فاز الكاتب الفلسطيني باسم خندقجي والذي يقبع أسيرا في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 20 عاما -أمس الأحد- بجائزة مرموقة للرواية العربية. إذ فاز
أسير محرر لحسنى: تعرضت للحرق داخل سجون الاحتلال ونزعوا جلدي عن لحمي

لا أعداد واضحة للأسرى المعتقلين من قطاع غزة في سجون الاحتلال، فمنذ عام ونصف تستمر قوات الاحتلال بسياسة تهجير سكان القطاع واقتحام المنازل ونسفها واعتقال الرجال وحتى النساء. وفي آخر الإحصائيات التقديرية قدر عدد المعتقلين بـ 10 آلاف معتقل على الأقل.
أسير محرر : اعتقلني الاحتلال من داخل مستشفى الشفاء
وتفرج قوات الاحتلال بين الحين والآخر عن دفعات قليلة لا تتجاوز 10 أسرى أو 20 أسيرا وتعيدهم إلى القطاع، ويصل الأسرى بحالة صحية سيئة جدا جراء التعذيب الممنهج الذي يمارس بحقهم في السجون.
وقد روى الأسير المحرر محمد الترك والملقب بأبو عرب قصته لـ حسنى خلال اعتقاله لمدة 50 يوما.
اعتقل أبو عرب والذي يبلغ من العمر 40 عاما، وهو على رأس عمله من داخل مستشفى الشفاء الطبي في غزة:
"اعتقلني الاحتلال وأنا على رأس عملي من داخل مستشفى الشفاء بغزة في آذار 2024 ونقلوني على الفور إلى داخل مبنى العيادات الخارجية معصوب العينين، وألبسوني "الروب" الأبيض الخاص بالمعتقلين والذي يشبه الكفن وأعطوني الرقم 18 بدلا عن اسمي".
وبين أبو عرب أنه وفي أثناء وجودهم داخل مبنى العيادات حدث اشتباك عنيف بين المقاومة والاحتلال عند بوابة المستشفى، ووضع الاحتلال كل المعتقلين على الفور في شاحنة إسرائيلية كبيرة مكتظة بالأسرى ونقل الجميع إلى منطقة غلاف غزة.
"تم فرز المعتقلين وسط الضرب المبرح والإهانة والتعذيب الجنوني لدرجة أن أغلب المعتقلين كانت الدماء تسيل من وجوههم ورؤوسهم، وقد صعد أحد الجنود إلى الشاحنة وبدأ بركل وجهي ورأسي بحذائه وقدمه".
التعرض للحرق المتعمد
وبين أبو عرب في لقاء حصري مع حسنى أنه تعرض للحرق المتعمد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في أثناء فترة اعتقاله، وقال إنه ومن صعوبة التعذيب الذي تعرض له اضطر إلى دخول قسم العناية المركزة في سجن زيكيم على إثر التعذيب الشديد الذي تعرض له في القدمين واليدين.
"أصبحت أسير على عكازين ولا أستطيع الحركة بطريقة طبيعية من شدة ما قام به المحقق الإسرائيلي من نزع الجلد عن اللحم وأنا مستيقظ".
ولم يكتف المحققون بذلك، بل قاموا بثقب يديه عن طريق مقدح كهربائي، وحرق أفخاذه، وقد رصدت حسنى آثار الأصفاد التي كانت بارزة في يدي أبو عرب وقدميه رغم الإفراج عنه من مدة.
"وصل المطاف بالمحقق الإسرائيلي أن وضع سيخ حديد أسفل العضو الذكري، متهما إياه أنه أحد رجال المقاومة الذين يحرسون الأسرى الذين يزعم الاحتلال أن المقاومة تخفيهم في مستشفى الشفاء".

كان تحقيقا مستمرا بسبب عمله رجل أمن في المستشفى
يعمل أبو عرب في وزارة الصحة، والتي عينته رجل أمن على بوابة مستشفى الشفاء، وهو من سكان حي الزيتون وأب لأربعة أطفال، ويقول لـ حسنى إن هذه المواصفات كانت كفيلة بأن يستمر تعذيبه لمدة 50 يوما متواصلا منذ أول يوم لاعتقاله.
"كان السؤال يتركز أين أخفت المقاومة الفلسطينية أسرى الاحتلال وهل هم داخل مستشفى الشفاء، كوني أحد رجال أمن المستشفى، فأنكرت للمحقق الإسرائيلي علاقتي بهذا الأمر أو معرفتي به".
المرور بثلاثة سجون
وتنقل أبو عرب بين ثلاثة سجون على الأقل إضافة إلى المعسكرات التي مر عليها في غلاف غزة، وقال إنه مر بسجون زكيم وعوفر والقدس، فقد كان يتم نقل الأسرى من سجن لآخر وسط إجراءات أمنية مشددة وداخل سيارة عسكرية صغيرة تشبه سيارات نقل الحيوانات، حتى إنهم كانوا يتعمدون غلق أبواب السيارة على أقدام الأسرى بعنف.
"تعاملوا معنا كحيوانات وليس كبشر".
ماذا يأكل الأسرى في سجون الاحتلال؟
وعن نوعية الطعام المقدم لأسرى قطاع غزة في السجن، بين أبو عرب أنه طوال الخمسين يوما كان جنود الاحتلال يقدمون لهم معلبات التونة وبعض الجبنة المعلبة فقط، مؤكدا أنه لم يسمح لأي محامٍ بزيارته أو التواصل معه أو مع ذويه في قطاع غزة، وقد كان طوال الوقت معصوب العينين، وكان يتعرض للضرب المبرح والإهانة إن حاول نزع العصبة.

لحظة الإفراج
وعن لحظة الإفراج يقول الترك:
"كنت داخل العناية المركزة في سجن زيكيم، وكانت هناك حركة مريبة للسجانين داخل العناية بصورة غير معهودة، فأخبرني أحد الأسرى أنه فهم من حديثهم أنه سيخرج من السجن في الصباح، وبالفعل جاء أحد السجانين وقال لي ستذهب إلى غزة وسترى أولادك".
وما هي إلا لحظات حتى تم وضع أبو عرب بالقوة وهو مكبل اليدين داخل سيارة إسعاف إسرائيلية وكانت تسير بسرعة جنونية حتى وصلت إلى بوابة معبر كرم أبو سالم وتم تسليمه إلى سيارة إسعاف فلسطينية، والتي نقلته على الفور إلى مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح وتم تقديم العلاجات اللازمة له.
وكان الترك بحاجة شديدة إلى علاجات سريعة، وقد نقل إلى مستشفى ناصر في مدينة خانيونس، وأشرف على علاجه وفد من الأطباء الإندونيسيين الذين أجروا له عدة عمليات جراحية تجميلية في القدمين واليدين وإزالة آثار الحروق في الفخذين.
واختتم الترك حديثه لـ حسنى بالقول:
"كنت أرى الموت كل دقيقة خلال 50 يوما من اعتقالي، وكان المحتل يعاملنا على أننا حيوانات في حين وجدنا المقاومة الفلسطينية تحافظ على أسرى العدو لديها، ولكن.. الله الغالب".
اقرأ المزيد.. قصة الغزي كامل مرتجى