أجمع كتاب ومعلقون إسرائيليون على أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد يكون أفضل الإسرائيليين في مخاطبة الأمريكيين بلغتهم، وأن خطاباته في الكونغرس الأمريكي تمثل أفضل نجاحاته، ويتعامل معها على أنها احتفال بالنسبة له لتحقيق إنجازات سياسية على المستوى الداخلي الإسرائيلي. 

انتقادات لاذعة من خصوم نتنياهو

قوبلت كلمة نتنياهو أمام الكونغرس بانتقادات لاذعة، حيث وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد الكلمة بـ "المشينة"، واعتبر أنه من "العار" أن يتحدث نتنياهو لمدة ساعة كاملة، دون أن يتطرق إلى صفقة إعادة الرهائن في قطاع غزة.

من جانبه قال العضو السابق في مجلس الحرب بيني غانتس، إنه يجب التذكير بأن هناك أكثر من 100 رهينة في غزة، وهذا يتطلب اتخاذ قرارات لإعادتهم "حتى لو كان الثمن باهظا".

وعلى الرغم من الإشادة التي لقيها خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، أمس الأربعاء، من قبل شركائه في الائتلاف الحاكم، إلا أن معلقين وكتابا أشاروا إلى وجود ثغرات في خطابه، معبرين عن انبهارهم بأدائه ولكنهم انتقدوا افتقاره للإجراءات العملية، واعتبروه خطابا لا يعكس حقيقة الحالة الإسرائيلية. 

يتفق الكاتب نداف إيال في صحيفة "يديعوت أحرونوت" مع آخرين على سلاسة الخطاب وعلى كلماته المختارة بعناية، لكنه أشار إلى افتقاره إلى الثقل الذي يجب أن يشعر به قائد قد فشل في تحمل مسؤوليته، وهو ما لم يخطر على بال الأمريكيين في حين يفهمه الإسرائيليون. وذلك في إشارة إلى الإخفاق حكومة نتينياهو الكبير في معركة "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في الـ7 من تشرين الأول الماضي. 

وأضاف إيال أن نتنياهو لم يذكر كلمة "صفقة" لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة لأن "الإمبراطوريات لا تحتاج إلى صفقات". إلا أنه تساءل لماذا لم يتضمن الخطاب الحديث عن شمال إسرائيل الذي تم إخلاؤه أو المسيّرة التي انفجرت في تل أبيب، أو عائلات المحتجزين الذين اعتقلوا خلال التظاهرات؟.

وأشار الكاتب إلى تغيب ما يقارب نصف النواب الديمقراطيين، مبينا حذر من حضروا من تحركاتهم وردود فعلهم داخل القاعة، على عكس الجمهوريين الذين ظهروا أكثر حماسة، ونقل الكاتب عن المؤرخ يوناتان حين، والد أحد المحتجزين في غزة، قوله:

"كان خطاب نتنياهو استعراضا سيئا لتعزيز مكانته في الائتلاف الحاكم في إسرائيل، هو لم يفعل أي شيء لتحسين الأمن القومي الإسرائيلي، أو مكانة إسرائيل أمام الرأي العام العالمي. كانت مشاهدة الخطاب بالنسبة لي محرجة ومؤلمة".

نتنياهو قوي في الأقوال ضعيف في الأفعال

وفي الصحيفة نفسها، كتب المعلق والكاتب "بنيامين دروري" أن "نتنياهو قوي في الأقوال وضعيف في الأفعال". وأضاف أن كل الكلمات الرائعة التي يقولها ستبقى فارغة طالما ظل الائتلاف الحكومي مع اليمين المتطرف أهم بالنسبة له من الدولة. وأوضح دروري أن الفجوة كبيرة بين الأقوال والعمل، مشيرا إلى تكراره للعبارات "المبتذلة" عن النصر.

وفي موقع القناة 12 العبرية، كتبت الصحفية "دافنا ليئيل" أن نتنياهو تحدث عن المصالح المشتركة مع واشنطن، وعن أن "إسرائيل" هي قوة عالمية تقوم بالعمل بالنيابة عن الولايات المتحدة، معتبرة أن نتنياهو يغامر في ذلك. 

من جهتها، أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية بأن من تجمهروا في "ميدان المختطفين" في تل أبيب شاهدوا خطاب نتنياهو بعد أن كتموا الصوت، وفضلوا أن يسمعوا بعضهم بعضا، معتبرين أن الخطاب لم يكن له تأثير يذكر على أرض الواقع. 

يذكر أن عشرات المشرعين الديمقراطيين تغيبوا عن جلسة الكونغرس التي ألقى خلالها نتنياهو خطابه؛ وذلك تعبيرا عن استيائهم من حرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين والأزمة الإنسانية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على غزة.

وقال السناتور كريس فان هولين للصحفيين: 

"يتعلق الأمر بالنسبة لنتنياهو بتعزيز الدعم له في إسرائيل، وهذا من الأسباب التي تجعلني لا أريد الحضور... لا أريد أن أكون جزءا من دعم سياسي في هذا الخداع. فهو ليس الحارس العظيم للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

كما قال النائب الجمهوري في مجلس النواب توماس ماسي إنه لن يحضر وكتب على منصة "إكس": 

"هدف نتنياهو من مخاطبة الكونغرس هو أن يعزز المكانة السياسية له في إسرائيل، وأن يخفف المعارضة الدولية لحربه، لا أشعر بأنني من أنصار هذا، ولذا لن أحضر".

كما تجمع آلاف المحتجين المعارضين للعدوان على غزة بالقرب من مبنى الكابيتول حاملين الأعلام الفلسطينية، كما رفعت لافتات كتب عليها أن نتنياهو "مجرم حرب مطلوب للعدالة"، في إشارة إلى مذكرة الاعتقال التي طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدارها.

بدورها، قالت رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي إن خطاب نتنياهو هو أسوأ عرض أجنبي أمام الكونغرس.

اقرأ المزيد.. طوفان الأقصى في يومها الـ293 الاحتلال يكثف غاراته على النصيرات وخانيونس