أغلقت مديرية صحة البيئة في وزارة الصحة اليوم ثلاثة مصادر مياه تزود قرية جبّا في محافظة جرش، اعتبرتها المصدر الرئيس للتلوث الذي تسبب بحالات تسمم في القرية مؤخرا، مغفلة في بيانها تحديد نوع التلوث أو تحديد العدوى المنتشرة والتي قالت سابقا أنها" شيغيلا".

وقالت الوزارة إن المصادر الثلاثة المشتبه بها هي مصادر قريبة من سيل الزرقاء وأحد المسابح الخاصة وأحد خزانات المياه في إحدى مدارس القرية، وأكدت إغلاقها هذه المصادر وأنها ستستمر في أخذ العينات من مصادر أخرى محتملة للعدوى في المحافظة وإجراء الفحوصات اللازمة لاستكشاف أي مصادر عدوى أخرى.

نتائج عجلون بينت تلوث محطات تحلية مياه

وأردفت الوزارة في بيانها قائلة إن نتائج الفحوصات الأولية التي أجرتها لعينات مياه في بلدة خربة الوهادنة في عجلون بينت تلوث بعض محطات تحلية مياه خاصة لاستخدامات المنازل والمطاعم في البلدة، وأنه تم إغلاقها احترازيا بشكل مسبق.

وزارة المياه تصر على سلامة المصادر المائية

من جهته أصر الناطق باسم وزارة المياه عمر سلامة أن الوزارة تكشف بشكل دوري على مصادر المياه مؤكدا لـ حسنى سلامة المصادر المائية وصحة الفحوصات الفنية التي تجريها وخلوها من أي تلوث.

اختلاط المياه بالصرف الصحي قد ينقل شيغيلا

وفي الوقت الذي تغلق فيه وزارة الصحة مصادر مياه في جرش وعجلون، فيما تصر وزارة المياه من جهتها بسلامة المصادر المائية، يؤكد استشاري تشخيص الأمراض السريرية د.حسام أبو فرسخ أن بكتيريا شيغيلا لا يمكن أن نتنقل عبر مصادر المياه إلا إذا اختلطت بمياه صرف صحي ملوثة بهذه البكتيريا.

وقد تكون مياه الصرف الصحي تستخدم لسقاية بعض المزروعات أو الورقيات في المملكة ما قد يؤدي إلى انتشار هذه البكتيريا.

ولفت أبو فرسخ أن شيغيلا تنتقل بشكل رئيس من خلال أشخاص لا يقومون بغسل أيديهم بشكل جيد بعد استخدام دورات المياه، ثم القيام بإعداد طعام أو ملامسة أشخاص آخرين عبر المصافحة أو تبادل النقود ما يؤدي إلى انتشار هذه البكتيريا.

أعراض الإصابة بشيغيلا

وأشار أبو فرسخ أن أعراض هذه البكتيريا تتمثل بالإصابة بالجفاف الشديد إثر فقدان السوائل عبر الاستفراغ والإسهال، إضافة إلى إصابة القولون بأعراض شديدة قد تؤدي إلى خروج دم عند الإخراج.

غسيل الأيدي بعد استخدام دورات المياه يوقف انتشار العدوى

ودعا أبو فرسخ الناس وخاصة العاملين في المطاعم وربات المنازل الحرص على غسل الأيدي بعد استخدام دورات المياه تجنبا لنقل شيغيلا إلى الآخرين، مبينا أن على الجميع غسل الأيدي أيضا قبل تناول الطعام.

مصابون: العدوى انتقلت عقب وجبة غداء جماعية مطهية منزليا

وبين أحد المصابين بأعراض تسمم لـ حسنى اليوم أنه تناول وعائلته المكونة من عشرة أشخاص طعام غداء جماعي مطهي منزلياً يوم الجمعة الماضي في منزل شقيقته القاطنة في منطقة قريبة من محافظة جرش، وأن ابنة شقيقته ذات الخمسة أعوام كانت -على ما يبدو- قد التقطت العدوى من المدرسة، وأنها ووالدتها كانتا تعانيان من أعراض التسمم كَألم في المعدة وإسهال شديد في يوم اجتماع العائلة.

ونظرا لإصابة جميع أفراد العائلة -التي اجتمعت على الغداء- بأعراض التسمم، فمن المرجح أن تكون البكتيريا قد انتقلت إلى الأم التي اعدت الطعام عبر الطفلة، حيث تنتقل شيغيلا بسبب التقصير في النظافة الشخصية بعد استخدام دورات المياه وملامسة طعام أو مصافحة أشخاص عقبها.

وبين المصاب، أنه يعاني وزوجته وأطفاله من أعراض التسمم منذ الجمعة، وأن الأطباء لم يجروا فحصا خاصة ببكتيريا شيغيلا وإنما اختلفوا ما بين كونها التهاب في الأمعاء أو بكتيريا أو جرثومة.