خريجون مع وقف التنفيذ.. كيف استمرت عملية التعليم في غزة رغم الحرب؟

الصورة
مباني في الجامعة الإسلامية في غزة قصفها الاحتلال
مباني في الجامعة الإسلامية في غزة قصفها الاحتلال
آخر تحديث

في وصفها لعملية التعليم في غزة قالت وزارة التربية في قطاع غزة إن التحاق الطلبة بالتعليم الإلكتروني يمر بتراجع رهيب بعد أن كانت نسبة الالتحاق به قد ارتفعت إلى 90% قبل استئناف "إسرائيل" لعدوانها على القطاع. 

واضطرت الوزارة إلى تأجيل عقد الدورة الاستثنائية لامتحان الثانوية العامة للطلبة من مواليد 2006، والتي كان من المقرر عقدها الشهر الحالي وذلك حتى إشعار آخر بسبب استئناف الحرب على القطاع. 

وخصصت مديريات التربية في غزة نقاطا تعليمية في كافة أنحاء القطاع في محاولة لاستمرار عملية التعليم في شقيها الإلكتروني والوجاهي.

محاضرات إلكترونية مستمرة على صعيد الجامعات

على صعيد الجامعات، نقلت مراسلة حسنى مريم سلامة في جنوب القطاع أن التعليم الإلكتروني ما زال مستمرا وفقا للجامعة وبصعوبة شديدة بسبب عدم توفر البيئة المناسبة من حيث أجهزة الحاسوب المحمولة أو الإنترنت لدى جميع الطلبة، إلا أنها مستمرة. 

وتصف سلامة الحال التعليمي بقولها:

"في غزة، تتقاطع رائحة البارود مع صوت أجراس المحاضرات الإلكترونية، وتتحول مقاعد الدراسة إلى ذكريات، وتصبح الشاشات وسيلة وحيدة للتعلق بالعلم وسط الركام، وتقف الجامعات الفلسطينية كقلعة أخيرة في وجه التهجير والتدمير، رغم أن 85% من مرافقها قد دمرت، ورغم أن أساتذتها وطلبتها نازحون ومشردون. ويحاول التعليم الإلكتروني أن يثبت حضوره كوسيلة للبقاء والتعلم، ولو من خلف شاشات محطمة واتصالات متقطعة".

لم يتوقف التعليم في غزة لحظة واحدة 

ولا تكتمل المنظومة التعليمية دون أساتذة، ورغم تقصد الاحتلال استهداف أكثر من 200 أكاديمي وأستاذ جامعي، فإنهم ما زالوا يثابرون لإعطاء المحاضرات عن بعد "إلكترونيا". 

الدكتور خضر الجمالي وهو عميد العلوم الإنسانية والإعلام في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة، يصف لـ حسنى عملية التعليم في غزة والتي تجري إلكترونيا بأنها تواجه عشرات التحديات بعد أن دمر الاحتلال غالبية المؤسسات التعليمية بما فيها الجامعات، بغرض خلق مجتمع جاهل غير متعلم. 

وفي مقابل ذلك، يواجه الغزيون هذا التوحش من قبل الاحتلال بإصرار على التعلم، يقول الجمالي: 

"لم يتوقف التعليم لحظة واحدة في غزة، فالجميع من طلاب ومعلمين وإدارات جامعية يبذلون أقصى الجهود للبقاء على المسار التعليمي قدر الإمكان في ظل هذا الوضع الصعب والمعقد".

وأكد الجمالي أن التعليم الإلكتروني تعقد بشكل كبير بعد اختراق الاحتلال للهدنة لعدة أسباب من أبرزها، القصف المستمر والتدمير الإضافي والقلق بشأن المستقبل، بالإضافة لضعف الإنترنت والطاقة الكهربائية لشحن الأجهزة الذكية للمتابعة.

تحديات التعليم الإلكتروني في غزة 

ويؤكد على كلام الجمالي، الطالب محمد صلاح وهو طالب في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، إذ يقول إنه وفي ضوء تصاعد وتيرة العدوان على القطاع، كان لزاما على الطلبة مواصلة المسيرة التعليمية من خلال التعليم الإلكتروني كنوع من الدفاع عن النفس والوجود في غزة وأضاف لـ حسنى

"رغم شح الإمكانيات وصعوبة الظروف، ما زلنا نثابر لنجد مكانا نتعلم منه وفيه، نواجه تحديات منها عدم توفر إنترنت مناسب لمتابعة التحديثات التعليمية أولا بأول، بالإضافة لعدم وجود مصدر كهربائي لشحن الأجهزة الذكية المستخدمة في الدراسة".

خريجون مع وقف التنفيذ

مريم سلامة مراسلة حسنى كانت على موعد مع تخرجها خلال عام 2025، لكنها باتت خريجة مع وقف التنفيذ ومثلها مئات الخريجين، تقول مريم:

"رغم حرب الإبادة لم نستسلم وأكملنا رغم النزوح المتكرر والقصف المستمر، ورغم عدم وجود أي مؤشر للأمل.. لكننا صنعناه بأيدينا".

وتصف سلامة شعورها وشعور عشرات الطلبة الجامعيين بقولها إن الخيمة كانت تمثل قاعة المحاضرات، واجهنا المتاعب من أصغرها إلى أكبرها، من رحلة البحث عن القلم والدفتر في السوق وصولا إلى البحث اليومي عن شبكة إنترنت والمحاولات الدائمة للحفاظ على نسبة الشحن في الهواتف لإكمال المحاضرات.

آلاف الطلبة في غزة نالوا الشهادة الكبرى

وفي الوقت الذي يجاهد فيه مئات الطلبة في غزة في محاولة لاستكمال مسيرتهم التعليمية، استشهد 13.000 طالب وطالبة ونالوا الشهادة الكبرى، فقد قتلتهم "إسرائيل" بقنابلها وغاراتها منذ السابع من أكتوبر. 

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي فقد حرمت "إسرائيل" 785.000 طالب وطالبة من التعليم بعد استئنافه الحرب وخرقه للهدنة. 

اقرأ المزيد.. شهادات حول سوء التغذية في غزة

دلالات
00:00:00