من هي الأسيرة المحررة خالدة جرار؟

الصورة
خالدة جرار يوم تحريرها في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال 19/1/2025 | المصدر: CNN
خالدة جرار يوم تحريرها في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال 19/1/2025 | المصدر: CNN
آخر تحديث

بعد انتشار صور ومقاطع فيديو للأسيرة المحررة خالدة جرار والتي خرجت في صفقة تبادل الأسرى التي عقدتها المقاومة مع الاحتلال في 19 كانون الثاني 2025، تصدر اسم خالدة جرار محركات البحث، بين من يريد أن يعرف من هي خالدة جرار ومن يريد الاطلاع على أصولها أو توجهها السياسي. 

من هي خالدة جرار

المولد والنشأة

ولدت خالدة جرار في التاسع من شباط عام 1963 في مدينة نابلس، لعائلة أصلها من محافظة البيرة من رام الله، حيث تقيم حتى الآن.

الدراسة والعائلة 

حصلت خالدة جرار على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة بيرزيت عام 1985، وفي عام 2003 حصلت على درجة الماجستير في الديمقراطية وحقوق الإنسان من الجامعة ذاتها أيضا.

تزوجت خالدة من رجل الأعمال غسان جرار، وهو الذي خاض تجربة طويلة في الاعتقال الإداري والتحقيق ثم الإبعاد، ولديهما ابنتان: يافا (28 عاما) وسهى (توفيت عام 2021 إثر نوبة قلبية عن عمر 31 عاما)، وكانتا تقيمان في كندا، وهما ناشطتين في حركة المقاطعة ضد الاحتلال في كندا. 

العمل السياسي 

تعمل خالدة كناشطة في مجال حقوق الإنسان، وتعد رمزا سياسيا بارزا في الشارع الفلسطيني بالدفاع عن حقوق الأسرى، تشغل الآن منصب عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ونائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، وانتخبت سابقا كعضو في المجلس، ورئيسة لجنة الأسرى في المجلس التشريعي سابقا. 

كما شغلت أيضا عضوية اللجنة الوطنية العليا لمتابعة ملف انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية، وعملت من 1994 إلى 2006 مديرة لمؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، وهي مؤسسة غير حكومية لدعم السجناء وحقوق الإنسان في رام الله، ثم أصبحت فيما بعد نائب الرئيس للمؤسسة. 

اعتقالات خالدة جرار 

عام 1998، بدأت سلطات الاحتلال بملاحقة خالدة بإصدار أمر إقامة جبرية بحقها ومنعها من مغادرة الأراضي الفلسطينية، بعد مشاركتها في قمة دولية للمدافعين عن حقوق الإنسان في باريس، في خطوة تعكس انتهاك الاحتلال الصارخ للأعراف والمواثيق الدولية التي تكفل حق التعبير. وتذرعت سلطات الاحتلال بأن خالدة تنتمي لمنظمة يصنفها بـ"المحظورة"، وهي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعلى إثر ذلك بدأ سلسلة من الاعتقالات الإدارية بحقها، والتي انتهى بعضها كما بدأ، دون توجيه تهم واضحة أو إجراء محاكمات عادلة. 

2016-2015

اعتقلت خالدة من منزلها في رام الله في الثاني من نيسان عام 2015، في إجراء تعسفي بعد اقتحام بيتها بطريقة همجية ومحاصرته بآليات عسكرية ومصادرة الأجهزة الخاصة بها، دون أي مبرر قانوني، ثم جرى نقلها إلى عدة معتقلات عسكرية للتحقيق معها، حيث رفضت التجاوب مع مخابرات الاحتلال واحتفظت بحقها في الصمت، ثم تم نقلها إلى سجن هشارون للنساء، وخضعت لاعتقال إداري تعسفي على ذمة المحاكمة، وبعد تأجيل المحاكمة لعدة جلسات، أصدرت المحكمة العسكرية في سجن عوفر في كانون الأول 2015 حكما بالسجن عليها لمدة 15 شهرا، ثم أفرج عنها في الثالث من حزيران 2016 بعد قضائها المحكومية. 

عانت خالدة أثناء اعتقالها من ظروف صحية صعبة، وتم نقلها إلى المستشفى عدة مرات، إثر إصابتها باحتشاء في الأنسجة الدماغية، نتيجة قصور التزويد بالدم الناتج عن تخثر الأوعية الدموية وارتفاع الكولسترول، وتفاقمت معاناتها بسبب نقلها من مركز عسكري إلى مركز آخر في رحلة تستغرق وقتا طويلا. 

ووجه الاحتلال ما مجموعه 13 تهمة مزعومة لخالدة، منها المشاركة في الاحتجاجات والتحريض على خطف جنود الاحتلال، وفق زعمه.

2019-2017

وفي تموز 2017، واصل الاحتلال استهداف خالدة باعتقالها مجددا بتهم واهية تتعلق بالأمن القومي -حسب زعم الاحتلال- وتم تمديد حبسها في حزيران عام 2018 لأربعة أشهر أخرى، حتى تم الإفراج عنها يوم 28 شباط 2019 دون توجيه أي تهمة بحقها أو محاكمتها. 

2021-2019

وفي أواخر تشرين الأول 2019 تم اعتقال خالدة مرة أخرى بشكل مفاجئ من منزلها، دون أي ذريعة، ثم خضعت لجلسات محاكمة وتحقيق استمرت نحو سنة وأربعة أشهر حتى النطق بالحكم يوم الأول من آذار 2021، ثم أطلق سراحها في أيلول من العام نفسه. 

لكن الانتهاكات بحق خالدة بلغت ذروتها بمنعها من وداع ابنتها سهى، التي توفيت إثر نوبة قلبية، وتلقت خالدة النبأ وهي معتقلة، حيث رفض الاحتلال السماح لها بالمشاركة في جنازة ابنتها، في عمل وحشي يخالف كل القيم الإنسانية، متجاهلا دعوات منظمة "هيومن رايتس ووتش" بالسماح لخالدة بحضور جنازة ابنتها.

2025-2023

اعتقلت قوات الاحتلال خالدة مجددا في 26 كانون الأول 2023، عقب معركة "طوفان الأقصى"، دون أي تهمة، وخضعت لتعذيب وإساءة معاملة، وكانت تقبع في سجن الدمون برفقة أسيرات أخريات، حتى جرى نقلها بشكل مفاجئ إلى سجن نفيه ترتسا، والزج بها في زنزانة انفرادية صغيرة، في عزل تام، على مدار الساعة طوال الأسبوع، كما أفاد زوجها. 

وفي 19 كانون الثاني عام 2025، تم الإفراج عن الناشطة خالدة جرار ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة "طوفان الأقصى" لتبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي.. 

اقرأ المزيد.. تفاصيل المراحل الثلاث لوقف إطلاق النار وملف الأسرى 

00:00:00