يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ440 على التوالي، مخلفا وراءه مشاهد دامية من القتل والتدمير. فقد شهد القطاع خلال الساعات
من هو المهندس الزواري الذي أطلقت حماس طائرات انتحارية باسمه؟
أعلنت كتائب عز الدين القسام أن عشرات الطائرات الانتحارية تحت اسم الزواري دخلت الخدمة خلال معركة طوفان الأقصى وشاركت في التمهيد لعبور مقاتلي القسام إلى الأراضي المحتلة. وحملت هذه الطائرات اسم المهندس محمد الزواري ، فمن هو هذا المهندس؟
من هو المهندس التونسي محمد الزواري ؟
محمد الزواري هو مهندس تونسي ولد في مدينة صفاقس في العام 1967، درس هندسة الميكانيك في المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس قبل أن يتعلم الطيران.
سافر إلى ليبيا ومن ثم إلى السودان وحصل على الجنسية السودانية ومن ثم غادر إلى سوريا وتزوج من سيدة سورية وأثناء وجوده في سوريا انضم إلى صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وكان الزواري قد سجن في عهد نظام زين العابدين بن علي في تونس، على خلفية انتمائه إلى حركة النهضة التونسية، قبل أن يغادر إلى سوريا.
وعقب الإطاحة بنظام بن علي، عاد الزواري من سوريا إلى تونس ليشغل منصب أستاذ جامعي في المدرسة الوطنية للمهندسين.
وسعى الزواري إلى تعليم الطلبة تصنيع الطائرات دون طيار ونجح في اختبار طائرته التي أجرى عليها أبحاثا مطورة كثيرة بحلول عام 2015، كما بدأ في تأسيس جمعية للطيران في صفاقس بهدف تدريب الشباب على صناعة الطائرات المسيرة.
هل ينتمي الزواري لكتائب حماس ؟
أعلنت حركة حماس أن الزواري عضو رسمي في كتائب القسام، وأنه تولى الإشراف على مشروع تطوير صناعة الطائرات المسيرة، بوحدة التصنيع الخاصة بالكتائب، وأطلق عليها اسم "أبابيل 1 "، والتي ظهرت للمرة الأولى في عام 2014 خلال معركة العصف المأكول.
الزواري زار غزة 3 مرات
وكشفت كتائب القسام أن المهندس محمد الزواري كان قد زار غزة 3 مرات، وكان أحد أبرز قادتها السريين ومن الذين قاموا بالإشراف على مشروع طائرات "أبابيل1" المسيّرة، إضافة إلى مشروع الغواصات المسيّرة الذي كان يعمل عليه المهندس التونسي قبل اغتياله.
وتعتبر كتائب القسام أن الزواري ساهم بإنجازاته في نقلة نوعية من خلال التصدي للعدوان الإسرائيلي ورصد وضرب أهدافه في العمق دون الحاجة إلى المخاطرة بأرواح المقاتلين والفلسطينيين.
اغتيال المهندس التونسي
في الخامس عشر من كانون أول من عام 2016، وبينما كان المهندس محمد الزواري يستعد لتشغيل مركبته من أمام منزله في صفاقس في تونس، اعترضته شاحنة صغيرة وقام شخصان بإطلاق 20 رصاصة صوبه، استقرت 8 منها في جسده، ثلاثة منها كانت في مناطق قاتلة من الرأس والصدر.
وفي السابع عشر من الشهر ذاته، أعلنت حركة حماس انتماء الزواري لها رسميا واتهمت الموساد الإسرائيلي باغتياله وتوعدت بالانتقام، وأكدت الحركة أن أعمال وإنجازات الزواري حاضرة بقوة في ترسانة كتائب القسام.
موقف الداخلية التونسية من اغتياله
ومن بعد اغتيال الزواري قالت وزارة الداخلية التونسية إنها تعرفت على الأسماء الحقيقية لمنفذي اغتياله، لافتة أن أموالا طائلة تم إنفاقها على العملية التي تم التحضير لها خارج البلاد.
وكشفت التحقيقات التونسية أن أحد المنفذين نمساوي يدعى كريستوفر، بالإضافة إلى شخصين آخرين يحملان الجنسية البوسنية وهما: ألفير ساراك وآلان كانزيتش. وقدم الأشخاص نفسهم للزواري على أنهم مهتمون باختراعاته خاصة التحكم بالغواصة عن بعد.
ووجهت تونس مذكرات قضائية للسلطات البوسنية والسويدية إضافة إلى السلطات البلجيكية والتركية والكوبية والمصرية واللبنانية والكرواتية لتسليم متهمين في عملية اغتيال الزواري إلا أن القضية لم تحسم حتى اليوم.
كما كشفت التحقيقات التونسية إلى أنه تم اختراق هاتف الزواري ومنه تمت عملية مراقبته والتخطيط لاغتياله.