فنانون مخضرمون يشتكون التهميش مقابل دعم مؤثرين.. والتلفزيون الأردني يرد

الصورة
مبنى المدينة الإعلامية الأردنية
مبنى المدينة الإعلامية الأردنية
المصدر
آخر تحديث

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن خلال اليومين الماضيين تفاصيل جلسة عقدتها لجنة التوجيه الوطني في مجلس النواب، شارك فيها نقيب الفنانين الأردنيين الأسبق ساري الأسعد، وجرى خلالها نقاش حاد حول أوضاع الفنانين الأردنيين ودور التلفزيون الأردني في دعم الدراما المحلية، وسط انتقادات حادة لتخصيص مبلغ يقارب 480 ألف دينار لإنتاج 15 حلقة درامية، قدم أحد أدوارها لفنان شاب و"مؤثر" على منصات التواصل الاجتماعي.

إهمال الفنانين الأردنيين

ساري الأسعد، في تصريح لـ حسنى عبّر عن خيبة أمله من تهميش الفنانين الأردنيين الذين قضوا عقودا في نقل الرواية والهوية الوطنية الأردنية، مشيرا إلى أن العديد منهم لم يحصل على فرصة عمل منذ عامين، ويعيشون في ظروف مادية صعبة دون تقاعد أو دعم صحي. 

وقال الأسعد: 

"نحن من نقل تفاصيل الحارة والبادية والقرية الأردنية إلى العالم... واليوم لا يجوز أن نتسول العمل في وطننا، بينما تصرف مئات الآلاف على مؤثرين شباب دون أي سيرة فنية".

وأضاف: 

"لا نرفض دعم الشباب، لكن ليس على حساب أصحاب التاريخ والرواية الوطنية، فنحن لا نبحث عن ترندات، بل عن احترام لتاريخ فني طويل صنع صورة الأردن".

وأكد الأسعد أنه ليس ضد منصات التواصل الاجتماعي، لكنه تساءل عن سبب تجاهل الفنانين المخضرمين، متسائلا: 

"لماذا لا يتم التعامل معنا كما يتم مع من يظهرون على تيك توك؟ هل أصبح المعيار عدد المشاهدات لا القيمة الفنية؟"

الطراونة: لن نتخلى عن قيمنا.. وملتزمون بالتوازن بين الحداثة والأصالة

في المقابل، رد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني، غيث الطراونة، مؤكدا أن المؤسسة تمر بمرحلة تطوير شاملة تشمل الدورة البرامجية والدعم الدرامي، مع الحفاظ على القيم والهوية الأردنية.

وقال الطراونة لـ حسنى نحن لا نتنازل عن رسالتنا الوطنية، وهناك خطة متكاملة لتطوير الدراما الأردنية، تشمل إنتاجات جديدة تراعي الأصالة، لكننا مطالبون أيضا بمواكبة العصر والوصول إلى مختلف الفئات، خاصة الشباب. 

وفيما يخص الجدل حول دعم أحد المؤثرين الشباب، أوضح الطراونة أن المبلغ المشار إليه لا يصرف بالكامل للشخص المعني، بل يشمل كامل تكلفة الإنتاج من إخراج وكتابة وتصوير ومونتاج وشدد على أن المؤسسة تفتح المجال لكل الكفاءات، دون إقصاء لأي جيل.

وأضاف: 

"التلفزيون الأردني ليس سوبر ماركت لبيع الترندات، لكنه أيضا ليس معزولا عن جمهوره، ونحن نعمل على إنتاج محتوى يحمل الرسالة ويصل للناس".

مطالبات بتطوير آليات الدعم وفتح الباب للمبدعين

من جهته، كشف الأسعد أن الفنانين لم يتلقوا أي تواصل رسمي من النواب أو الجهات الرسمية، وأن ما دفعهم للحديث هو تجاهل مزمن لأوضاعهم، داعيا التلفزيون إلى استقطاب نصوص درامية تعكس القيم الأردنية وتاريخ الأردن. 

كما شدد على أهمية استخدام الدراما لتوثيق المعارك الوطنية والرموز التاريخية، منتقدا غيابها عن الشاشة الأردنية في الوقت الذي تنتج فيه دول أخرى أعمالا ضخمة تروج لهويتها الوطنية مثل "أرطغرل" و"السلطان عبد الحميد" في تركيا.

مجلس النواب يناقش التحديات التي تواجه نقابة الفنانين

وكانت لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية قد عقدت اجتماعا برئاسة النائب الدكتور فراس القبلان، خصص لمناقشة التحديات التي تواجه نقابة الفنانين وسبل النهوض بالإنتاج الفني المحلي، وذلك بحضور نقيب الفنانين المخرج محمد يوسف العبادي وعدد من أعضاء النقابة. 

وأكد القبلان خلال الاجتماع أن الفن الأردني يمثل واجهة حضارية ورسالة ثقافية تعكس هوية المجتمع وقيمه، مشددا على أن دعم النقابة والفنانين مسؤولية وطنية مشتركة تتطلب تكاتف الجهود الرسمية والبرلمانية.

الأكثر قراءة
00:00:00