لليوم الـ10 من استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة وسط تصعيد غير مسبوق في القصف والاستهدافات، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، في
ماذا أجاب ويتكوف عن وقف قريب لإطلاق النار في غزة؟

في مقابلة استمرت أكثر من 60 دقيقة، التقى الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون بالمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف تحدث فيها عن مجمل الأوضاع في الشرق الأوسط ولا سيما ملف غزة. ولاقت المقابلة صدى واسعا في الإعلام العبري والعربي والأمريكي.
هل سيكون هناك وقف قريب لإطلاق النار في غزة؟
مجيبا عن هذا السؤال قال ويتكوف:
"نعم، أعتقد ذلك. نعم، أعني أنني لست مخولا في هذه اللحظة بالتحدث عن ذلك، ولكن أعتقد أن هناك علامات، أعتقد أن دخول الإسرائيليين إلى هناك مؤسف من بعض النواحي ومن نواح أخرى يندرج تحت أنه أمر كان لا بد منه، وقد قدمنا اقتراحا في القمة العربية قبل 10 أيام أو أسبوعين كان معقولا، وكان جسرا للوصول إلى اتفاق سلام، جسرا للوصول إلى نزع سلاح حماس ومناقشة هدنة دائمة، ورد فعل حماس كان غير لائق، الآن قد لا نتمكن من عكس الأمور، وقد نستخدم هذا "الفعل العسكري" لجعل حماس أكثر معقولية، لأن لديهم الكثير من النفوذ هناك ويفرضون هذا النفوذ بقوة السلاح، ولهذا السبب يجب علينا نزع سلاحهم".
" نحتاج إلى انتخابات حقيقية في غزة، يجب أن تكون هناك طريقة تفكير جديدة تماما، نحتاج إلى قوة أمنية حقيقية هناك لتضمن لإسرائيل أنها لن تواجه مشكلة معهم على المدى الطويل، إذا اعتقدت إسرائيل أنها ستواجه مشكلة في غزة لأن حماس ستبقى هناك على المدى الطويل، فلن ينتهي هذا أبدا. لذا فإن الطريقة الوحيدة للتعامل مع هذا الصراع هي التأكد من أننا نرضي الجميع وبأنه لن نشهد 7 أكتوبر مرة أخرى أبدا".
ويتكوف: الخطط القديمة لن تنجح
قال ويتكوف إن الحل في غزة لم يعد يعتمد على الخطط القديمة المطروحة منذ أربعين أو خمسين عاما مضيفا:
"أعتقد أن نهج الرئيس ترامب تجاه غزة أثار الكثير من النقاش الحيوي حول طرق مختلفة للتعامل مع غزة، نرى الآن خطة مصرية، ونرى السعوديين يضعون ورقة بيضاء، لذا أعتقد أن ما سنفعله مع غزة سيصبح أكثر وضوحا على مدى الـ 6 إلى 12 شهرا القادمة، لكن غزة نقطة اشتعال، وعلينا أن نفهم ذلك، وأنا أتفق مع الرئيس عندما قال إن الخطط القديمة لا تنجح، الخطط القديمة، آخر 40 أو 50 عاما من الوصفات السياسية في غزة تعني الحرب وإعادة البناء والمزيد من الحرب والمزيد من إعادة البناء، هذا ببساطة لم يكن منطقيا على الإطلاق، ولهذا السبب بدأ الرئيس يقول ربما نحتاج إلى التفكير فيه بطريقة مختلفة، لقد تعرضنا للانتقاد بسبب ذلك لأن هذا ما يحدث عندما تبدأ في معارضة طريقة التفكير القديمة وتريد -نوعا ما- تقديم طريقة تفكير جديدة، حسنا، هناك حاجة بالتأكيد إلى طريقة تفكير جديدة وأعتقد أن الجميع يدركون ذلك".
ماذا تريد "إسرائيل"؟
واعتبر ويتكوف أن سؤاله حول ماذا تريد "إسرائيل" هو سؤال حاسم ورئيسي، لكنه رمى الكرة في ملعب لاعبين آخرين وعلى رأسهم قطر، مجيبا كالتالي:
"هناك لاعبين آخرين، ولا أعرف ماذا يريدون، أعتقد أنه من المهم أن ندرك أن الجميع قد يريدون شيئا ما، أعتقد أنه في حالة القطريين، يتم انتقادهم لعدم وجود دوافع جيدة لديهم، هذا سخيف، هم مدفوعون بدوافع جيدة، إنهم أناس طيبون ولائقون، ما يريدونه هو وساطة فعالة تصل إلى هدف السلام".
ما طرحه بايدن مجموعة حقائق خاطئة
وحول سؤال ويتكوف عن خطة ترامب لغزة، قال:
"قبل تنصيب ترامب، وبعد أن عدت من رحلتي الأولى، حصلنا على إذن من إدارة بايدن للتعاون معهم، نعم، وقال الرئيس: متى تعتقد أنه يمكن إعادة إعمار غزة؟ كانت إجابتي 15 عاما، ربما 20 عاما، وقال: لماذا؟ قلت واصفا الظروف الميدانية: كنت في غزة بالفعل، لقد دمرت، لقد تم تدميرها، هناك أنفاق تحتها، لذا تخيل جبنة سويسرية تحتها، ثم تعرضت لقصف بقنابل خارقة للتحصينات، لذا لم يعد هناك صخر، لا يوجد مكان لوضع الأساسات إذا كنت ستبني مباني. ومع ذلك، اعتقد العالم بأسره أن هذه كانت خطة إعادة إعمار لمدة 5 سنوات، ولماذا؟ لأن بروتوكول بايدن الصادر في 27 أيار، وهو الاتفاق التشغيلي الذي تجري بموجبه المفاوضات بين حماس والحكومة الأمريكية وإسرائيل، يتحدث عن خطة لمدة 5 سنوات، لكن هذه مجموعة حقائق خاطئة".
وأضاف:
"عليك أن تعترف بأنها خطة لمدة 15 إلى 20 عاما، عندما بدأنا نتحدث لأول مرة عن 15 إلى 20 عاما، قال الجميع إننا لم نكن نعرف ما كنا نتحدث عنه، لذا كانت خطة الرئيس بشأن غزة تدور حول كيفية إعادة الناس إلى منطقة قتال توجد فيها ذخائر في كل مكان أو حيث توجد هذه الظروف الكامنة بحيث يمكن لطفل أن يسقط في حفرة وينزل 40 أو 50 أو 60 قدما ولن تعرف أبدا أنه كان هناك، من سيفعل شيئا كهذا؟ إذا كانت لدينا مبان في تلك الظروف في نيويورك، فسيكون هناك شريط أصفر في كل مكان حولها، ولن يسمح لأحد بالدخول".
"لذا أعتقد أنه من المهم حقا عند اتخاذ هذه القرارات أن تقوم بتسوية الحقائق، وكانت هذه تعليماتي من الرئيس ترامب، اذهب إلى هناك، قم بتسوية الحقائق، اكتشف ما هي، ثم سنتخذ قرارات بشأن إلى أين نريد أن نرى غزة تتجه، وأعتقد أن لدينا برنامج أفضل".
من هم اللاعبون الثلاثة الكبار في الشرق الأوسط؟
أجاب ويتكوف على هذا السؤال بقوله إنهم: "إسرائيل"، وحماس، وقطر.
وحول ماذا يريد كل طرف من هؤلاء قال ويتكوف:
"ماذا تريد حماس؟ حسنا، أعتقد أنهم يريدون البقاء هناك حتى نهاية الزمان ويريدون حكم غزة، نعم، وهذا غير مقبول. لذا كان علينا أن نعرف ذلك، كان علينا أن نعرف ما يريدون، ما يريدونه غير مقبول، ما هو مقبول بالنسبة لنا هو أنهم بحاجة إلى نزع السلاح، ثم ربما يمكنهم البقاء هناك قليلا، نعم، والمشاركة سياسيا، لكن لا يمكنهم المشاركة، لا يمكننا أن نسمح لمنظمة إرهابية بإدارة غزة لأن ذلك لن يكون مقبولا لإسرائيل، ثم سنمر بالتجارب نفسها تماما كل 5 أو 10 أو 15 عاما، سيكون لدينا 7 أكتوبر، لذا هذا ما تريده حماس، هذا غير ممكن".
"مع من يحبون التعامل؟ لم أكن أبدا في... في... في الغرفة نفسها معهم... وهو أمر غريب بعض الشيء، أليس كذلك؟ مثل مفاوضات لا يكون فيها الطرف الآخر، مثل... لا تعرف حتى ما إذا كان الرجل خلف الجدار هو ساحر أوز أم لا".
حماس ليست فكرة عنيدة أيديولوجيا
واعتبر ويتكوف أن الحل مع حماس هو بالتأكيد خروجهم من غزة مضيفا:
"ثم عليك أن تكتشف ما يمكنك تقديمه لهم مما يسمح لهم بالخروج، لأن هذا ما هو مطلوب هنا، كما تعلم، ما سمعناه في بداية هذا الصراع هو أن حماس أيديولوجية، ومستعدة للموت لمجموعة متنوعة من الأسباب، شخصيا لا أعتقد أنهم مقيدون أيديولوجيا بهذا القدر، ليسوا عنيدين أيديولوجيا، لا أعتقد ذلك أبدا بالمناسبة، أعتقد أنهم يربطون الحزام الناسف بأطفال صغار لا يعرفون ما يفعلون، نعم، ويخبرونهم قصة، وبمجرد أن تفهم ذلك، بمجرد أن تفهم أنهم يريدون أن يعيشوا."
"لا أعتقد أن لدى أي شخص شعورا بأنه يمكنك ببساطة القضاء على حماس، إنها فكرة، صحيح، هذا ما تدور حوله حماس، إنها فكرة أيديولوجية، لكن لا يمكن السماح لهم أبدا بتكوين بؤر مرة أخرى جنبا إلى جنب مع الإخوان المسلمين، جنبا إلى جنب مع الجهاد الإسلامي، هذه كلها مجموعات تعمل في غزة اليوم، ببساطة لا يمكن أن نسمح بحدوث 7 أكتوبر مرة أخرى".
واعتبر ويتكوف أن التواصل مع حماس أمر صعب للغاية في ظل المفاوضات السائرة وأضاف:
"أعني من وجهة نظر أمريكية، من الصعب جدا حتى فهم ما تفكر فيه حماس، لكن من الضروري أن تفهم، أعني كأمر إجرائي، نحتاج إلى أن نعرف، وهل تشعر أنه يمكنك التواصل معهم بفعالية حتى من خلال وسيط وفهم ما يريدون وما هي؟ كيف يمكنك التفاوض معهم؟ حسنا، الأمر صعب، كما تعلم".
وروج ويتكوف للرواية الإسرائيلية حول السابع من أكتوبر باعتبار قيام أفراد من حماس بمخالفات أخلاقية وغيرها، وهي رواية لطالما رفضتها حماس وأدانتها وأكدت كذب الاحتلال حولها، لكن ويتكوف أعاد تصديرها في مقابلته قائلا:
"سأعطيك مثالا لما يجعل الحوار مع حماس صعبا، فقد ذهبت إلى غزة ثم تناولت هذا الغداء الرائع مع أشخاص من سينكوم، أتحدث عن رجالنا العسكريين، ثم أظهروا لي، فيلما لما حدث في 7 أكتوبر، نعم. والفيلم مروع، نعم، إنه عن عمليات اغتصاب جماعي، وصور لأشخاص من حماس يقطعون رأس جندي إسرائيلي".
كيف تبدو خريطة الشرق الأوسط من وجهة نظر "إسرائيل"؟
وحول سؤال ويتكوف عن خريطة الشرق الأوسط في ظل تحرك "إسرائيل" نحو لبنان وسوريا، وهي ليست جزءا من "إسرائيل"، لكنها تسيطر عليها، فماذا تريد "إسرائيل"؟ قال ويتكوف:
"أعتقد أن لبنان يمكن أن يطبع علاقاته مع إسرائيل، حرفيا يعني معاهدة سلام بين البلدين، هذا ممكن حقا، سوريا أيضا، تشير الدلائل إلى أن الجولاني شخص مختلف عما كان عليه، والناس يتغيرون، في سن الـ55 تكون مختلفا تماما عما كنت عليه في سن الـ35، هذا مؤكد، لقد طردوا إيران، تخيل لو طبع لبنان وسوريا علاقاتهما، ووقع السعوديون معاهدة تطبيع مع إسرائيل لوجود سلام في غزة، يجب أن يكون لديهم ذلك دون شك كشرط، أعني أن ذلك سيكون ملحميا".