دخل اليوم الـ38 من استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسط تصعيد دموي طال المدنيين والمنازل والأسواق، فيما يتفاقم الوضع الإنساني إلى
شعور دائم بالدوار والصداع وقلة الحيلة | شهادات حول سوء التغذية في غزة

في آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي في الثامن عشر من نيسان الحالي، بين المكتب ارتفاع عدد شهداء سوء التغذية في غزة وشهداء نقص الغذاء وسياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال بحق الغزيين إلى 52 شهيدا معظمهم من الأطفال.
صحة غزة: المرحلة الخامسة من سوء التغذية في غزة
وبحسب مدير مستشفى شهداء الأقصى في قطاع غزة د.خليل الدقران فقد دخل القطاع المرحلة الخامسة من سوء التغذية وهي الأخطر، وفق تصنيف منظمة الأغذية العالمية.
وقال الدقران إن أطفال غزة يعيشون أشد مراحل سوء التغذية بسبب نقص الغذاء وحليب الأطفال، كما يواجه نحو 200 ألف من المصابين بالأمراض المزمنة خطر الموت بسبب نفاد الأدوية الخاصة بهم.
ونشرت الوزارة عبر صفحتها صور أطفال لا تتجاوز أعمارهم الثلاث سنوات والخمس سنوات وهم في حالة صحية سيئة جدا بسبب سوء التغذية، كما كانت الوزارة قد أعلنت عن استشهاد رضيع يبلغ من العمر 11 شهرا بسبب سوء التغذية الأسبوع الحالي.
أهالي قطاع غزة: الأمراض تفتك بأجسامنا لضعف المناعة
ويصف الأهالي سوء التغذية في غزة بأنه الأصعب منذ بداية الحرب، وفي استطلاع لإذاعة حسنى تحدث غزيون عن سوء التغذية وانعكاسه على صحتهم، وأكدوا أن الأمراض باتت تفتك بأجسامهم لضعف المناعة وقلة الغذاء.
وتقول إحدى السيدات التي تبلغ من العمر 53 عاما:
"لا في فاكهة ولا أكل ولا طحين، والمي مش صالحة للشرب، والتكية يوم بكون الرز تبعها مستوي ويوم مش مستوي، وإذا لحقنا ناخد من التكية أخدنا وإذا ما أخدنا بنضل لتاني يوم بدون أكل".
وتصف السيدة وضع أحفادها وتقول:
"أطفالنا بدوخو من قلة الأكل، ودائما مرميين على الأرض، أجسامهم تعبت وضعفت كتير، لا في فاكهة ولا خضار، وبنت ابني عمرها 9 أشهر صرلها أسبوع في المستشفى عايشة على المحلول".
أوزان غير صحية للأجنة في أرحام أمهاتهم من قلة الغذاء
وفي شهادة أخرى لسيدة حامل، تقول لـ حسنى إنها لا تقوى في بعض الأيام على الحركة، إذ إن حملها يسير بصعوبة ودائما ما يقول لها الأطباء إنها مهددة بفقدان جنينها بسبب سوء التغذية في غزة.
" لا في دجاج ولا في خضرة، ووزن البيبي كتير قليل، مش عارفة كيف بدي أدبر حالي بعد ما أولد وأرضع الطفل وأكبره!!".
وتضيف أن التكيات الخيرية للطعام هي المصدر الوحيد للنازحين في الغذاء، وتحاول السيدات تحصيل وجبة واحدة وتقسيمها لوجبتين للغداء والعشاء.
"بدوخ كتير مرات.. وبتعرض لجفاف ونزول بالضغط بسبب سوء التغذية".
أعطوني بسكوت مدعم!
وفي شهادة لها تقول إحدى الفتيات، إن وزنها كان يبلغ قبل الحرب 64 كيلو فيما يبلغ اليوم 42 بسبب سوء التغذية الأمر الذي انعكس سلبا على عظامها.
وتقول الفتاة إنها راجعت المراكز الصحية ونقاط العيادات المتنقلة والتي صرفت لها البسكوت المدعم، ولكنه بالطبع لم يجد نفعا ولا يسد حاجتها من الغذاء.
"فش تغذية صحية، ما في لحوم ودواجن، ومن كثر ما أنا ضعيفة صار عظمي يوجعني ومش قادرة استحمل هذا الوجع، وبس رحت على المستشفى عطوني بسكوت مدعم .. بس البسكوت شو بدو يفيد؟؟".
كبار السن والمرضى مهددون بفقدان حياتهم
ويصف أحد الشبان حالته مع قلة الغذاء المتوفر في القطاع قائلا:
"الواحد بفيق من النوم تعبان، لا يقوى على فعل شيء، ونحن الشباب بنشد على حالنا شوي بس كبار السن والمرضى شو يعملوا بحالهم!!".
ويقول الشاب إن والده يعاني من أمراض مزمنة وينصحه الأطباء بتناول البروتين والبيض والحليب والابتعاد عن المعلبات، ولكن هذا الأمر غير متوفر وإن كان موجودا فهو بأسعار مرتفعة جدا، ويضيف الشاب أن حالة والده الصحية باتت تتدهور يوما بعد يوم، بسبب قلة الغذاء ونوعيته الرديئة.
وجبة واحدة في اليوم
وكانت منظمة الأغذية العالمية قد بينت أن وجبة واحدة في اليوم هي حصة الفرد في القطاع، وأن ذلك ينبئ بخطر صحي كبير وخاصة بحق الأطفال والمرضى، وهو ما أكدته سيدة خلال حديثها لـ حسنى قائلة:
"بصعوبة بناكل وجبة وحدة باليوم إذا طلعلنا حظ من التكية، وأنا الدكتور وصفلي أدوية ثلاث مرات باليوم لازملها أكل.. أجسامنا بطلت تتحمل وصارت تصيبنا حساسية سريعة وريقان من سوء التغذية!".
أحد الأطفال: بطل فينا حيل نمشي
وبحزن يصف أحد الأطفال الذي لم يتجاوز الـ13 عاما حاله مع سوء التغذية قائلا:
"بنوقف أكثر من خمس ساعات على التكية ومرات كتير أطفال بدوخوا وهم واقفين، بطل فينا حيل نمشي، وحتى مرات كثير بتيجي صهاريج المي ما بكون فيني حيل أحمل "جلن" المي وأعبيه".
ويضيف:
"بفطر علبة فول معلبات أو دقة حاف، وبنتغدى من التكية وإذا ما لحقنا من أكل التكية بنظل لثاني يوم نستنى فرج ربنا!".
مطالب متكررة بضرورة دخول المساعدات
وتستخدم "إسرائيل" سياسة التجويع الجماعي بحق الغزيين، فمنذ أكثر من شهرين لم تسمح بدخول شاحنة مساعدات واحدة إلى القطاع وتفرض طوقا خانقا على دخول الأغذية والطحين، وقد أعلن برنامج الغذاء العالمي قبل نحو شهر اضطراره لإغلاق جميع المخابز التابعة له في القطاع بسبب عدم السماح بدخول الطحين.
وفقا لمسح أجرته وكالات إنسانية في غزة فقد تم نقل 3696 طفلا إلى المستشفى في آذار الماضي فقط بسبب سوء التغذية في غزة.
وتطالب الدول والمؤسسات والمنظمات بما فيها منظمة الأمم المتحدة بشكل دوري بضرورة فتح المعابر ودخول المساعدات إلى القطاع، إذ وجه وزراء خارجية كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في بيان مشترك أمس تل أبيب بضرورة السماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون عوائق والالتزام بالقانون الدولي.
"يجب ألا تستخدم المساعدات الإنسانية مطلقا كأداة سياسية".
اقرأ المزيد.. أسير محرر من غزة يروي قصته لحسنى