم زراعة 1125 دونما بالأشجار المثمرة من مساحة المشروع الإجمالية البالغة 2070 دونما، فيما ستستكمل زراعة ما تبقى من مساحة بحلول عام 2024.
ولفت إلى أن المشروع أقام آباراً جديدة وأعاد تأهيل أخرى، كما قام بإنشاء برك مائية لتجميع مياه الأمطار، وتركيب محطة رصد جوي خاصة بالشركة لرصد درجات الحرارة والرطوبة وقوة الرياح.
أهالي البادية يطالبون الحد من الفقر والبطالة وتنفيذ مشروعات استثمارية
وخلال لقاء الملك شيوخ ووجهاء وممثلين عن المجتمع المحلي في البادية الجنوبية، ثمن الحضور تواصل الملك الدائم مع المواطنين في مختلف مواقعهم، واهتمامه المستمر بالبادية الأردنية، مقدرين مساعيه لتحسين الواقع المعيشي للمواطنين والارتقاء بمستوى الخدمات، وتقديرهم لمواقف الملك تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وطالبوا الاهتمام بالبادية الجنوبية، من خلال تنظيم حركة السياح في المنطقة، وضرورة تفعيل دور سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، والاستفادة من المشاريع الاستثمارية المقامة في البادية الجنوبية للحد من الفقر والبطالة، وتسهيل إجراءات الاستثمار وتبسيطها، وأن تضع الأحزاب برامج تشجع الشباب على الانخراط في العمل السياسي،وحماية الشباب من آفة المخدرات وتشديد العقوبات على كل من يروج لهذه المواد.
وكذلك من المطالب التي وضعت أمام الملك، ضرورة تطوير التعليم في المناطق النائية، وتأهيل المعلمين وتدريبهم ودمج التعليم الإلكتروني في المدارس بإنشاء برنامج تنموي شامل بالشراكة مع المرأة، وصولا لتفعيل دورها السياسي
ولفت رئيس مجلس محافظة معان محمود النعيمات إلى المعيقات التي تواجه مجالس المحافظات، ومنها التأخر في طرح المشاريع، الذي لا يزال مركزيا.
وأشار إلى وجود قصور في بعض القوانين والأنظمة، مما يمنع مجالس المحافظات من القيام بدورها، مطالبًا بعقد مؤتمر وطني لمجالس المحافظات للخروج برؤية موحدة لها.
وبين رئيس بلدية وادي عربة السابق محمد السعيديين، أن منطقة وادي عربة تتميز بأراضيها الزراعية الخصبة، لافتًا إلى ضرورة الاستفادة من هذه الأراضي، والنهوض بالمنطقة وتحسين نوعية الحياة لأهلها.
من جهته، أشار رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة إلى القانون الناظم للاستثمار الذي قلّص مدة إنجاز المعاملات، وألزم الجهة المرجعية البت فيها خلال 15 يومًا.
ولفت إلى أن الحكومة تعمل على تحفيز الاستثمار بشكل عام وفي البادية الجنوبية على وجه الخصوص، مبينًا أن البادية الجنوبية ستستفيد من الحوافز التي مُنحت للمدينتين الصناعيتين في محافظتي الكرك والطفيلة، إذ تمتد حدودها ضمن هاتين المحافظتين.
وبين الخصاونة، أن هنالك حوافز للاستثمار الذي يخلق فرص عمل توظيفية أو يستهدف المواقع خارج المناطق العمرانية، مشددًا على أهمية أن تكون الاستثمارات نوعية وجادة، مبينا أن الحكومة تعمل على تمكين القطاع الخاص والتسهيل على المستثمر، مشيرًا إلى وجود آفاق واعدة للتعدين بالمملكة بخاصة في مناطق الجنوب.